مجلة فرنسية تتحدّى المسلمين وتنشر رسوما مسيئة للرسول(ص) قامت أمس مجلة (تشارلي إبدو) الفرنسية بنشر رسوم مسيئة للرسول الكريم(ص)، في تحد صارخ لمشاعر مئات الملايين من المسلمين عبر العالم، وفي خطوة اعتبرت كصب للزيت على النار، في وقت لم تهدأ فيه بعد موجة الاحتجاجات التي خلفها الفيلم الذي انتجه أمريكيون وخلف مقتل السفير الأمريكي ودبلوماسيين آخرين في ليبيا ومازالت تداعياته قائمة إلى حد اليوم. وقد نقلت تقارير فرنسية عن وزارة الخارجية أنه تقرر بعد نشر المجلة لتلك الرسوم المسيئة، إغلاق جميع السفارات والمدارس الفرنسية في 20 دولة كما تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول سفاراتها الأخرى، وهي التعليمات التي قدمها وزير الخارجية لوران فابيوس، وأعرب في تصريح لإذاعة (فرانس إنفو) عن قلقه من تداعيات نشر الرسوم المسيئة. وجرى تعزيز الإجراءات الأمنية حول مكاتب المجلة في باريس والتي كانت استهدفت بقنابل حارقة العام الماضي بعد نشر رسوم سابقة، ومنذ صباح أمس الأربعاء، تعطل الموقع الإلكتروني للمجلة دون أن يتضح بعد ما إذا كان إسلاميون قاموا بتعطيله أم أنه تعطل بسبب كثرة مرتاديه لرؤية الرسوم. وقد أعرب رئيس المجلس الفرنسي للعقيدة الاسلامية محمد موسوي عن "ذعره الشديد" بسبب الرسوم المسيئة، ودعا المجلس في بيان له مسلمي فرنسا إلى عدم الانسياق وراء الاستفزازات، كما انتقد رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ريتشار براسكييه نشر الرسوم ووصف هذا التصرف بأنه "غير مسؤول" . وكان رئيس الوزراء جان-مارك أيرو قد أعرب عن عدم الموافقة على نشر المزيد من المواد المسيئة، لكنه دافع في الوقت نفسه عما أسماه "حرية التعبير عن الرأي في إطار القانون "، فيما قام فرانسوا فيون رئيس الوزراء السابق، والمنافس على زعامة حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، فدافع عن المجلة وقال: "أدافع عن حرية التعبير، وأعتقد أنه ينبغي ألا نتزحزح قيد أنملة في هذا المجال". كما تعتزم الحكومة الفرنسية من جهة أخرى، حظر مظاهرة مخطط لها في العاصمة باريس ضد الفيلم المسيء الذي تم إنتاجه في الولاياتالمتحدة، وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان- مارك أيرولت أمس الأربعاء في تصريحات صحفية أنه ليس هناك داع للسماح بنزاعات ليست لها علاقة بفرنسا، وذكر أيرولت أنه سيتم رفض الطلب المقدم بتنظيم مظاهرة في باريس يوم السبت المقبل. وكانت الشرطة الفرنسية ألقت مطلع الأسبوع الجاري القبض على نحو 150 متظاهرا شاركوا في مظاهرة بالقرب من السفارة الأمريكية في باريس في إطار الاحتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام بحجة أنها غير مرخصة، وذلك في ظل مخاوف من حدوث أعمال عنف بعد أن نشرت مجلة (تشارلي إبدو) رسوما جديدة مسيئة في عددها أمس . وفي سياق متصل بالفيلم الأمريكي المسيء الذي خلف موجة احتجاجاتعبر البلدان العربية والإسلامية، قال قبطي أمريكي استخدمت استوديوهات قناته التلفزيونية في كاليفورنيا في عمل الفيلم المشؤوم، أن منتج الفيلم خدعه بشأن المحتوى التحريضي للفيلم، وفي بيان نشر في مدونة هذا الأمريكي المعادي للإسلام واسمه "جوزيف نصر الله" وهو مؤسس جمعية (إعلام من أجل المسيح)، إنه كان ضحية "تضليل وتشويه سمعة" وأن المنتج الرئيسي للفيلم المدعو نيقولا باسيلي نيقولا قد غيّر محتواه دون علمه، مضيفا أنه اتصل به في العام الماضي وقال له أن يرغب في عمل فيلم عن اضطهاد المسيحيين في مصر. وكانت السلطات الاتحادية استجوبت في الأسبوع الماضي لفترة قصيرة نيقولا الذي له سجّل جنائي في جرائم احتيال مصرفي ومخدرات بشأن انتهاكات محتملة للإفراج المشروط عنه، وأفرج عنه فيما بعد واختبأ منذ ذلك الحين.