مواطنون يتواطأون مع شبكات إجرامية ويقابلون مصالح الأمن والدرك بالحجارة عصابات وشبكات إجراميّة تورط أزيد من 900 قاصر لتنفيذ عمليات مختلفة تشهد مناطق متفرقة من الوطن مؤخرا تصاعدا مخيفا للإجرام ويتزامن هذا الارتفاع بكثرة عدد المجرمين أنفسهم الذين باتوا يتورطون في قضايا بأشكال متعددة. دراسة أمنية أعدت مؤخرا كشفت في هذا المجال بأن تواطؤ المواطنين مع المجرمين هو الذي أكسب الفئة الأخيرة جرعة أكسوجين إضافية باتوا بموجبها يروّجون المخدرات ويصنعون الأسلحة والذخيرة وحتى المتفجرات أمام مرأى ومسمع سكان أحياء بكاملها. وعرفت أقاليم مختلفة من التراب الوطني تورطا مباشرا لقاطني أحياء يتواجد بها مجرمون وحتى فئة الأطفال القصر لم تستثنى من هذا التورط وضلوا ولمدة زمنية طويلة يتكتمون عن عمل شبكات دولية تنشط بين أزقة وشوارع مدن صغيرة ويصل صداها حتى دول تونس والمغرب وغيرها من الدول. المتواطؤون من المواطنين ذهبوا إلى أبعد من ذلك واتخذوا من الحجارة وما يجدونه أمامهم وسيلة للدفاع عن المجرمين أنفسهم، متناسين بأن الأمر قد يجرهم إلى أروقة المحاكم جرّاء تورطهم في المشاركة في جناية أو جنحة وكذا عدم التبليغ عن الجرم الذي يتم اكتشافه في النهاية من طرف مصالح الأمن على مستوى مصالح المديرية الولائية للأمن و وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني. عصابات وشبكات إجراميّة تورط أزيد من 900 قاصر لتنفيذ عمليات مختلفة كشفت مصادر أمنية من داخل القيادة الجهوية الأولى للدرك الوطني أن ظاهرة استغلال الأطفال القصر في مختلف القضايا الإجرامية من طرف بارونات ومافيا الإجرام باتت تأخذ منعرجا خطيرا وبينت الإحصائيات عن تورط 915 قاصر في مختلف الجرائم جعلها تسعى لفتح أربعة فرق متخصصة في حماية الأحداث بولايات الجزائر والشلف والمديةوالبليدة. و دقت ذات المصادر ناقوس الخطر بالنظر لظاهرة الارتفاع المخيف لما يعرف بجنوح الأحداث على مستوى 11 ولاية التي تشرف عليها الناحية الأولى للدرك الوطني أين تم إحصاء تورط 915 قاصرا في مختلف الجرائم من بينهم 877 من فئة الذكور و38 أنثى. وتشير الأرقام التي كشف عنها المصدر السابق بأن الولايات التي تم بها تسجيل أكبر عدد من القصر المتورطين في الجرائم المختلفة تتصدرها العاصمة ب260 متورطا بينهم 12 أنثى تليها ولاية المدية التي ارتفعت بها معدلات الجريمة في الفترة الأخيرة من خلال إحصاء تورط 118 قاصر لتأتي بعدها كل من البليدة والشلف وعين الدفلى. وبالموازاة مع ذلك تشير أرقام الدرك إلى تسجيل 125 قاصرا راحوا ضحايا شبكات الإجرام خلال السنة المنقضية بينهم 48 أنثى، وبينت تحقيقاتها أن هؤلاء القصر لم يدخلوا عالم الجريمة بمفردهم بل يقف من ورائهم بارونات للمخدرات إلى جانب مجرمين محترفين. وهي الأسباب التي دفعت إلى استحداث أربعة فرق مختصة في حماية الأحداث بالولايات الأربعة المعنية، على أن يتلقى أفراد هذه الفرق قبل التحاقهم بهذه الوحدات تكوينا خاصا طيلة ثلاثة أشهر بالمركز الوطني لتكوين المستخدمين المتخصصين التابع لوزارة التضامن الوطني والأسرة ببئر خادم . كما تنحصر مهام الأعوان في إجراء تحقيقات في جرائم للأحداث، نتيجة لارتفاع عدد الأشخاص المتورطين في قضايا الإجرام الذين لم يتجاوز سنهم 19 سنة خاصة منها قضايا السرقة، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة الاعتداءات على الأطفال خاصة الاعتداءات الجنسية والتي ارتفعت خلال السنوات الأخيرة وأصبحت تأخذ أبعادا خطيرة على المجتمع والطفل. أمن أم البواقي في حملة تحسيسية حول المخدرات وسط تلاميذ المدارس شبكات ترويج المخدرات أصبحت تستغل أطفال المدارس لترويج بضائعها المسمومة ولهذا الغرض اتخذت مصالح الأمن احتياطاتها وباشرت مؤخرا خلية الاتصال والصحافة بأمن ولاية أم البواقي حملتها التحسيسية الأولى حول ظاهرة المخدرات في الوسط المدرسي ،وذلك في ظل الارتفاع المقلق والتزايد المذهل للإحصائيات المتعلقة باستهلاك سموم المخدرات والأقراص المهلوسة. الحملة اختارت الوسط المدرسي كونه الأكثر استهدافا من طرف الشبكات المختصة في الترويج والمتاجرة بالمخدرات وذلك نحت إشراف ع رئيس الأمن الولائي السيد بوطيرة رشيد وبالتنسيق مع المديرية الولائية للتربية ، أين جابت في قافلة تحسيسية مدن أم البواقي وعين البيضاء وعين مليلة وعين فكرون وعين كرشة وفق برنامج تخلله إلقاء محاضرات حول الآفة والتحسيس من مخاطرها والتحذير منها بالصور، مع عرض مشاهد تليفزيونية وتقديم النصائح والتوجيهات والإرشاد لتلاميذ المؤسسات التربوية . الحملة مسّت على وجه الخصوص المتوسطات والثانويات أين شملت في مرحلتها الأولى متوسطة وقاف السبتي وثانوية فرحاتي أحميدة بأم البواقي إلى جانب ثانوية الشيخ بوكفة بعين البيضاء، الخلية وفي عرضها لخطورة الآفة التي تفشت وسط فئة الشباب على وجه الخصوص استعرض كرونولوجيا القضايا التي عالجتها المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأم البواقي. ومن خلال الإحصائيات المقدمة فخلال سنة 2006 تمت معالجة 106 قضايا تم خلالها حجز واسترجاع 3 كلغ و139 غراما من الكيف المعالج إلى جانب 669 قرصا مهلوسا وهي القضايا التي تورط فيها 156 شخصا تم متابعة 128 منهم جزائيا عن جرم حيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية، وفي سنة 2007 تراجع عدد القضايا نسبيا لكن نسبة المحجوزات ارتفعت أين تم حجز 4600 قرصا مهلوسا و2 كلغ و657 غرام من الكيف المعالج بحوزة 126 شخصا اودع 84 منهم رهن الحبس المؤقت، وخلال سنة 2008 سجلت مصالح الأمن أعلى نسبة من المحجوزات أين تمكنت من ضبط 10 كلغ و454 غرام من الكيف المعالج و433 من المؤثرات العقلية وتم توقيف 136 متهما تمت متابعة 103 منهم جزائيا في 87 قضية، و تم سنة 2009 إحصاء 80 قضية وحجز 4 كلغ و817 غرام من الكيف إلى جانب حجز واسترجاع 1528 قرصا مهلوسا في قضايا تورط في نسجها 116 شخصا من أعمار متفاوتة أودع 84 منهم الحبس، وفيما تعلق بالأرقام الخاصة بالسنة المنقضية فسجلت وحدات الشرطة القضائية 106 قضايا وضبطت بحوزة 159 شخصا ما يزيد عن 9 كلغ و937 غرام من الكيف و520 قرصا مهلوسا. خلية الاتصال كشفت بأنه تم خلال السداسي الأول فقط من السنة الجارية حجز 3 كلغ و552 غراما من الكيف بعد معالجة 35 قضية تم خلالها أيضا ضبط 46 قرصا مهلوس بحوزة 81 شخصا وهي أرقام تبعث على القلق وتجعل الجميع يكثف الجهود من أجل حماية كافة الشرائح من هذه الآفة التي تنخر الجسد والعقل ومن ثمة التسبب في كوارث جسمانية وجرائم باتت ترتكب بلا وعي. شبكات البارود تنشط إلى جانب السكان بين الأزقة الضيقة لعين فكرون وفيما تعلق بتواطؤ المواطنين الواعين بخطورة الفعل الإجرامي فتترجمه بوضوح قضايا أمنية معالجة بمدينة عين فكرون. القضايا تمت معالجتها بعد تفجير دموي في ثاني عيد الأضحى من السنة الماضي والذي أودى بحياة 8 أشخاص في مشهد كشف عن وجود ورشة سرية لصناعة الأسلحة والذخيرة، الانفجار الهائل وفي ظل تستر سكان حي السطحية أدى بسقوط سكنات وتشقق أخرى وسط الحي الذي يقطنه المتسترون عن الورشة، لتكتشف مصالح الأمن في النهاية وقبل نحو أسبوع أن الأمر يتعلق بشبكة دولية لصناعة البارود والتي تنشط بين فرنساوتونس. مصالح الدرك التي عالجت القضية حجزت المواد والأجهزة المستعملة في الورشة وضبطت 30319 خرطوشة مختلفة الأنواع وأدوات التعمير والضغط و107 كلغ من مادة البارود الأسود إلى جانب 3.4 كلغ من مسحوق ملون يستعمل في الحشو و2250 مقذوف من الرصاص و75 كلغ من الصاشم وغيرها من المواد بعد تعرضها للرشق بالحجارة وتحطيم مركباتها من طرف جيران صاحب الورشة . والغريب في الأمر أن شيوخا وعجائز كانوا ضمن الذين تجندوا ليس لمساعدة رجال الدرك ولكن لرشق مركباتهم بالحجارة، الذين أجرموا بالتستر عليه وزادوا الوضع سوءا عند رشقهم مركبات الدرك أين تسببوا في تحطيم 5 مركبات وكسر أحد الأعوان، وتشير مصادر أمنية أن بعض السكان بحي السطحة رشقوا حتى سيارات الإسعاف لحظة قدومها في الانفجار لإنقاذ بعض الضحايا بالحجارة محطمين عددا منها. القبض على بارون الكيف يُخرج شبان بسوق نعمان لرشق مقري الدرك والأمن بمدينة سوق نعمان المحافظة المتواجدة أقصى غرب ولاية أم البواقي لم تهضم المصالح الأمنية مشهد إقدام عشرات الشباب بالاحتجاج والتجمهر أمام مقري الدرك والأمن للمطالبة بإطلاق سراح بارون للمخدرات، ولم يكتف المعنيون بالاحتجاج بل راحوا لأبعد من ذلك حين قرروا رشق المقرات الأمنية بالحجارة تعبيرا عن استيائهم من حجز 3 كلغ من الكيف المعالج وتوقيف المروج، أين تواصلت الاحتجاجات بغلق الطريق الوطني وغير ذلك من المظاهر التي دفعت مصالح الأمن لشن حملة توقيفات بغرض امتصاص غضب محتجين ثاروا غضبا على قضية كان من المفروض التجند لمحاربتها إلى جانب رجال الأمن. وهي الحادثة التي تشابهت وقائعها مع حادثة أخرى بعين البيضاء أين قرر عشرات السكان بطريق الوزن الثقيل مواجهة رجال الشرطة القضائية بالحجارة في أعقاب تمكن ذات المصالح من التوصل إلى المكان الذي يختبيء فيه أكبر مروج لسموم المخدرات والمشروبات الكحولية غير المرخصة، وهو الذي استدعى تدخل فرق للدرك الوطني واضطرارها لإطلاق أعيرة نارية تخويفية لتفريق المواطنين من جيران الموقوف. مواطنون لا يبلغون عن المجرمين باتصال واحد على الرقم الأخضر تكشف الأرقام الرسمية التي تحصلت عليها النصر أن المواطنين المتواطئين مع شبكات الإجرام لا يكتفون برشق المركبات الأمنية ومقرات الدرك والأمن فحسب بل تعدى إلى حد عدم التبليغ عن المجرمين، وإن كانت قيادة الدرك قد خصّصت الرقم الأخضر للتخفيف عن المواطنين وبهدف الإسراع في الإيقاع بشبكات الإجرام إلى أن الإحصائيات التي بحوزتنا تبين بأن أغلب الاتصالات التي تتلقاها مصالح الدرك على الرقم الأخضر تكون سلبية والتبليغ من خلالها على أشياء وهمية. وتكشف أرقام مجموعة الإقليمية للدرك الوطني بأم البواقي أن أعدادا كبيرة من الاتصالات التي يتم تلقيها عبر الرقم الأخضر المجاني غير فعالة وسلبية في محتواها وفي المقابل تم إحصاء ما نسبته 5 % من الاتصالات الإيجابية من إجمالي الاتصالات المسجلة. الأرقام التي اطلعت النصر على محتواها بينت بأن العدد الإجمالي للاتصالات على الرقم الأخضر 1055 قدر ب47105 اتصالات أغلبها تعد اتصالات لتوجيهات وإرشادات بعدد مكالمات وصل حدود 5516 إضافة إلى قرابة 392 اتصالا يتعلق بتدخلات في حوادث مرورية إضافة إلى تسجيل 520 اتصالا تتعلق أساسا بطلب المساعدة وأغلبها تم تلقيه أثناء مرحلة تساقط الثلوج أين أغلقت طرقات وقطعت محاور رئيسية عبر طرق فرعية ووطنية، هذا إلى جانب تسجيل 1364 اتصال في ميادين متفرقة منها التهريب والإخلال بالنظام العام. ومن بين الاتصالات السابقة أحصت وحدات مجموعة الدرك الإقليمية 2276 اتصال اعتبرت إيجابية بما نسبته 5 % من العدد الإجمالي للاتصالات الهاتفية المجانية. ومن خلال الأرقام المعلن عنها بلغ تدخل وحدات الدرك في الميدان ألفي تدخل بعد اتصالات على الرقم الأخضر من بينها 1884 حالة تدخل متبوعة بنتيجة إضافة إلى فتح الطرقات في حوادث المرور ومد يد المساعدة للمواطنين في حالات أخرى إضافة إلى تسجيل 1242 مكالمة تم التكفل بها بالتنسيق مع المصالح الأخرى ممثلة في مصالح الأمن والحماية المدنية والصحة. وتدعو مصالح الأمن مختلف شرائح المواطنين إلى مد يد المساعدة ووضع اليد في اليد من أجل محاربة ظاهرة الإجرام بكافة أشكاله وعدم الالتفات لإغراءات شبكات الإجرام بالنظر لأن التنسيق معها يجعل مصير المشارك في ذلك مرهونا بالحبس المؤقت.
