خطر الفيضان يهدد باكتساح مجتمع الأودية و الشعاب بمدينة حمام النبائل بقالمة تجمعوا حول الوفد الولائي الذي زارهم أمس السبت مطالبين بإنقاذ مدينتهم من كارثة كبرى أنذرتهم أكثر من مرة ثم عفت عنهم في انتظار موعدا آخر قد يكون أشد وقعا و تخريبا ، علقوا صور الدمار الذي لحق بمدينتهم خلال السنوات الماضية و طالبوا بحلول جذرية و واقعية لواد كبير ضاق مجراه الطبيعي الواسع الذي تحول إلى موطن شيدت فوقه سكنات و محال تجارية بعضها جرفته الفيضانات المتعاقبة و البعض مازال ينتظر فوق أعمدة خرسانية غرست بإحكام في قلب المجرى الطبيعي الذي بدأ يبحث عن منفذ جديد باتجاه سيبوس العظيم. إنهم مجتمع الأودية و الشعاب الذي عمر وادي حمام النبائل منذ سنوات طويلة قبل أن يفيق على كوارث كبرى جعلت أفراد المجتمع الجديد يفكرون في الهروب كل شتاء ثم يتراجعون. الوفد الولائي زار مجتمع المجاري المائية و تفقد مشروع تهيئة مجرى الوادي و تقويم ما أفسدته الطبيعة و الزحف العمراني الأعمى ، مشروع يعتمد على نظام إسناد قديم من الحجارة و "السيلان" يعول عليه كثيرا لصد الفيضانات الكبرى التي تعودت على زيارة المدينة كل شتاء اجتهد المهندسون في شرح جزئيات المشروع لكن سكان المجرى الطبيعي لم يقتنعوا بما رأوا و سمعوا و ذكروا أصحاب القرار بدمار السنوات الماضية و قال احدهم في تصريح للنصر "الحل هو ترحيل سكان المجرى الطبيعي و إزالة كل المحال التجارية و فتح المجرى كما كان عليه قبل قرون من الزمن المشاريع الترقيعية لم تعد مجدية لابد من قرار شجاع لإنقاذ المدينة من كارثة حقيقية قد تضرب في أي وقت و دون سابق إنذار لا يمكن صد الفيضانات العاتية بالحجر و السيلان مجرى الوادي ضاق بسكانه و مياهه و لم يعد يحتمل المزيد". و قال شهود عيان حضروا فيضانات السنوات الماضية بأن المياه قد بلغت أسقف المنازل و غمرت الطرقات و أتت على العديد من المساكن و المحال التجارية التي أقيمت بقلب المجرى الطبيعي و بقيت مشاهد الدمار إلى اليوم أسقف خرسانية مزقتها الفيضانات و استقرت بقلب المجرى و محال تجارية بقيت معلقة على أعمدة غائرة في قلب الوادي الذي تحول إلى مستنقع للنفايات و مياه الصرف الراكدة. الفيضانات و الغاز و السكن و البطالة كلها كانت حاضرة أمس بحمام النبائل المدينة التي حاصرتها الجغرافيا الصعبة و دفعت بها إلى التوسع الفوضوي نحو البرنوس و البسباسة و عين غرور موطن كاتب ياسين تحت تأثير أزمة العقار التي دفعت أهالي حمام النبائل إلى البحث عن موطئ قدم حتى و إن كان مجرى الوادي الكبير. فريد.غ