باماكو تحاور جماعات مسيطرة على الشمال و"الاكواس" تستعجل التدخل العسكري اتفقت الحكومة المالية و حركتي “ تحرير الازاود" و" أنصار الدين" في أولى جولات الحوار المباشرة بينها على احترام “الوحدة الوطنية" لمالي، وجاء في بيان مشترك أن وفود الحكومة وجماعة أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير ازواد اتفقوا “على احترام وحدة مالي وسلامة أراضيها" كما اتفقوا على “رفض أي شكل من أشكال التطرف والإرهاب". في الوقت الذي حث رئيس كوت ديفوار ورئيس المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، الحسن وتارا، مجلس الأمن الدولي على تبني مشروع قرار في يسمح للقوات الأفريقية بالتدخل في شمال مالي بداية العام المقبل. تعهدت أطراف النزاع في مالي، بفتح حوار يعتمد أساسا على" احترام الوحدة الوطنية لمالي ووحدة أراضيها" من اجل حل للازمة في الشمال. واتفقت حكومة باماكو و حركتي “ تحرير الازاود" و" أنصار الدين" في أول مفاوضات مباشرة بينها برعاية الرئيس البوركينابي بليز كمباوري وسيط المجموعة الاقتصادية لدوال غرب إفريقيا “ايكواس" على “احترام الوحدة الوطنية لمالي ووحدة أراضيها" كما تم الاتفاق على “رفض أي شكل من أشكال التطرف والإرهاب" وكذلك “ احترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية والحريات الأساسية والدينية". وكانت أول محادثات مباشرة بين السلطات المالية والجماعتين المتمردتين بدأت الثلاثاء في واغادوغو بإشراف الوسيط الإقليمي رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري في مسعى للتوصل إلى حل سياسي للازمة في مالي. والتقى تحت إشراف كومباوري وفد من الحكومة المالية برئاسة وزير الخارجية تيمان كوليبالي وموفدون من جماعة أنصار الدين، ومن الحركة الوطنية لتحرير ازواد للمتمردين الطوارق. وأثناء اللقاء الذي جرى في أجواء “جيدة" أكد وفد السلطة المالية والحركة الوطنية لتحرير ازواد “أمام الوسيط استعدادهما لإيجاد حل تفاوضي" كما صرح موسى اغ اساريد احد المتحدثين باسم حركة الطوارق لوكالة فرانس برس. وأضاف الأخير انه “لم يقطع أي تعهد غير الموافقة على الالتقاء مجددا حول نفس طاولة المفاوضات". لكن من حيث الجوهر يتوقع أن تصطدم المحادثات بمطالب كل فريق. وحددت باماكو ما أسمتها “خطوط حمراء" للتفاوض، تتلخص باحترام وحدة وسلامة أراضي مالي والطابع العلماني للدولة. من جهتها أبدت “أنصار الدين" استعدادا حذرا ل"الاستماع" إلى مبعوثي باماكو.وفي الوقت الذي تحاور فيه باماكو، مع بعض قيادات الجماعات المسيطرة على شمال مالي، يسعى قادة “الاكواس" لتشريع خيار التدخل العسكري، حيث دعا رئيس كوت ديفوار ورئيس المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، الحسن وتارا، أمس، مجلس الأمن الدولي على تبني مشروع قرار في ديسمبر يسمح للقوات الأفريقية بالتدخل في شمال مالي بداية العام المقبل. وحث وتارا في مقابلة مع إذاعة (أوروبا 1) مجلس الأمن ل “التحرك سريعا" بسبب “ احتلال الإرهابيين وتجار المخدرات شمال مالي"، مشيرا إلى أن هذا الوضع يهدد “كل القارة(الأفريقية) وأيضا الأوروبية". وأكد أن اتخاذ قرار في مجلس الأمن خلال الشهر الجاري سيمكن الرابطة الاقتصادية لغرب أفريقيا من التجهيز للقيام بالتدخل العسكري في الربع الأول من 2013. وقال وتارا “علينا التزام بالقيام بذلك، لدينا الوسائل للقيام به" مشيرا إلى وجود ثلاثة آلاف و300 عسكري “يتدربون ومن الملح أن يتبنى مجلس الأمن القرار". وكان وتارا قد التقى الثلاثاء في باريس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أعرب له عن دعمه في هذه العملية، ومساهمة بلاده فيها من خلال الوسائل اللوجيستية والاقتصادية. وأوضح وتارا أن “المشكلة بين الماليين سهلة الحل"، في إشارة إلى المفاوضات بين سلطات باماكو وبعض الجماعات المتمردة التي تسيطر على شمال البلاد. لكنه أضاف أن “المشكلة أن هناك إرهابيون قادمون من أماكن أخرى وباعتبارنا جيران فلا نريد لهؤلاء الناس أن يدخلوا بلدنا". من جانب اخر، أعلن مختار بلمختار المكنى بخالد أبو العباس، والمعروف ببلعور، أمير كتيبة الملثمون، عن تأسيس كتيبة جديدة من الفدائيين تحمل اسم “الموقعون بالدماء"، متوعداً من يشارك أو يخطط للحرب في شمال مالي التي قال إنها “خطة خبيثة ماكرة وحرب بالوكالة عن الغرب". وقال خالد أبو العباس في تسجيل مصور بثه موقع صحراء ميديا الموريتاني، إنه يتوعدو “كل من شارك وخطط للعدوان على حق شعوبنا المسلحة في تحكيم الشريعة الإسلامية"، مضيفاً “سنرد وبكل قوة وستكون لنا كلمتنا معكم، ووعد منا سننازلكم في عقر دياركم وستذوقون مر الجراح في دياركم وسنتعرض لمصالحكم".