رحيل أوسكار نيمييرشاعر المنحنيات و مصمم جامعة قسنطينة أثار خبر وفاة المهندس المعماري البرازيلي الشهير أو مثلما يطلق عليه البعض شاعر المنحنيات أوسكار نيميير تعاطف الكثير من معجبيه عبر العالم، و أيضا بالجزائر التي ترك الحائز على جائزة «بريتيزكر» العالمية بصمته الخاصة على عدد من تحفها المعمارية أهمها جامعة منتوري التي اعتبرها من بين أحسن تصاميمه التي يفخر بها. وقد اختلفت تغريدات معجبيه عبر المواقع الاجتماعية بين تعابير التعازي و المواساة لأسرة المهندسين بفقدان مدرسة العمارة الحديثة كما وصفه البعض عبر الفايس بوك، و بين الإشادة بانجازاته و تصاميمه المتميّزة التي خلدت اسمه في الكثير من بلدان العالم. حيث تبادل معجبوه أجمل التحف المعمارية الحاملة لبصمة عملاق المنحنيات كما يحلو للبعض مناداته، فيما راح البعض الآخر يذكر بصلته الخاصة بالجزائر و التي تعود إلى فترة منفاه الاختياري بفرنسا بعد الحكم الدكتاتوري ببلاده و التي استغلها في نحت اسمه العالمي من خلال انجازات تجاوز عددها 600عمل معماري ما زال حوالي 20مشروعا منها قيد التنفيذ في بلدان عدة حسب مواقع خاصة لأصدقاء الفقيد الذي رحل عن عمر يناهز 104سنوات. و من أهم التصاميم التي أبدع في تجسيدها المهندس البرجوازي الذي كلفه تعاطفه مع التيار الشيوعي في نهاية ستينات القرن الماضي العيش في المنفى، جامعة منتوري و باب الزوار و هواري بومدين بالإضافة إلى تصاميم أخرى لم تر النور منها مسجد كبير بالعاصمة. أما تحفه الفريدة في العالم فكثيرة و مهمة منها مبنى الأممالمتحدة بنيويورك، كنسية سانت فرانسوا،قصر آلفورادا. كما صمم مقر الحزب الشيوعي الفرنسي و مكاتب الموندادوري بإيطاليا، و مجمع بامبولا و المدينة الإدارية ببلاده البرازيل...و غيرها من التصاميم التي عكست عبقرية عميد المهندسين في العالم الذي لم ينجح عامل الشيخوخة في توقيفه عن مواصلة إبهار معجبيه بإبداعاته الجديدة و منافسة الجيل الجديد من المهندسين الشباب، بأفكاره المبتكرة و المستوحاة كما اعترف دائما، من حبه للجمال و النساء. و كان أوسكار نيميير سيحتفل يوم 15 ديسمبر الجاري بعيد ميلاده الخامس بعد المائة، لكن القدر غيبه إثر ضيق في التنفس، حيث ولد المهندس أوسكار ريبيرو دو ألمايدا دو نيميير يوم 15 ديسمبر 1907، في ريو دي جانيرو من عائلة بورجوازية ذات أصول ألمانية وبرتغالية وعربية. و كان نيميير قد دخل المستشفي في الثاني من نوفمبر المنصرم لعلاج التهابات على مستوى المسالك البولية والجهاز التنفسي و خضع للتنفس الاصطناعي إلى غاية رحيله يوم الأربعاء الماضي. و كان صاحب التصاميم المستوحاة من الخيال العلمي قد تزوّج خلال منفاه الاختياري بفرنسا من آنيتا بيلتو التي أنجب معها ابنته آنا و استمر زواجهما 76سنة قبل رحيل آنيتا إلى الدار الأخرى عام 2004ليعيد الزواج و هو على مشارف المائة من عمره من سكريترته فيرا لوتشيا كابريرا التي كانت تصغره ب38سنة.