مدلسي: ليبيا أعلمتنا مسبقا بقرار إغلاق الحدود البرية المشتركة أعلن وزير الخارجية مراد مدلسي أول أمس أن الحكومة الجزائرية تسعى لانجاز مزيد من الاتفاقيات لرسم الحدود البحرية مع الدول التي نتقاسم معها حدودا مائية مثل المغرب وايطاليا أسوة بما تم التوقيع عليه مع دولة تونس . وقال في لقاء مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني، أن الحكومة الجزائرية ستباشر إجراءات تسجيل اتفاق رسم الحدود البحرية مع تونس لدى الأممالمتحدة مباشرة بعد التوقيع عليه من قبل البرلمان. وأن الضبط النهائي للحدود البحرية بين الجزائروتونس يسمح لكل طرف في مجاله البحري بممارسة حقوقه السيادية أو ولايته القانونية وكذا بتبادل المعلومات في حالة استغلال الموارد الطبيعية المكتشفة على جانبي الحدود البحرية بالإضافة إلى تسوية كل خلاف ينشأ بين الطرفين بخصوص تفسير هذه الاتفاقية أو تطبيقها عن طريق المفاوضات وإن تعذر ذلك يتم اللجوء إلى أية طريقة سلمية أخرى يقبلها الطرفان وفقا للقانون الدولي". وتناول اللقاء الذي جمع ممثل الحكومة بأعضاء اللجنة ومنها ممثلي الجالية، إلى قضايا تتعلق بالوضع على الحدود الجنوبية، و مع ليبيا، وأشار ممثل الحكومة إلى التحديات الأمنية التي تواجه بلادنا، و خصوصا في أفق التدخل العسكري في شمال مالي. و أوضح مدلسي أن الوضع القائم حاليا في هذا البلد لا يساعد الجزائر، و الدولة الجزائرية تعمل على تجنب سيناريو المواجهة هناك، من خلال توسيع جبهة السلام، بتعزيز التقارب بين القوى المالية، و أشار إلى أن الاتفاق الموقع بين جبهة تحرير الازواد و جماعة أنصار الدين خطوة في الاتجاه الصحيح ، ويمكن أن تنجر عنه نتائج طيبة، مؤكدا رفض الجزائر لتحول شمال مالي إلى مركز خلفي للنشاط الإرهابي. و أبلغ مدلسي أعضاء لجنة الشؤون الخارجية تمسّك الجزائر بمقاربتها في إيجاد تسوية سلمية للأزمة في شمال مالي، مؤكدا أنها تسعى بكل الوسائل من أجل تفادي خيار التدخل العسكري الذي اعتبر بأنه غير مضمون النتائج، مثلما شدّد على أن الحلّ لا يمكن أن يأتي من خارج مالي وان بلادنا على استعداد لتقديم كل الدعم اللازم لهذا البلد من أجل تجاوز هذه الأزمة التي يمرّ بها منذ أواخر شهر مارس 2012. وبخصوص قرار السلطات الليبية إغلاق الحدود البرية قال وزير الخارجية، أن طرابلس أعلمت الجزائر بهذه الخطوة، مضيفا أن القرار اتخذ في إطار حملة أمنية تقوم بها السلطة المركزية، و أن الأمور ستعود إلى نصابها بعد التحكم في الوضع. و تناول اللقاء أيضا مجمل القضايا المتعلقة بالهجرة، و أكد استعداده للانفتاح ، على كل الأفكار بهذا الخصوص، لكنه تحدث عن خط لتوسيع الوجود الثقافي و العلمي بالقرب من الجالية، من خلال إنشاء شبكة مدراس جزائرية في فرنسا، على شاكلة المدرسة الدولية هناك، ووعد بالنظر في مقترح نواب بإنشاء مداومات لهم بالقنصليات، و الاهتمام بالوضع المهني للعمال المؤقتين من غير الدبلوماسيين العاملين بالسفارات الجزائرية. وصدرت مطالب عن النواب، لتفعيل مشروع مسجد مرسيليا الكبير، المعطل لخلافات جزائرية -جزائرية، و إنشاء قناة تلفزيونية إخبارية . ووعد الوزير بالنظر في المطلب، معتبرا إياه فكرة جيدة لكن تحتاج للتفكير . و تم الاتفاق بمناسبة اللقاء على تسوية الخلاف الذي اندلع بين وزير الجالية بلقاسم ساحلي و نواب في الهجرة كانوا اشتكوا من سوء تصرف من ممثل الحكومة في حق البرلمانيين الخميس الماضي.