التوقيع على اتفاقيات اقتصادية ضخمة بين الجزائر وقطر توجت الزيارة الرسمية التي قام بها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للجزائر أمس الإثنين بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة و التي دامت يوما واحدا، بتوقيع البلدين على ثماني اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم في عدة ميادين، في مقدمتها اتفاقية تتعلق بإنشاء شراكة جزائرية - قطرية في مجال الحديد والصلب بمنطقة بلارة في جيجل، فيما تتعلق الاتفاقيات الأخرى على وجه الخصوص بالنقل البحري، النفط والغاز والصناعة البتروكيماوية. و أكد أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لدى وصوله إلى الجزائر أمس، أن زيارته للجزائر تعبر عن حرص قيادتي البلدين على التشاور وتبادل الرأي حول تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والدولية إلى جانب بحث سبل دعم وتعزيز علاقات البلدين. و قال أمير دولة قطر في بيان صحفي مكتوب وزع على الصحافة " يسرني في مستهل زيارتي للجزائر أن أعرب عن بالغ سعادتي للقاء أخي الكريم فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و أن أنقل إليه وإلى الشعب الجزائري الشقيق أطيب تحيات الشعب القطري وخالص تمنياته لهم ولبلدهم بالمزيد من الرفعة والتقدم والازدهار". وأضاف الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني " إن زيارتي هذه تأتي تعبيرا عن حرصنا الدائم على التشاور وتبادل الرأي بين قيادتي بلدينا الشقيقين حول تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والدولية بالإضافة الى بحث سبل دعم وتعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة بين بلدينا في مختلف المجالات خدمة لمصالحنا المشتركة". زيارة أمير دولة قطر التي غلب عليه الطابع الاقتصادي، كللت بالتوقيع على ثماني اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم تتضمن مشاريع ضخمة تتجاوز قيمة استثماراتها خمسة ملايير دولار، تتصدرها اتفاقية تقضي بإنشاء شراكة جزائرية - قطرية في مجال الحديد والصلب بمنطقة بلارة بجيجل بحضور رئيس الجمهورية وأمير دولة قطر . وقد وقعت هذه الاتفاقية من طرف رئيس مجلس الادارة لشركة "سيدار" حسناوي شيبوب ومدير الصندوق الوطني للاستثمار حداد حسين عن الجانب الجزائري وعلي بن حسين المريخي مدير شركة قطر ستيل الدولية. المركب الذي تصل قدرته الإنتاجية إلى 5 ملايين طن، سيمكن من إنشاء حوالي 2000 منصب شغل، كما سيساهم في تقليص فاتورة استيراد الجزائر للفولاذ البالغة سنويا 10 ملايير دولار أي ما يعادل 20 بالمئة من مجموع وارداتها. كما تم التوقيع على سبع اتفاقيات تعاون و مذكرات تفاهم أخرى بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال و رئيس مجلس الوزراء و وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. و يتعلق الأمر باتفاقية النقل البحري و التجاري و الموانئ التي وقعها وزير النقل عمار تو و وزير الاقتصاد و المالية القطري يوسف حسين كمال. كما وقع وزير الطاقة و المناجم يوسف يوسفي و وزير الاقتصاد و المالية لدولة قطر على اتفاق تعاون في مجال الطاقة و المعادن يخص قطاع النفط و الغاز. و في مجال المحروقات و الصناعة البتروكيماوية، جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين شركة سوناطراك و قطر للبترول الدولية من طرف كل من الرئيس المدير العام عبد الحميد زرقين و الرئيس التنفيذي ناصر خليل الجيدة على التوالي.كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين كل من مجمع "منال" و مجمع "أسمدال" من جهة و شركة قطر للبترول الدولية يخص التعاون في مجال البحث و استغلال المناجم و إنتاج و تسويق الأسمدة الكيماوية من طرف الرئيس المدير العام لأسمدال ميلود لوحيشي و الرئيس التنفيذي للشركة القطرية المذكورة . و جرى التوقيع أيضا على مذكرة تفاهم بين كل من الديوان الوطني للمتفجرات أوناكس و مجمع أسمدال من جهة، و قطر للبترول الدولية من جهة أخرى، يخص التعاون في مجال إنتاج و تسويق الأسمدة الكيماوية و الذي وقع عليه كل من الرئيس المدير العام لأسمدال و الرئيس التنفيذي لشركة قطر للبترول. و في قطاع المناجم وقع الرئيس المدير العام لمجمع منال فريد بن حاجي و الرئيس التنفيذي لشركة قطر للتعدين محمد مبارك الشهواني على اتفاق تعاون كان قد وقع من قبل حيث اقترح الجانب القطري إعادة توقيعها مرة ثانية خلال زيارة أمير قطر. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أجرى محادثات على انفراد مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تم خلالها تقييم التعاون الثنائي بين البلدين ودراسة السبل الكفيلة بتعميقه وتنويعه في العديد من المجالات. كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول القضايا العربية والإقليمية والدولية التي تهم البلدين. و فد أقام الرئيس بوتفليقة على شرف الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مأدبة غذاء حضرها أعضاء من الحكومة وكبار المسؤولين في الدولة إلى جانب ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. و قد أنهى أمير دولة قطر مساء أمس، زيارته الرسمية للجزائر التي قام بها بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة