بن صالح ينتخب لعهدة جديدة على رأس مجلس الأمة ويريد مزيد من الصلاحيات للهيئة أعيد أمس انتخاب السيد عبد القادر بن صالح رئيسا لمجلس الأمة في جلسة علنية ترأسها العضو الأكبر سنا السيد الطيب فرحات. و قد تم انتخاب السيد بن صالح --الذي كان المرشح الوحيد لهذا المنصب بالأغلبية المطلقة ( 132 بنعم و ممتنعين إثنين) من طرف المجموعات البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني و التجمع الوطني الديمقراطي و التيارات السياسية الأخرى الممثلة في مجلس الأمة و كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد عين أول أمس 24 عضوا في المجلس ضمن الثلث الرئاسي. و تأتي هذه العملية بعد التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة اثر الانتخابات الأخيرة للمجالس الشعبية البلدية و المجالس الشعبية الولائية التي جرت يوم 29 نوفمبر 2012 و التي أسفرت عن فوز 48 عضوا يمثلون ولايات الوطن. وتم تشكيل لجنة إثبات العضوية، قبل أن يفتح رئيس الجلسة باب الترشح، وأمام امتناع أي عضو من الترشح، طلبت عضوة في المجلس نقطة نظام وأخذت الكلمة، وأوضحت العضوة بالمجلس لويزة شاشوة أنه و بعد المشاورات التي جمعت بين المجموعات البرلمانية لمختلف التيارات السياسية الممثلة في الغرفة العليا للبرلمان استقر الرأي على ترشيح السيد بن صالح لهذا المنصب بالنظر إلى "'حنكته" حيث كان "رجل الحوار في مختلف المراحل الحساسة التي مرت بها الجزائر". كما توقفت عند الدور الذي يضطلع به المجلس في إرساء التوازن و الاستقرار المؤسساتي و كذا الإنجازات التي حققها خاصة في الجانب التشريعي. وعقب انتخابه رئيسا للمجلس، أكد عبد القادر بن صالح عن جاهزية رئاسة "السينا" لمساعدة أعضاء الغرفة العليا على أداء مهامهم البرلمانية، مبديا ارتياحه لدخول أعضاء جدد افرزتهم الانتخابات الأخيرة التي أعقبت المحليات، وقال بان الأعضاء الجدد عززوا مكانة الهيئة وأعطوها وجهها التعددي المنتظر، وقال بان المجلس أصبح بذلك أكثر تنوعا وأكثر تعبيرا للخريطة السياسية للبلاد. وهو ما من شأنه أن يعطي الحيوية المنتظرة للهيئة ويجعل النقاش داخلها أكثر ثراء وتنوعا. ورافع بن صالح من أجل تعزيز دور وصلاحيات المجلس، وقال بان تجربة السينا كانت مليئة بالدروس وهي "تجربة جديرة بان تعمق وتثمن"، مضيفا بان مجلس الأمة مرشح مستقبلا للعب دور أكثر حيوية في إطار الإصلاحات السياسية التي ارقها الرئيس، وهو ما يوحي إمكانية تعزيز دور وصلاحيات الهيئة خلال التعديل الدستوري المرتقب، مضيفا بأن الدور المنوط بهذه الهيئة من شأنه أن يمكنها من تبوء المكانة الجديرة بها خاصة في إطار الأداء التشريعي و البرلماني. وقال بن صالح بأن الرئيس بوتفليقة أولى المجلس كثيرا من العناية والدعم، وعمد في كل مرة إلى تعيين كفاءات وطنية عالية المستوى لتدعيم التركيبة البشرية، وتمنى أن يكون أعضاء المجلس في مستوى الثقة الموضوعة فيهم لتأدية المهمة لخدمة البلاد، والسهر على دعم القوانين الرامية لبلوغ الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقبل ذلك، كان رئيس الجلسة الطيب فرحات قد رد على بعض الانتقادات التي أثيرت بعد التعيينات الأخيرة، وقال بأن هذه الانتقادات موجهة إلى "المنتقصين من قيمة المجلس"، مضيفا بأن مجلس الأمة له دور مهم ويشارك في المجال التشريعي وحماية الوطن والدفاع عن مصالح الجزائر. أنيس نواري