تعيش ولاية مدنين بالجنوب التونسي حالة استنفار أمني في أعقاب عثور السلطات الأمنية التونسية على كميات هامة وخطيرة من الأسلحة الحربية والعتاد العسكري أدخلت من ليبيا وذلك بالتزامن مع القاء القبض على جماعة إرهابية حسب مصدر أمني. وتواصل الأجهزة الأمنية التونسية عمليات التفتيش والمراقبة بمدينة مدنين في الوقت الذي انتشرت فيه التعزيزات العسكرية على الحدود مع ليبيا على إثر عثور وحدات الأمن يوم الخميس على كميات كبيرة وخطيرة من الأسلحة أدخلت من ليبيا تشمل متفجرات وأسلحة مختلفة منها رشاشات من طراز (كلاشينكوف) وصواريخ وقاذفات صواريخ (ار بي جي) علاوة على العديد من الألغام والذخائر وأزياء عسكرية وأجهزة اتصال لاسلكي ومواد كيميائية وسوائل شديدة الانفجار. وترمي التحريات الجارية وفق ذات المصدر إلى الكشف عن باقي المتورطين في هذه العملية الخطيرة وكذا التأكد من الغاية التي تكمن وراء ادخال كل هذه الأسلحة الى التراب التونسي وهل أن الأمر يتعلق بتنفيذ مخطط داخل الأراضي التونسية أو توجيه هذا العتاد العسكري الى بلدان أخرى على غرار مالي. للإشارة فإن الكشف عن هذه الأسلحة تزامن مع الاجتماع الذي عقده الرئيس التونسي السيد محمد المنصف المرزوقي مع القادة الأمنيين والذي خصص لبحث الأوضاع الأمنية في البلاد وتطورات الوضع في مالي وتداعياته المحتملة على تونس وكانت العديد من الولاياتالتونسية على غرار صفاقس وجندوبة وتطاوين والكاف والقصرين ومنوبة قد عرفت توترات أمنية خطيرة تمثلت في سلسلة من الاشتباكات بين جماعات مسلحة والاجهزة الامنية فيما تم تفكيك عدة شبكات ارهابية وتم العثور على أسلحة وعتاد حربي وهي مؤشرات تدل على تواجد العديد من الخلايا النائمة التي تنشط داخل البلد حسب المحللين. وأجمعت سائر مكونات الطبقة السياسية التونسية أن العناصر المسلحة والخلايا الارهابية نشطت أكثر بعد ثورة الياسمين مستغلة في ذلك حالة الاضطرابات التي مرت بها البلاد لتشرع في تكثيف نشاطاتها وإخراج السلاح المخزن في تونس والمهرب من ليبيا منذ الاطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي. وأمام هذه الأوضاع المشحونة شددت الحكومة التونسية المؤقتة على أن القضايا الامنية في المنطقة تعتبر جد ملحة مما يتطلب انتهاج صرامة من أجل حماية الحدود المشتركة والتعاون بين دول الجوار على اساس وحدة أمنية متكاملة.