مالي وغانا أول المتأهلين إلى المربع الذهبي والرأس الأخضر يغادر مرفوع الرأس حجز منتخبا غانا و مالي أولى تذكرتي التأهل إلى الدور نصف النهائي من النسخة التاسعة والعشرين من كان جنوب إفريقيا، بعد إقصائهما منتخبي جزر الرأس الأخضر والبلد المضيف على الوالي. وقد ودع منتخب الرأس الأخضر الدورة من الباب العريض، حيث خرج هذا المنتخب الفتي من المنافسة تحت تصفيقات الجمهور الغفير الذي تواجد على مدرجات مانديلا باي ستاديوم، فرغم الخسارة بثنائية نظيفة لا يخجل «أسماك القرش الأزرق» من الإقصاء، كونهم استحقوا مصيرا أفضل أمام تشكيلة غانية لم تظهر أول أمس في ثوب المرشح للتتويج باللقب القاري. فمنذ الوهلة الأولى لعب الرأس الأخضر بدون عقدة وتولى زمام المبادرة من خلال خلقه عديد الفرص، وظهوره أكثر إصرارا على الفوز وأكثر تنظيما عبر خطوطه الثلاثة، وأكثر قدرة على فتح مساحات وشوارع في منطقة المنافس، وعلى مدار قرابة الساعة من اللعب كانت المحاولات من قبل الرأس الأخضر مقابل اعتماد نجوم غانا على المرتدات التي أثمرت إحداها ضربة جزاء (د52) حولها مبارك واكاسو إلى هدف التقدم الذي حرر أكثر «مفاجأة الكان» الذي رد بقوة وكان في عديد المناسبات قاب قوسين أو أدنى من إدراك التعادل ، لولا براعة الحارس الغاني الذي أجهض جميع المحاولات، وفي الوقت الذي كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة صعد جميع لاعبي منتخب الرأس الأخضر بمن فيهم الحارس الذي حاول مساعدة زملائه في آخر ركنية في المباراة، استعاد الغاني واكاسو الكرة وأمام شباك شاغرة أضاف الهدف الثاني الذي وضع منتخب غانا رسميا في المر بع الذهبي، وبالمقابل خرج الرأس الأخضر من الدورة مرفوع الرأس، حيث وفق هذا المنتخب «الصغير» في السيطرة على اللعب أمام بطل قاري في أربع مناسبات ومنشط لربع نهائي مونديال جنوب إفريقيا، كما اكتشف الأفارقة منتخبا خانته الخبرة، على اعتبار أن لاعبيه لا ينشطون في أكبر النوادي الأوروبية، ويعود الفضل في النتائج الرائعة للرأس الأخضر لمدربه لوتشيو أنتونيس الذي عرف كيف يمنح فريقه الروح، وكذا اتحاد هذا البلد الذي عمل في صمت و قطف الثمار في بلد العم مانديلا. ومن جهته حقق منتخب مالي تأهلا رائعا لم يراهن عليه الكثير، بالنظر لتباين الإمكانات واختلال موازين القوى، علاوة على دخول البافانا بافانا اللقاء مدعمين بتشجيعات 56 ألف مناصر يتقدمهم رئيس الدولة جاكوب زوما، وفي هذا الديكور المميز عرف سيدو كايتا ورفاقه كيف يمتصون حرارة أصحاب الأرض، ويتحملون عبء المباراة بذكاء، فرغم أن منتخب جنوب إفريقيا كان السباق إلى التهديف في الدقيقة 31 عن طريق توكيلو رانتي، وبعد الاستراحة بحثت نسور باماكو عن إدراك التأخر من خلال سيطرتهم على مجريات اللعب، ليتمكن القائد سيدو كايتا من استغلال سذاجة المدافعين وتوقيع هدف التعادل برأسية جميلة. ليستمر الحال على تعادل المنتخبين حتى بعد الوقت الإضافي، ليحتكم المتنافسان إلى سلسلة ضربات الترجيح، أين تألق الحارس المالي مامادو دياكيتي بصده ضربتين مقابل نجاح زملائه في جميع الضربات، لتكرر نسور باماكو إنجاز الدورة السابقة أين أخرجت البلد المضيف (الغابون) بنفس الطريقة.