الجزائر ستبقى بخير مهما كانت الظروف والجيش سيواجه كل التحديات بنجاح أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح أمس الثلاثاء بالعاصمة أن الجزائر "ستبقى بخير مهما كانت الظروف والأحوال". وقال الفريق قايد صالح في كلمة ألقاها خلال أشغال ملتقى حول التدريب والتكوين في جيش التحرير الوطني، "أن الجزائر ستبقى بخير مهما كانت الظروف والأحوال مادامت حافظة لعهد الشهداء وسائرة على دربهم ومحققة لأمانيهم". و أضاف أنه "وفق هذه الرؤية المتبصرة و لهذا النهج العملي السليم سيواصل الجيش الوطني الشعبي في ظل توجيهات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني عبد العزيز بوتفليقة الاقتداء بمآثر جيش التحرير الوطني وبقيمه الخالدة ويستمر في شق طريقه نحو اعتناق صهوة الإمتياز المهني". و أوضح أن هذا الامتياز المهني "يكفل له (الجيش الوطني الشعبي) المقارعة الناجحة لكافة التحديات ويسمح للجزائر بالعيش آمنة ومستقرة ومحفوظة السيادة ومهابة الجانب متبوئة بكل جدارة واستحقاق المكانة الراقية التي تليق بها في ظل الأمن والاستقرار". كما أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي من جهة أخرى، أن ثورة أول نوفمبر 1954 لم تكن حربا لتحرير الأرض فحسب بل كانت تحمل في ثناياها بفضل أهدافها السامية وأبعادها الوطنية مشروع مجتمع متكامل. وقال الفريق قايد صالح بأن "الثورة الجزائرية لم تكن حربا لتحرير الأرض من مستعمر غاشم وإنما كانت بفضل أهدافها السامية وأبعادها الوطنية والإنسانية تحمل بين ثناياها مشروع مجتمع متكامل". وتابع في هذا الشأن بأن عنوان هذا المشروع هو "الثورة على كل المخلفات السلبية والخطيرة التي حاول الاستعمار الفرنسي إحداثها على المجتمع الجزائري دينيا وثقافيا ولغويا واقتصاديا واجتماعيا وحتى نفسيا ومعنويا". وأوضح الفريق قايد صالح بأن محور انشغالات ثورة أول نوفمبر كان في "رسم مسارها ووضع أهدافها وفقا للمرجعية الوطنية بمقوماتها الأصيلة ومواصفاتها الإنسانية التي يزخر بها موروثنا الثقافي والحضاري". كما تطرق الفريق قايد صالح في كلمته إلى مجهودات الرعيل الأول من مسؤولي الثورة التحريرية بخصوص إمدادها بأسباب القوة والاستمرار إذ أوضح في هذا المجال أن "انتصار ثورة أول نوفمبر على الاستعمار الفرنسي المدعوم أطلسيا لم يكن وليد الإرادة القوية للإنسان الجزائري وإصراره على تحرير بلاده من ذل الاستعمار وهوان ممارسة العنصرية والهمجية وإنما كان أيضا مسنودا بما وفرته قيادة الثورة من أسباب القوة و وسائل مواجهة أعدائه والانتصار عليهم". وفي هذا الإطار أشار رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى ما تم التفكير فيه خلال تلك الحقبة في كيفية مرافقة المسار الثوري بما يحتاجه من عناصر بشرية مؤمنة بقيم الثورة وبمبادئها الثابتة وأهدافها السامية. وأكد أن ذلك المسعى شكل الرؤية السليمة والبعيدة النظر التي سكنت عقول الرعيل الأول لمجاهدي الثورة التحريرية وتم تجسيدها عمليا وميدانيا بصفة تدريجية مدروسة وواقعية. وأوضح الفريق قايد صالح في هذا الجانب أن قيادة الثورة الجزائرية و"في انتظار إحداث منظومة تدريس وتكوين بادرت بإنشاء وحدات قتالية في كافة الولايات مكونة من مجاهدين (...) تم تدريبهم اعتمادا على القدرات البشرية والمادية والتسليحية المتوفرة في ذلك الحين". وذكر في هذا السياق بأنه تم على مستوى الولاية الثانية سنتي 1956 و 1957 "تشكيل فيلقين بالمصطلح القديم يتراوح تعداد الفيلق الواحد بين 400 و450 مجاهدا "برهنوا ميدانيا على "روحهم الجهادية العالية" وعلى "حسن تدربهم القتالي والنفسي والمعنوي " وعلى "فعالية تكيفهم مع طبيعة أرض المعركة". واستدل في هذا المجال بالكمائن الناجحة التي تم نصبها ضد قوات العدو خلال تلك الفترة مخلفة في صفوفه "خسائر معتبرة في العتاد والأرواح". وفي إطار تعزيز القدرات القتالية لجيش التحرير الوطني ذكر الفريق قايد صالح بشروع قيادة جيش التحرير في بناء منظومة تدريب وتكوين تجلت في العديد من مراكز التدريب و مدارس التكوين التي أنشئت على الحدود الشرقية والغربية للوطن وكانت بمثابة "شريان حيوي زود الثورة بكامل أسباب القوة والحياة". من جهة أخرى، عرج الفريق قايد صالح في كلمته على منظومة التكوين والتدريب بالجيش الوطني الشعبي حاليا موضحا أن انه "بقدر ما ترنو إلى الاستفادة من العلوم والمعارف والتكنولوجيات الحديثة (...) بقدر كل ذلك فإنها تمنح أيضا أهمية قصوى للبعد الوطني وللجوانب التاريخية ذات الصلة بقيم ثورتنا التحريرية لاسيما بعد الإصلاح الشامل والعميق الذي عرفته منظومة التكوين للجيش الوطني الشعبي منذ 2007". وتكاملا مع هذا المسار التكويني للجيش الوطني الشعبي أشار الفريق قايد صالح إلى مبادرة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني بإنشاء مدارس أشبال الأمة بطوريها المتوسط والثانوي بداية من سنة الدراسية 2009-2010" معتبرا إياها امتدادا طبيعيا لمدارس أشبال الثورة التي أسست نواتها الأولى سنة 1961 على الحدود الشرقية والغربية للوطن. وفي هذا السياق أكد الحرص على أن تكون هذه المدارس جزءا لا يتجزأ من المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي. للإشارة، فقد تم خلال الجلسة الافتتاحية الوقوف دقيقة صمت ترحما على روح الفقيد المجاهد عبد الرزاق بوحارة الذي وافته المنية الأحد الماضي اثر وعكة صحية. كما استغل الفريق قايد صالح المناسبة لإبراز مناقب المرحوم مستذكرا خصاله الحميدة وأخلاقه العالية ونضاله وجهاده في سبيل حرية الجزائر واستقلالها ثم مسيرته الطويلة الحافلة بالمواقف المشرفة "خدمة للدولة الجزائرية المستقلة ودفاعا عن مكتسباتها بحس المجاهد الذي يبذل كل ما عنده في سبيل بلده في صمت وتواضع". يذكر، أنه تم على هامش أشغال هذا الملتقى المنظم من طرف وزارة الدفاع الوطني على مدار يومين إنشاء استديو خاص لتسجيل شهادات مجاهدين حول موضوع التكوين أثناء الثورة التحريرية. ق.و/ وأج