أمن الجزائر يتعرض للخطر جراء الوضع في مالي و محاربة الإرهاب ستتواصل دون أي تهاون أشاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس السبت بقوات الجيش الوطني و مصالح الأمن التي نجحت في التصدي للإرهابيين و إحباط مخططهم في الاعتداء الذي استهدف في جانفي الماضي المركب الغازي لتيقنتورين بعين أمناس بولاية إليزي. رئيس الجمهورية الذي دعا الجزائريين إلى الحرص على صون وحدتهم و تعزيزها بعيدا عن الأنانيات، حذر من أن أمن البلاد مازال يتعرض لتهديدات ناجمة عن الوضع في مالي، مؤكدا العزم على مواصلة محاربة الإرهاب دون تهاون و بلا هوادة. كما دعا من جهة أخرى، إلى ضرورة إعداد الشباب الجزائري قصد تمكينه من تحمل المسؤولية مستقبلا. و قال رئيس الجمهورية في رسالة وجهها للأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد و العمال الجزائريين بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين و تأميم المحروقات المصادفة للرابع و العشرين من فيفري، “يأبى علي الواجب إلا أن أشيد و أنوه بالضباط و الجنود و أعضاء مصالح الأمن و رجال الحماية المدنية الذين نال تدخلهم إعجابنا و إعجاب الرأي العام الدولي". و حذر الرئيس بوتفليقة من الأخطار و التهديدات التي مازالت تتربص بالبلاد على حدودها الجنوبية جراء الوضع الأمني المتأزم في مالي و الذي زاد من خطورة التهديدات الإرهابية. و ذكر في هذا الخصوص" إننا في هذا الخضم نواجه تحديات أخرى، نرى أمننا يتعرض للخطر بين الفينة و الأخرى جراء الوضع السائد في مالي على حدودنا الجنوبية و بسبب إرهاب لا يؤمن شره و لا نتهاون لحظة في محاربته"، مشيرا إلى أن ما وقع بعين أمناس قبل أيام أقام الدليل الأمثل على ذلك، إذ كشف وحشية الفلول الإرهابية و في نفس الوقت أبرز اقتدار جيشنا و أجهزتنا الأمنية الذين وفقوا جميعهم في التصدي لهذا الاعتداء الذي استهدف إحدى أهم المنشآت في بلادنا". و ترحم رئيس الدولة في رسالته على أرواح العمال الجزائريين و العمال الأجانب الذين لقوا حتفهم جراء هذا الاعتداء المقيت. كما عبر عن إكباره و شكره للذين استطاعوا بفضل رباطة جأشهم و استماتتهم أن ينقذوا المنشآت و أداة الإنتاج. من جهة أخرى، دعا رئيس الجمهورية إلى ضرورة إعداد الشباب الجزائري قصد تمكينه من تحمل المسؤولية مستقبلا معتبرا هذه الشريحة بمثابة الرأس المال الحقيقي للبلاد. وقال في هذا السياق، إن “رأس مالنا الحقيقي هو شبيبتنا التي علينا ان نعدها لتحمل مسؤوليات المستقبل ونبذل كل ما في وسعنا حتى نترك لأجيالنا بلدا آمنا قادرا على تبوأ مكانته الحقة في حظيرة الأمم". و بشأن الذكرى المزدوجة ليوم 24 فيفري، اعتبر الرئيس بوتفليقة أن إحياءها يجب أن يستوقف جميع الجزائريين و بخاصة العمال من أجل إنجاح مسيرة البلاد و جعلها تتقدم دوما إلى الأمام. و قال هذه الذكرى “مناسبة يتعين علينا فيها أن نيمّم شطر المستقبل وما يخبئه لنا من تحديات، الأمر الذي يحتم علينا بذل المزيد من التضحيات والمزيد من الجهود من اجل المضي قدما وتحقيق ما نتمناه للجزائر, والعمال هم بطبيعة الحال أفضل من يصنع هذا التقدم". و أضاف “إننا نملك كل ما تتطلبه المهمة من عوامل وسنوفق في استدرار كل ما يمكن استدراره بالتقيد بفريضة النجاعة في التسيير والحفاظ على اداة الانتاج ونحرص على صون وحدتنا و تعزيزها واضعين مصلحة بلادنا فوق كل الأنانيات". وأوضح رئيس الدولة في ذات السياق أن “يومي 24 فيفري 1956 و 24 فيفري 1971 هما من بين أيام تاريخنا المجيدة ومن ثمة فهما محطتان وسمت كلتاهما مرحلة جديدة من مسيرة بلادنا نحو المزيد من الازدهار والرقي ونحو المزيد من النضج». و شدد رئيس الجمهورية على أن “إحياء ذكرى هذين الحدثين في هذا اليوم يدعونا أولا إلى الرجوع إلى تاريخنا لاستحضار الظروف التي أحاطت بهما، وتوجيه تحية إكبار وإجلال إلى جميع الرجال والنساء الذين أسهموا فيهما وتجشموا تضحيات جعلتهم أهلا لعرفاننا على الدوام". وأكد الرئيس بوتفليقة على أن وجه الجزائر يتغير يوميا, فالبنى التحتية التي كما قال نحن بصدد تجهيزها ستتيح في القريب العاجل تحقيق انطلاقنا الاقتصادي والاستعمال الأمثل لمواردنا. محمد.م