ماكثة بالبيت تخترع حلويات و مقبلات ببصمة قسنطينية أسست السيدة نجية بلعمري بمعية مجموعة من السيدات و الفتيات الماكثات بالبيوت جمعية "تحفة لترقية المرأة الجزائرية"من أجل تكسير رتابة الحياة اليومية و فتح آفاق للقاء و التشاور و الترفيه و أيضا التكوين خارج دائرة البيت و المسؤوليات الأسرية، مما حمس رئيسة الجمعية على ترصيع عشقها للطبخ باختراع وصفات جديدة للحلويات و المقبلات،مع ابتكار تدابير ، لإنجاح بعض الوصفات المعروفة . حيث تهمس في آذان بنات حواء، بأن إضافة الخميرة مثلا لعجين "البراج"يضمن الحصول على حلوى شهية تحطم كل منافسة و إضافة كوب كوكا كولا إلى عجين "البيتزا" يؤدي إلى نتيجة مدهشة. الجمعية تأسست في جوان 2009 و تضم 30 عضوة و طالبات من مختلف الأعمار يجمعهن هدف أساسي و هو تعلم حرفة أو أكثر لتلبية احتياجاتهن و احتياجات أفراد أسرهن و الأولوية في التكوين و العمل لشريحتي النساء المطلقات و الأرامل المعوزات اللائي يتكفلن بإعالة فلذات أكبادهن، كما قالت رئيستها، و هي أم لأربعة أبناء، في لقاء ب"النصر". مشيرة إلى أنها واحدة من سيدات"تحفة"اللائي كن موظفات ثم اضطررن بعد زواجهن للمكوث في البيت لرعاية أبنائهن،لكن عندما بدأ الأبناء يكبرون لم يستطعن مواصلة قمع طموحاتهن، فأبرزنها. و هكذا خرجن من بيوتهن لتعلم أو تعليم حرفة يعشقنها في أقسام خصصت للتكوين في مجالات الطبخ و الخياطة التقليدية و العصرية و الطرز التقليدي بالخيوط الذهبية من "فتلة" و "مجبود" و حرير و الحلاقة و التجميل.فتفرغت نجية في البداية لتعليم طالباتها و زميلاتها من عضوات الجمعية، مختلف الأطباق و الحلويات التقليدية و العصرية . فجمعيتها ترمي أساسا لإحياء الحرف التقليدية و المحافظة عليها و تشجيع الابداع مع مد يد العون للنساء المعوزات اللائي لا يستطعن العمل خارج بيوتهن للفوز بالتكوين لمدة تسع أشهر أو أكثر و افتكاك شهاداتهن.حيث شاركت الجمعية كما قالت بمختلف المعارض، مما جعلها تتلقى من حين لآخر طلبيات لتحضير العجائن التقليدية و الحلويات. و أشارت محدثتنا بأن الأولوية في الطلبيات للمعوزات، مضيفة بأن سيدات من الدفعتين الأولى و الثانية فزن بمساعدات الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج"، بينما توجهت أخريات للعمل بمحلات الخواص. اختراعات و تدابير عملية عرضت نجية أمامنا العديد من الحلويات والمقبلات المالحة التي حضرتها وفق وصفات اخترعتها ،قائلة بأنها و منذ كانت صغيرة تربطها علاقة وطيدة بالعجين،و كانت و لا تزال تشعر بالمتعة عندما تحضره بمكونات و مقادير خاصة بها. و بهذا الشأن قالت:"الحب يشجع والخبرة تجعلك تبدع و تخترع.." و تفتخر بحلوى "الشهدة"التي اخترعتها مؤخرا وهي عبارة عن مزيج من الفرينة و السميد و الزبدة، يترك ليلة كاملة قبل أن يحضر و يتم حشوه باللوز المرحي ثم تضفي عليه شكل شهد. و من وصفاتها أيضا مزج الفرينة و الزبدة و الجلجلانية المرحية للحصول على حلوى مزينة بالمربى الملون. أما حلوى الطبقات "بليسي"،فتحضر من عجين يتكون من النشاء و الفرينة و الزبدة و يقطع على شكل شرائط تلف حول حشو يحضر بالمكسرات و السكر و البيض و عصير الليمون. وأسرت إلينا بأنها تستوحي أشكال الحلويات من أشكال الزهور و الأغصان و الزخارف المختلفة و بعضها من وحي خيالها شكلا و مضمونا و مذاقا،لكن تظل لمساتها أقوى على المقبلات خاصة "البيتزا" و ال"سوفلي".و أوضحت:"استعمال الطاجين يعطي الأطعمة مذاقا أشهى.لهذا استعمل طاجينا نحاسيا و أضع فوقه عندما يسخن ، طاجينا فخاريا غير منقوش لكي أطهو البيتزا التي أحضرها بمزيج من الفرينة و الحليب و البيض و الزيت و الخميرة الكيميائية و خميرة الخبز و كوب كوكا كولا. أما تزيين العجين ، فحسب الذوق،نفس العجين يمكن استعماله لتحضير "سوفلي"و أرغفة الشاورما . و توصلت إلى تدابير لإنجاح مختلف الوصفات، فتقترح مثلا إضافة النشاء و "الجلجانية المطحونة لعجين حلوى "الكروكي"و إضافة البيض و الخميرة لعجين "المقروض" و "البراج".