جددت نحو 250 عائلة تقطن سكنات جاهزة ببلدية سيدي عمار مطلبها القاضي بضرورة تدخل السلطات المحلية لولاية عنابة من أجل إدراجها ضمن قوائم المستفيدين سكنات إجتماعية جديدة في إطار برنامج القضاء على السكن القصديري و الهش الجاري تجسديه منذ نحو سنتين، مرجعة سبب ذلك إلى الخطر الكبير الذي تشكله مادة " الأميونت " على حياة السكان، لأن الإقامة في السكنات الجاهزة كانت بصفة مؤقتة، لكن العائلات المعنية وجدت نفسها مجبرة على قضاء ما لا قيل عن 30 سنة في هذه البنايات، مما دفعها إلى المطالبة بالترحيل إلى سكنات إجتماعية جديدة. و أكد ممثلون عن العائلات للنصر بأن إقامتهم في بنايات جاهزة كانت على خلفية الفيضانات التي كانت قد إجتاحت ولاية عنابة في منتصف ثمانينيات الألفية الماضية، لأنهم كانوا من ضحايا الفيضانات التي خلفت مئات العائلات المنكوبة، خاصة بشارع إفريقيا، حي 11 ديسمبر و حي أوزاس و السهل الغربي، فلم تجد السلطات المحلية من حل في تلك الفترة سوى إستغلال سكنات جاهزة تابعة لبعض الشركات الأجنبية ببلديتي سيدي عمار و البوني، موضحين بأن عملية الترحيل كان قد قابلها تلقي وعود من السلطات الولائية متقضي بترحيل جميع العائلات المتضررة إلى سكنات إجتماعية جديدة في فترة زمنية لا تتعدى 4 سنوات، لكن تلك الوعود لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع ، رغم إستفادة الولاية من مشاريع سكنية معتبرة. و أشار ممثلو العائلات إلى أن تحركهم في هذه الفترة للمطالبة بالترحيل كان بمثابة رد فعل عفوي على المعاناة الكبيرة التي اصبحوا يعيشون فيها، لأن جدران السكنات الجاهزة تآكلت، و مادة " الأميونت " اصبحت تهدد حياة المواطنين، لأن الجدران الجاهزة تحتوي في تركيبتها على بعض المواد السامة التي من شأنها ان تشكل خطرا كبيرا على حياة السكان، موضحين بأنهم كانوا قد وجهوا العديد من نداءات الإستغاثة للمطالبة بالترحيل في السنوات الفارطة، إلا أن السلطات المحلية كلفت لجانا تقنية بمعاينة وضعية السكنات، من دون إتخاذ إجراءات من شأنها وضع حد لمعاناة مئات العائلات، و لو أن تقارير لجان المعاينة بحسب ممثلي السكان كانت قد حددت مدة صلاحية السكنات الجاهزة ب 10 سنوات، إلا أن العائلات التي كانت قد رحلت بصفة مؤقتة إلى السكنات الجاهزة بسيدي عمار تقضي أزيد من 30 سنة في الشاليهات، مما جعلها تلح على ضرورة إدراجها ضمن قوائم العائلات المعنية بالترحيل في إطار القضاء على السكن الهش، لأن البنايات الجاهزة أصبحت هشة و جدرانها تآكلت كلية. من جهة أخرى أكد السكان بأن مصالح ديوان الترقية و التسيير العقاري لولاية عنابة كانت قد قامت بإحصاء جميع العائلات المقيمة في الشاليهات المتواجدة بمنطقة بوخضرة و حي بوشارب إسماعيل ببلدية البوني و كذا حي حجار الديس بعنابة ، و ذلك في إطار خارطة الطريق التي وضعتها لتفكيك كل الشاليهات وترحيل قاطنيها إلى سكنات اجتماعية جديدة، لكن الملفات تبقى قيد الدراسة على مستوى الدوائر، لأن كل العائلات كانت قد أوعدت ملفاتها لطلب السكن الإجتماعي، غير أن السلطات المحلية إرتأت تخصيص حصة لقاطني السكنات الجاهزة بسيدي عمار و البوني، في الوقت الذي أكد فيه عضو من المجلس البلدي بأن السلطات الولائية قررت تخصيص حصة لهذه العائلات في الشطر الثاني من البرنامج الموجه لبلدية سيدي عمار في إطار محاربة السكنات القصديرية.