مهنيو الصحة يعتصمون أمام الوزارة ويواصلون الضغط تجمع أمس العشرات من ممارسي الصحة العمومية من مختلف الأصناف أمام مقر وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في ثاني اعتصام لهم للضغط على الوصاية من اجل الاستجابة لمطالبهم الأساسية، ولم تسجل خلال هذا الاعتصام أي تجاوزات لا من طرف الأطباء ولا من جهة أعوان الأمن. لم تمنع كميات الأمطار الغزيرة التي تهاطلت نهار أمس على العاصمة العشرات من ممارسي ومهنيي الصحة العمومية من التجمع أمام مقر الوزارة الوصية بالمدنية في ثان اعتصام لهم للفت انتباه الوزارة الوصية للمطالب الأساسية التي يرافعون من اجلها مند عدة أشهر، وعلى رأسها مراجعة أنظمة المنح والتعويضات ومراجعة القوانين الأساسية. ويأتي الاعتصام هذا استجابة لنداء تنسيقية مهنيي الصحة العمومية التي تضم أربع نقابات هي النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين في الصحة العمومية،أساتذة الشبه الطبي والنفسانيين الأخصائيين، وقد قوبل الاعتصام بتعزيزات أمنية كبيرة منعتهم من الوصول إلى مقر الوزارة، و ردّد المحتجون هتافات عديدة مثل «يا وزير الصحة ماهيش بخير» و» يا وزارة ياوصية تحملي المسؤولية» كما رددوا أيضا جملة المطالب التي يناضلون من اجلها تارة، وتارة نددوا بتصرفات الوزارة الوصية. وقال إلياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لأطباء الصحة العمومية في تصريح له بعين المكان أن المنظومة الصحية عندنا مريضة طول العام وليس خلال أيام الإضراب فقط، ودعا إلى فتح نقاش وطني واسع بشأنها، أما خالد كداد رئيس نقابة الأطباء النفسانيين والمنسق الوطني لمهنيي الصحة فقد استهجن نسبة الاستجابة للإضراب التي قدمتها وزارة الصحة أمس، وقال أن فيها تناقضا فكيف للوزارة تقول أنها لم تتعد 18 بالمائة وفي نفس الوقت تقول أن الإضراب اضر بالمرضى. وفي تصريح «للنصر» استحسن إلياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الطريقة التي سار عليها الاعتصام الذي لم تتخله أي تجاوزات أو مناوشات تذكر بفضل الجهود التي قامت بها كل الأطراف من ممثلي النقابات الذين اطروا الاعتصام إلى سلوك رجال الأمن. ولم يستبعد المتحدث مواصلة الحركة الاحتجاجية في المستقبل بعد اجتماع الفاعلين في التنسيقية مساء أمس للفصل في الخطوات المستقبلية للحركة الاحتجاجية قائلا أن الموقف السلبي للوزارة الوصية -على حد تعبيره -يدفع نحو مواصلة الحركة الاحتجاجية إلى غاية الوصول إلى ظروف أحسن. ونشير فقط أن اعتصام تنسيقية مهنيي الصحة أمام مقر وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات يأتي في اليوم الثالث والأخير للإضراب الدوري الذي شرع فيه المنتسبون للفئات الأربعة المذكورة سلفا، وهو الإضراب الذي يدوم ثلاثة أيام كل أسبوع والذي يتزامن أيضا مع إضراب الأسلاك المشتركة والشبه الطبيين المستمر منذ عدة أسابيع، وقد أمرت وزارة الصحة –للتذكير- مديري الصحة ومديرى المؤسسات الصحية عبر الوطن بتطبيق القانون لمواجهة هذا الإضراب غير الشرعي كما جاء في بيان لها أول أمس، وقد شرع مسؤولو الصحة على مستوى المؤسسات الصحية بالفعل في عمليات الخصم من رواتب المضربين وهي العملية التي استنكرها هؤلاء.