لم تكن التتويجات التي حظي بها مدافع" الخضر"مجيد بوقرة مع نهاية هذه السنة مجرد تكريمات شكلية وإنما جاءت لتكافىء لاعب مميز عن مجهودات موسم شاق وصعب و أداء بطولي في الملاعب الإفريقية مع "الخضر"والأوروبية مع ناديه. خطف الأضواء في محيط من الصعب أن تجد فيه موطأ قدم، بجهده ومثابرته تحول مجيد بوقرة إلي علامة فارقة في غلاسكو رونجرس والي فارس من زمن الشجعان في منتخب بلاده أدخل الدفء إلي أنصار" البلوز" في لقاءات الشتاء الباردة وزين خزانة الفريق بالألقاب والتتويجات، الجزائري الذي لايفا رق العلم الأخضر معصمه تحول إلي نجم في سماء الكرة الأسكتلاندية وأشاع ضوءه على "الخضر"، صخرة الدفاع الذي صهرته تجربته في لقاءات المستوي العالي صنعت منه مدافعا من الطراز الرفيع والعالي الذي تتنافس عليه أعتي الأندية وليس من الغريب أن نجده محل مغازلة من أندية كإشبيلية، توتنهام،أو بوردو والقائمة طويلة مما جعلته رقما صعبا في معادلة دفاع "الخضر"جلب له التقدير والاحترام من المنافسين قبل المعجبين وعندما يشيد إسم بحجم ولتر سميث مدرب غلاسكو رونجرس بالجزائري فإن ذلك ليس من مجال المحاباة أو المجاملة وإنما عن قناعة راسخة وهو الذي له باع طويل وتاريخ طويل في الملاعب لقد أكد مجيد أنه من طينة الكبار الذي من الصعب كسر شوكتهم أو إحباط عزيمتهم، وحتى الإصابات لم تثن من عزيمته في كبح أداء واجبه ونتذكر كيف قاوم وكابد الإصابة التي تعرض لها قبل لقاء القاهرة وكانت إرادته في اللحاق بهذه المباراة المصرية أكبر من الألم،"ماجيك"بسحر إرادته وبأسه الشديد اجتاز كل الصعاب من أجل " الخضر" وحلم الملايين من مواطنيه الذين حملوا في قلوبهم أمل العبور إلي العرس العالمي في جنوب إفريقيا، وكم كانت الرحلة صعبة،شاقة ومثيرة ,لم يكن فيها مدافعا فحسب وإنما هدافا وأرسيته في مرمي زامبيا فتحت الدرب المؤدي إلي المونديال ودون الحديث عن شجاعته الأسطورية في معركة أم درمان وعليه فإن تتويجه بالكرة الذهبية كأحسن لاعب لسنة(2009) سوي عرفانا بالدور الكبير الذي قام به في رحلة إعادة الكرة الجزائرية إلي الواجهة العالمية كما أن ظفره بلقب أحسن لاعب في ناديه إلي جانب تتويجات أخري جعلت منه لاعب السنة بل النجم الذي سطع في سماء الكرة التي لامجال فيها إلا للكبار ومجيد بوقرة كبير بكل المعايير.هذه التتويجات تأتي و "الخضر" على أهبة الدخول في غمار نهائيات كأس أمم إفريقيا مما يجعل اللاعب يخوض هذه المنافسة بمعنويات عالية وبنفسية مفتوحة على رفع كل التحديات التي أصبحت من يومياته ومألوفة في حياة بوقرة الذي لايقدم فقط صورة اللاعب المميز والمتألق والقدوة للأجيال وإنما كذلك النموذج الناجح لأبناء المهاجرين الذين استطاعوا أن يفرضوا وجودهم في محيط من الصعب أن تكون فيه أسماء تداول على كل الشفاه بكل تقدير واحترام في علم من الصعب الصمود ومن اليسير الانسلاخ فيه من كل ماهو مرتبط بالجذور و لأن مجيد من الطينة الأصيلة فإنه ليس بالغريب عليه أن نجد كل هذا الارتباط الوجداني بالوطن والتعلق الكبير به وإن كان المنشأ في الضفة الأخرى من البحر المتوسط غير أن ذلك لم يمنع "الماجيك" أن يكون من السواعد المدافعة عليه والحاملة للراية الوطنية في المحافل الكروية بكل فخر واعتزاز.