الجزائر بلد يقتدي به العالم وهي بوابتنا لدخول إفريقيا استهل رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان كلمته التي ألقاها أمس في مصنع "توسيالي "بوهران بالدعاء بالشفاء العاجل لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تزامنا وليلة الإسراء والمعراج، وقال أن الجزائر بلد يقتدي به كل العالم لتجاربه الثورية أثناء حرب التحرير وفي مكافحة الإرهاب، وهو أيضا حسب أردوغان بلد يجري وراء العالم لأنه بلد يتطلع بكل أمل لمستقبل زاهر. وأضاف رئيس الوزراء التركي أن الجزائر بلد آمن وموفر للطاقة التي تحتاجها تركيا مما يفتح آفاقا كبيرة للتعاون الثنائي "الذي نهدف منه أيضا الوصول للسوق الإفريقية". ركز طيب رجب أردوغان، أمس على العلاقات بين الجزائر وتركيا التي تمتد لعصر العثمانيين وبربروس وعروش، وقال أن هذه الصداقة والأخوة يجب أن تستثمر اليوم في مشاريع وتعاون مشترك يدعمها ويوطدها أكثر، حيث أعلن رئيس الوزراء التركي أنه يقدم كل المساعدات والدعم لكل المؤسسات التركية التي تسعى للاستثمار في الجزائر نظرا للاهتمام المتزايد للسلطات التركية بالإعادة ربط العلاقات مع الجزائر مؤكدا أنه لمس إرادة متبادلة من طرف السلطات الجزائرية. مشيرا بأنه يوجد أكثر من 160 مؤسسة تركية تنشط بصفة مباشرة في الجزائر وهي تساعد في خلق الثروة وكذا تشجيع دخول العملة الصعبة للجزائر عن طريق التصدير الذي تسعى له عدة مصانع تركية بالجزائر منها مصنع "توسيالي " بوهران . ودعا أردوغان الجزائريين لزيارة تركيا قائلا "تركيا بلدكم الأصلي وليس الثاني" موضحا أنه يشجع الأتراك من جهته على زيارة الجزائر لتوطيد أواصر الأخوة معلنا أنه سنة 2012 زار تركيا أكثر من 100 ألف جزائري. من جهة أخرى، أثنى أردوغان على مصنع "توسيالي" الذي أعطى إشارة انطلاق الإنتاج به أمس، وضرب به المثل عن الاستثمار التركي في الجزائر. علما أن مصنع "توسيالي" للحديد والصلب يهدف لتحقيق رقم أعمال ب 1 مليار دولار. يعتبر مركب "توسيالي" المتواجد بالمنطقة الصناعية ببطيوة، أول استثمار تركي بوهران وينتج الإسمنت المسلح من بقايا النفايات الحديدية. وقد تم تسلم المشروع في أفريل 2013 وبلغت قيمته المالية أكثر من 26 مليار دج وتصل ل 750 مليار دولار بإضافة رأس المال. و من المتوقع أن يشغل 1018 عاملا بصفة مباشرة و 3500 منصب بصفة غير مباشرة وهو نموذج للشراكة الجزائرية التركية. للتذكير، كانت المحطة الأولى من زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال ونظيره التركي لوهران، بالوقوف على مصنع تمييع الغاز بالمنطقة الصناعية بآرزيو، أين ألقى الرئيس المدير العام لسوناطراك عبد الحميد زرقين كلمة أكد من خلالها فتح سوناطراك المجال أمام الشركات التركية الناشطة في قطاع المحروقات، خاصة كما أضاف وأن التجربة الثنائية بين البلدين مجسدة في مركب تمييع الغاز بقدرة تصل ل 60 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي، وأن تجديد عقود الشراكة مع تركيا سيكون في خدمة البلدين خاصة وأن الاستثمار المخطط في قطاع المحروقات بالجزائر لفترة 2013 – 2017 يفوق 90 مليار دولار ستخصص الحصة الأكبر منه لمضاعفة الاستكشاف و احتياطي المحروقات و 22 مليار دولار لدعم التكرير و 20 مليار دولار لإنشاء مصانع جديدة . هوارية ب تسلم شهادة دكتوراه فخرية من جامعة الجزائر أردوغان يرغب في توطيد العلاقات بين الجامعتين الجزائرية و التركية أعرب الوزير الأول التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء بالعاصمة عن رغبته في توطيد العلاقات بين الجامعتين الجزائرية و التركية عن طريق تبادل البعثات الطلابية. و ألح أردوغان في كلمة بعد حصوله على شهادة دكتوراه فخرية من طرف عميد جامعة الجزائر خنور صالح منحتها إياه جامعة الجزائر على ضرورة التقريب بين جامعات البلدين لا سيما في مجال اللغة العربية. و قال في ذات الشأن أن تركيا جاهزة لبذل ما بوسعها من أجل توطيد تلك العلاقات عن طريق تبادل الطلاب خصوصا في مادة اللغة العربية التي تعرف نقصا كبيرا لدى الطلاب الأتراك الذين لا يستطيعون الكلام بها بطلاقة. و أعرب في ذات السياق عن نيته في رفع عدد الطلاب الجزائريين الذين يدرسون بتركيا إلى 100 طالب مذكرا أنه تم تسجيل 23 طالبا جزائريا في الماجستير و البكالوريوس سنة 2012. كما تطرق الوزير التركي إلى الثورة الجزائرية ذاكرا أن بلده قد ساند وساعد الجزائر في ثورتها عن طريق ليبيا، مشيرا إلى أن الأتراك يعرفون كذلك جيدا تاريخ الجزائر لاسيما الحقبة التي تخص بارباروس خير الدين باشا. و قال في ذات السياق أن الوحدة بين البلدين خلال 300 سنة جعلت من البحر الأبيض المتوسط بحر للسلام، مضيفا أن الجزائر و تركيا مثال للديمقراطية و للحفاظ على الحريات و القيم العالمية. من جهته، قال عميد جامعة الجزائر2 خنور صالح أن جامعة الجزائر «تحتفي بضيف كبير و في مناسبة عظيمة تكريمية حميمية لشخصية تستحق التشريف و الاحتفالية من الأسرة الجامعية الجزائرية و دولتنا تحتفل بخمسينية استعادة السيادة الوطنية». و أشار إلى أن العلاقات الجزائرية-التركية تعود إلى 450 سنة من المؤاخاة و التعاون حيث كانت منذ مطلع القرن 16 ضمن المجموعة العثمانية تتمتع بالسيادة و الشخصية المميزة و التقدير من الباب العالي. وأوضح أن العلاقات بين البلدين عرفت في عهد السيد اردوغان قفزة نوعية في المجالات الاقتصادية و الثقافية لا سيما في مجال البحث العلمي و تدريس اللغة التركية، مشيرا إلى أن زيارته تتزامن مع افتتاح قسم اللغة التركية بكلية الآداب و كذلك فتح تخصص الدولة العثمانية في مرحلة الماجستير و الدكتوراه بقسم التاريخ بكلية العلوم و الإنسانية الاجتماعية بجامعة الجزائر 2. للتذكير فقد جرى حفل تسليم شهادة دكتوراه فخرية للوزير الأول التركي بحضور وزير التعليم العالي و البحث العلمي السيد رشيد حراوبية و عميد جامعة الجزائر 1 السيد طاهر حجار. وكان الوزير الاول التركي قد حل أول أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة على رأس وفد هام يضم وزراء و رجال أعمال في إطار تعزيز العلاقات السياسية و الاقتصادية بين البلدين.