أسعى لجعل المولودية محطة للعودة إلى المنتخب الوطني - وصف المدافع السابق للمنتخب الوطني حبيب بلعيد انضمامه إلى مولودية الجزائر بالمكسب الثمين، والفرصة المواتية من أجل العودة إلى صفوف الخضر، موضحا في حوار خص به النصر، أن اختياره اللعب في الدوري الجزائري ينم عن رغبته في استعادة مكانته ضمن المنتخب الوطني، الذي شارك معه في مونديال جنوب إفريقيا. وقال بلعيد أن الجزائر تملك منتخبا قويا بإمكانه التأهل لمونديال 2014 بالبرازيل، مبرزا حرصه على مضاعفة العمل في العميد، والاجتهاد أكثر من أجل نيل ثقة حليلوزيتش من جديد. ما هو شعورك وأنت تزور الجزائر؟ صراحة أشعر بسعادة كبيرة خاصة وأنني حظيت باستقبال جيد من قبل مسؤولي المولودية. ما يمكن قوله هو أنني لبيت دعوة المناجير العام للفريق السيد عبد النور كاوة الذي تعرفت عليه من قبل، وحمل ألوان فريق بحجم المولودية شرف كبير لي. و كيف تمت الاتصالات بينك وبين إدارة المولودية العاصمية؟ كل شيء تم في ظرف قياسي. فبمجرد أن اتصل بي كاوة وعرض علي فكرة خوض تجربة مع العميد، لم أتردد لحظة في تلبية الدعوة، والسفر إلى الجزائر على متن أول طائرة، للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وهل يمكن اعتبار بلعيد «شنويا» الموسم القادم؟ أعتقد بأن الأمور سارت في الطريق الصحيح ومثلما كنت أتمناه، حيث توصلت مع إدارة النادي إلى اتفاق نهائي لحمل ألوان المولودية لمدة موسمين، في انتظار التوقيع على العقد بعد الظهر (الحوار أجري منتصف نهار أمس). وسأسافر صبيحة اليوم الخميس إلى فرنسا لترتيب بعض أموري الشخصية، قبل العودة من جديد إلى الجزائر. أكيد أن لديك فكرة بخصوص مولودية الجزائر؟ أجل لدي معلومات وافية عن المولودية، التي تعد من الفرق الكبيرة والعريقة في الجزائر كونها تحوز قاعدة شعبية واسعة حتى بفرنسا. سأسعى لأكون في مستوى ثقة الشناوة، ولا أذيع سرا إن قلت بأن تواجد كاوة حفزني على قبول العرض وجعلني أرفض بعض العروض من أندية فرنسية تنشط في الدرجة الثانية. وهل تعتقد بأن لديك القدرة على التأقلم مع الدوري الجزائري؟ هي مسألة وقت وعمل متواصل و إرادة من أجل اجتياز بعض العقبات، سيما في بداية المشوار. وبما أنني لا أعاني من نقص المنافسة، كوني لعبت خلال الموسمين الأخيرين 57 مقابلة مع فريق "سيدان"، فإن اندماجي مع المجموعة لن يكون صعبا. الكثير من المتتبعين يجمعون على أن اختيارك الدوري الجزائري ينم عن رغبتك في العودة إلى الخضر أليس كذلك؟ سأكون صريحا معك. أرغب في جعل مولودية الجزائر محطة عبور نحو العودة إلى المنتخب الوطني، ونيل إعجاب وثقة الطاقم الفني الوطني. لكن المنطق يقول بأنه من الواجب علي إبراز قدراتي ومهاراتي في فريقي، من خلال تكثيف العمل والاجتهاد أكثر، للتطلع إلى طرق أبواب الخضر، سيما وأنني أتواجد في حالة معنوية مرتفعة. نفهم من هذا أن المنتخب الوطني يبقى هدفك الأسمى؟ أكيد أنني لا أرغب في تضييع الفرصة للعودة إلى صفوف الأفناك، الذين شاركت معهم في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، ولو أنني لم ألعب ولا دقيقة واحدة في المباريات الثلاث. هدفي الأول هو محاولة لفت انتباه حليلوزيتش، وفرض وجودي في الدوري الجزائري تحسبا لافتكاك مكانة ضمن الخضر. ألا تعتقد بأن تواجد عديد المدافعين البارزين قد يسد الأبواب أمامك للعودة إلى الخضر؟ شخصيا لا افكر بهذا المنطق طالما أن الميدان هو المحك لقدرات كل لاعب، وأكثر من ذلك أنني لاعب متعدد المهام في الخط الخلفي، بمعنى آخر أنني قادر على اللعب في وسط الدفاع وعلى مستوى الرواقين. هذا يجرني للقول بأنني لو أحظى بثقة الناخب الوطني فلن أخشى المنافسة، لأن لدي القدرة على البروز والتألق في التشكيلة الوطنية. كيف ترى التعداد الحالي للمنتخب الوطني؟ بدون مبالغة الجزائر تملك منتخبا قويا وتشكيلة متجانسة ومنسجمة، لها شخصية مميزة فوق أرضية الميدان، ومكانة محترمة على الساحة الإفريقية وحتى العالمية. وما يعزز هذا الطرح ضمها أبرز اللاعبين المحترفين الذين يصنعون أفراح النوادي الأوروبية. فالفرديات لا تنقص والمهارات موجودة، إضافة إلى حنكة واحترافية حليلوزيتش، كلها عوامل من شأنها أن تمكن الخضر من العودة إلى واجهة الأحداث. كما ان الوجوه الجديدة من أمثال براهيمي و تايدر و فغولي وغيلاس، باستطاعتها إعطاء الإضافة المرجوة للمنتخب الوطني، وهو ما تجسد بشكل واضح في المباراتين الأخيرتين أمام البنين ورواندا أين صنعت الجزائر الحدث وخطفت الأضواء على الصعيد القاري. على ذكر تصفيات المونديال ما هي نظرتك لمقابلة السد وتقييمك لحظوظ الخضر؟ قبل المحطة الأخيرة للتصفيات، يجب علينا تثمين المشوار الاستثنائي للنخبة الوطنية والقفزة النوعية للخضر. فتحقيق 12 نقطة من أصل 15 ممكنة، والعودة من أدغال إفريقيا بانتصارين متتاليين، يعد مكسبا غير مسبوق في تاريخ المنتخب الوطني، وهو ما يشكل حافزا معنويا لخوض مباراة السد بأريحية نفسية ومن موقع قوة، بغض النظر عن طبيعة المنافس وحجمه. علينا فقط الإيمان بقدراتنا وحظوظنا والتحضير بالشكل المطلوب من شتى الجوانب، مع محاولة الابتعاد عن الضغط الكبير الذي ميز المرحلة الأخيرة لتصفيات مونديال 2010، أين عاشت الجزائر فترة حرجة جراء ملحمة أم درمان. وهل أنت متفائل بمشاركة ثانية لك في المونديال؟ سأعمل على الرفع من أدائي وتحسين مردودي في فريقي الجديد المولودية، وأنا متأكد من أنني سأبلغ الجاهزية المطلوبة، والتي ستسمح لي بطرق أبواب الخضر من جديد، سيما وأنني اشتقت كثيرا لأجواء المنتخب الوطني الذي عشت معه أحلى أيامي خلال مونديال جنوب إفريقيا، تحت قيادة المدرب سعدان.