صور أبطال"هاي سكول ميوزيكل" تتربع على عرش الأدوات المدرسية احتكرت صور أبطال السلسلة الأمريكية "هاي سكول ميوزيكل" الصدارة هذه السنة على الأدوات المدرسية الخاصة بالطور الثاني و الثالث منافسة بذلك صور النجمة "ميلي ستيوارت"(هانا مونتانا )التي تربعت على العرش لسنتين متتاليتين على حد تقدير عدد من أصحاب المكتبات بقسنطينة، فيما تصدر بطل سلسلة الرسوم المتحركة "بان تان" مرة أخرى قائمة الرسومات الأكثر طلبا من قبل تلاميذ المدارس الابتدائية. فبعد نجوم المسلسلات التركية و أبطال "باب الحارة" و غيرها من الشخصيات السينمائية و الكارتونية التي استحوذت على قلوب الصغار و الكبار، جاء أبطال السلسلة الأكثر مشاهدة في العالم "هاي سكول ميوزيكل" لخطف اهتمام التلاميذ ببلادنا هذا العام فقط رغم بثها منذ أكثر من ثلاث سنوات بالعديد من القنوات التلفزيونية بالعالم و بثت حصريا على قناة "ديزني شانيل" عام 2006 قبل بطلة السلسلة " هانا مونتانا" التي أنتجت في نفس السنة و عرضت بالعديد من القنوات العربية و الفرنسية واحتلت المراتب الأولى ،ووصلت إلى قلوب صغارنا قبل نجوم "هاي سكول ميوزيكل".و على غرار باقي السنوات شهدت المكتبات تنوعا كبيرا في الأدوات التي مستها هي الأخرى أساليب الإغراء و البهرجة المفرطة وجعلت من الأغراض المدرسية أشبه بأدوات ورشات الرسم أو دور تصاميم الموضة أكثر منها أغراضا لطلب العلم.و قد ترك الصينيون مرة أخرى بصمتهم على جل السلع المعروضة بالمكتبات الجزائرية و الحاملة للصور المغرية لأبطال السلسلات الأكثر متابعة من قبل الأطفال و المراهقين في الوطن العربي. و رغم أسعارها المرتفعة غير أنها تعرف إقبالا ملفتا و تهافت و إلحاح الصغار على طلبها مما لا يترك فرصة للآباء للتهرب فتجدهم يستسلمون لدلال صغارهم و يستجيبون لطلبهم دون الاكتراث للأسعار غير المعقولة التي جعلت من مجرّد مبراة تباع بسعر 240دج فيما لم يتجاوز سعرها في السنوات الماضية ال40دج.و قد طبعت صور أبطال "هاي سكول ميوزيكل" و على رأسهم فانيسا هودغنس، تروي بولتن، زاك إيفرون و شاربي إيفانس و غيرهم من ممثلي السلسلة المعروفة بإغرائها الفني و الموسيقي، و ظهرت على أغلفة حافظات الأوراق و المحفظات و الكراريس بعد أن غزت سوق الملابس مثلما حدث مع الكثير من المسلسلات التلفزيونية العربية و الأجنبية و الرسوم المتحركة.و انتقد الكثير من المعلمين ظاهرة البهرجة المبالغ فيها التي جاءت حسبهم لتشوش على التلاميذ و تؤثر على جدية التعليم ، فيما استحسنها البعض الآخر لا سيما في الطور التعليمي الأول ، مبررين ذلك بكثافة البرنامج التي تشعر الطفل بالملل ، لذا فإن الأدوات في شكل لعب تخرجهم من حين إلى آخر من أجواء الجد التي لا يتأقلمون معها بسهولة على حد تقديرهم.و قالت الباحثة في علم النفس التربوي سكينة روابح بأن الأدوات المدرسية الحاملة للصور لا تؤثر على التلميذ بقدر ما تؤثر عليه الأدوات في شكل لعب كالمبراة في شكل طائرة أو مركبة تسير بعجلات و التي يستسلم الطفل بسببها لرغبة اللعب و يتناسى الدرس، أما عن الصور على أغلفة الكراريس و حافظات الأوراق فقالت أن التلميذ سرعان ما يتعود عليها و لا تصبح تثير فضوله و تجذب انتباهه كما في أول يوم، حيث تصبح جزء من الديكور الذي يتعود عليه مثلما يتعود على الصور المزيّنة لجدران القسم.و انتقد الكثير من الآباء الذين تحدثنا إليهم ظاهرة صور الإغراء و التعري التي اقتحمت أغراض التلاميذ من باب نجوم المسلسلات الغربية و ما يصاحبها من صور للقلوب و شعارات الحب. و أكد البعض رفضهم تلبية صغارهم في اقتناء الأغراض الحاملة لمثل هذه الصور و تذكيرهم لهم بأنهم ذاهبون إلى مدرسة و ليس لقاعة سينما على حد تعبير أحد الآباء الذي خرج من مكتبة بحي بن مليك و هو مثقلا بأدوات أطفاله. و أضاف معلقا "يكفيهم ما طبع على ملابسهم و ما يشاهدونه على الشاشة، و ساعة الجد لا بد أن تخصص للجد".و إذا كان هذا رأي بعض الآباء فإن ثمة من يتعمدون اقتناء مثل هذه الأدوات لصغارهم و ينتقون أغلاها بكل فخر من باب إشباع و تحقيق أحلام طالما راودتهم و هم صغارا لكن الظروف لم تساعدهم حينها لأسباب أو لأخرى فراحوا يحققونها مع أطفالهم دون شعور منهم على حد تقدير النفسانية سكينة روابح.