البيروقراطية أفشلت برنامج إنجاز 20 مركزا لمكافحة السرطان وجه البروفيسور الوافي الجيلالي عميد أطباء مكافحة السرطان في الجزائر ورئيس اللجنة البيداغوجية، نداء لجميع السلطات في كل المستويات للتكفل السريع ببرنامج رئيس الجمهورية الذي أقره سنة 2006 والمتعلق بإنجاز 20 مركزا لمكافحة وعلاج السرطان عبر ولايات الوطن على أساس أن ينتهي البرنامج سنة 2011، ولكن لم ينجز منه سوى مركز واحد هو الموجود بمسرغين بوهران، بينما تبقى الولايات الأخرى تنتظر. وقال البروفيسور الوافي الجيلالي، في ندوة صحفية أعقبت إشرافه على افتتاح ملتقى وطني للأطباء المختصين في علاج السرطان والمتمحور حول "تحيين المعلومات المتعلقة بالأدوية الجديدة لعلاج السرطان"، أن المنظمة العالمية للصحة تؤكد أنه يجب أن تكون مصلحة لمكافحة السرطان لكل 50 ألف نسمة ومصلحة للعلاج بالأشعة لذات المرض لكل 100 ألف نسمة، ولكن في الجزائر يوجد حاليا مصلحة واحدة لعشرة ملايين نسمة، بينما يبقى 19 مركزا غير منجز، و أن 4 مشاريع انطلقت الأشغال بها وتوقفت في عدد من الولايات. و أشار المتحدث إلى أن المشكل الأساسي هو بيروقراطية الإدارة وانعدام المتابعة لهذه المشاريع التي كان من المنتظر أن تكون عملية قبل نهاية 2011، خاصة وأن الغلاف المالي متوفر والإمكانيات البشرية المتخصصة والكفاءة موجودة. و أشار لوجود 440 طبيب مختص في علاج السرطان في الجزائر منهم 200 بدرجة بروفيسور، وأغلبهم تلقوا تكوينات معمقة في الخارج فيما ينتظر تخرج دفعة هذا العام متكونة من 100 طبيب ليلتحقوا بهم ولكن الهياكل كما قال منعدمة مما يعيق عملية توجيه هؤلاء الأطباء. و أكد الدكتور الوافي، وجود عشرات شبه الطبيين المتخصصين في التحكم في أجهزة العلاج الإشعاعي وأغلبهم شبه عاطلين عن العمل لمختلف الأسباب أبرزها انعدام الأجهزة أو تعطلها، منها على وجه الخصوص المصلحة الموجودة بالمستشفى الجامعي بوهران التي لا تستقبل حاليا المرضى بسبب أشغال الترميم، وقبلها بسبب تعطل الأجهزة رغم أنها تستقبل المرضى من كل الجهة الغربية وبعض مرضى الولايات الأخرى. أما فيما يخص أدوية مرضى السرطان، فأكد البروفيسور الوافي أنها متوفرة ولم تعد تشكل عائقا أمام العلاج، مشيرا إلى أن الإحصائيات الرسمية تؤكد وجود 40 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا في الجزائر وهذا الرقم حسب المتحدث يمكن أن يكون بعيدا عن الواقع، و قال " يمكن أن تتعدى الحالات الجديدة سنويا 100 ألف ". وانتقد البروفيسور السياسة الحالية الرامية لتكثيف الكشف المبكر عن السرطان، مفضلا تغيير الإستراتيجية نحو إنجاز الهياكل للتكفل السريع بالمرضى الحاليين ومنها يمكن العودة لعملية الكشف المبكر، متسائلا " ما الفائدة من كشف مبكر دون وجود هياكل للتكفل المباشر بالمريض". ولم يستبعد البروفيسور أن يساهم المركز الوطني لمكافحة السرطان الجاري إنجازه في وهران بنسبة تقدم أشغال ب 50 بالمائة، في تقليص المشاكل المتعلقة بنقص الهياكل.