بوتفليقة يستغرب الأحادية الأوروبية في السوق الغازية دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الإثنين إلى ضرورة مواصلة الاستراتيجيات الغازية التي ترتكز على المدى الطويل قصد تطوير مشاريع غازية جديدة. و قال رئيس الجمهورية في رسالة إلى القمة الثانية للبلدان المصدرة للغاز المنعقدة في موسكو قرأها نيابة عنه رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، "إن هيكلة السوق المبنية على أسس طويلة الأجل هي التي دفعت بل و عززت التطور المذهل لاستهلاك الغاز خاصة في أوروبا و آسيا مع التقاسم العادل للمخاطر بين المستوردين و المصدرين". و بعد أن ذكر بأهمية الدور والمسؤولية التي قامت بها الدول المنتجة للغاز في تموين السوق الدولية، أوضح بأن استقرار وأمن الإمداد وتزويد الأسواق يجب أن يستند على عوامل توفر وتحافظ على الاستقرار، مشيرا في هذا السياق إلى أن رؤوس الأموال الواجب استثمارها في تطوير صناعة الغاز لضمان الطلب العالمي المستقبلي هي مبالغ كبيرة. و لهذا يضيف رئيس الجمهورية ينبغي على الدول المصدرة للغاز أن "تستمر في هذا الاتجاه وبروح من التعاون المؤدي إلى تطوير مشروعات غازية جديدة" مستغربا في هذا الشان نهج "الأحادية" الذي يرغب في اعتماده بعض الفاعلين خاصة أوروبا بدون تشاور مع الدول المنتجة متسائلا عما إذا كان هذا التصرف "سيخل بهذه التوازنات التي بنيت بعقلانية ويؤثر بصفة دائمة على هذه المشاريع". و عند تطرقه إلى السياق الدولي أفاد رئيس الجمهورية انه يتسم بنفس الشكوك التي طبعت قمة الدوحة في 2011 و التي "لا تزال تثير مخاوفنا" وذلك لان تطور النمو الاقتصادي على المستوى العالمي لا يزال هشا وموزعا بشكل غير متساوي مما يجعل "استمرار تأثير الطلب على الغاز قائما في العديد من البلدان الصناعية وخاصة أوروبا". إن هيكلة السوق الغازية و عناصرها تفرض -يقول رئيس الجمهورية- تشاورا دائما خاصة بين المنتجين والمستهلكين بهدف تطوير هذا المورد الطاقوي النظيف الذي يشكل مرحلة انتقالية بين الطاقة التقليدية والجديدة. وبهذا الشأن عبر رئيس الدولة عن قناعته بان هذه القمة "ستكون فرصة لتبادل وجهات النظر حول كل الانشغالات التي نتقاسمها". مؤكدا بهذا الصدد إرادة البلدان المنتجة و المستهلكة في "تثمين المصالح الأساسية لجميع المتعاملين الاقتصاديين على السواء". كما أكد الرئيس بوتفليقة في سياق متصل، أن استقرار وانتظام واستمرار الصناعة الغازية تعد إحدى أولى اهتمامات المنتدى. و قال رئيس الجمهورية "إن من أولى اهتمامات منظمتنا - في ظل هذه التغيرات - استقرار وانتظام واستمرار هذه الصناعة الغازية". وجدد بوتفليقة عرض الجزائر لاحتضان مقر المعهد المشترك للغاز وهو اقتراح قدمته الجزائر و تمت المصادقة عليه في القمة الأولى التي عقدت في 2011 بالدوحة (قطر). و يضم منتدى الدول المصدرة للغاز إضافة إلى العراق والإمارات العربية أحدث عضوين، كلا من الجزائر و بوليفيا و مصر و غينيا الاستوائية وإيران و ليبيا و نيجيريا و قطر و سلطة عمان و روسيا و ترينيداد و توباغو و فنزويلا.