عصابات تزرع اليأس بتعميم شبهة الفساد في الجزائر فتح وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة تحقيقا معمقا حول نشر صور لمسؤولين و شخصيات معروفة ( إدارية ، فنية ، رياضية ، رجال أعمال ... ) بغرض الإساءة و التشويه من طرف مجهولين ...هذا الخبر الذي نشرته جريدة النصر في عددها الصادر أمس الأول ، ليس عاديا، و لا يجب أن يكون كذلك . فهذا يعكس طبيعة نمو الإجرام و الانحلال الخلقي و الاجتماعي ، الذي بات يقتضي مواجهة صارمة من قبل العدالة أولا و المصالح المختصة المطالبة بجهد و حس و استشراف أكبر. لأن هذا الداء استفحل و انتشر بشكل بات يهدد أركان المؤسسات . وبات " المجرمون " يزرعون شرورهم فيما يشبه سياسة الأرض المحروقة ، على قياس أن تعميم تهمة الفساد ، من شأنه أن يغطيّ على المفسدين و المجرمين الحقيقيين و من ثمة على قياس : " المصيبة إذا عمّت خفّت ". العربي ونوغي مخطئ من يعتقد بأن ما يحصل حاليا من تسويد و تشويه و تعميم لشبهة الفساد هو حوادث معزولة أو لأغراض فردية و لو من باب تصفية الحساب أو من باب الانتقام بسبب تحقيق أغراض أو مكاسب أو مصالح معيّنة ... ما يحدث في كثير من جوانبه و وقائعه ، يندرج في إستراتيجية ضبطت بدقة متناهية ، لأهداف محدّدة ، حتّى و إن كان منفذوها أحيانا ، هم بدورهم من ضحاياها ، أي من المغفلين الذين استدرجوا ، ربّما عن حق أو مغالطة و تغرير دون أن يدركوا بأنهم بتصرفاتهم ( و عن جهل ) و بادعاءاتهم إذا كانت غير مؤسسة أو باطلة ، يسهمون بشكل أو بآخر في نشر الإجرام و توسيع مساحاته و تعميم أهداف تصبّ في نهاية المطاف في إستراتيجية مقصودة و مرسومة مسبقا من قبل مخابر بذاتها لأهداف محدّدة بذاتها ، أبرزها : إعطاء صورة قاتمة على أن لاشيء بقي صالحا في الجزائر . و أنّ كل الجزائريين أصبحوا مفسدين . و أنّ كل المسؤولين سرّاقا و مرتشين . و لا أحد بقي منهم نظيفا . صورة رسمت معالمها بدقة متناهية . و " طبخت " بدقة أيضا متناهية . وما تنشره المراصد الأجنبية التي تعطي صكوك الغفران ، وترتّب البلدان و تصنّفها كيفما شاءت في الديمقراطية وحقوق الانسان ، وفي درجات النظافة و الفساد ، سوى دليلا قاطعا على أن الحملات المتتالية و شبهات السرقة و الفساد التي باتت توزّع مجانا، و تلصق بكل الإطارات الجزائرية من وزراء و ولاة و مسؤولين و منتخبين و سياسيين و ضباط عسكريين ومديرين و حتى بأبسط المواطنين ... لا يمكن أن تتم بمعزل عن مخططات تلك المراصد الأجنبية التي تعمل و فق أهداف و أجندات معلومة و أخرى غير معلومة ، قد تظهر خلفياتها لاحقا... [ يخربون بيوتهم بأيديهم ... ] المؤسف أن هذه المخططات تنفذ بواسطة مغفلين و " عملاء " من داخل بلادنا ، و لا أقول جزائريين ، لأنّ من فيه ذرة وطنية و جزائرية أو عقيدة دينية ، لا يمكنه بأي حال أن ينساق دون علم أو إثباتات و أدلّة قاطعة إلى منطق المجرمين . و يندرج فيمن جاء فيهم القول الكريم " يخرّبون بيوتهم بأيديهم ..." قد أفلح المجرمون ( طبعا إلى حين ) ، في إعطاء صورة سوداوية عن الجزائر (! ؟ ) بتواطؤ الذين أتعفّف عن ذكرهم مجدّدا . هم يروجون و يرسمون صورة قاتمة منفرة لكل راغب في الاستثمار أو الاستقرار في الجزائر ، على أن البلد لم يعد أهلا و مكانا للاستثمار . و أنّ كل مسؤوليه و مسيّريه سرّاقا . بكلمة واحدة : أنّ الجزائر بلد للمفسدين تماما كما فعلوا و روّجوا في أزمة التسعينيات بأنّ كل الجزائريين جنحوا إلى العنف و باتوا جميعا قتلة و مجرمين و إرهابيين . و عانينا نحن الجزائريين و الجزائر جميعها من شرورهم و كيدهم و ظلمهم و دسائسهم ، لكن الله نصرنا على القوم الكافرين من كل عواصم التواطؤ و فلول الفتنة . فهدانا جميعا إلى الصراط المستقيم ، و أذقناهم درسا جزائريا مازال ينغّص قلوبهم و يعكس فشل مخططاتهم كما فشلوا من قبل . هم اليوم يحاولون العودة من باب " الفساد " . الأمر لا يحتاج إلى علم السماوات و الأرض لفهم مخططاتهم و سعيهم إلى تفويت كل فرص الاستثمار و الاستقرار في الجزائر فبعد هزيمتهم النكراء و الدرس الذي لقنه لهم جيشنا و قوات أمننا العتيدة في تيقنتورين يحاولون اليوم تضييق الخناق علينا من باب الاقتصاد و الاستثمار ، و تفويت فرص جاهزة عن رأس المال و الشركات الاستثمارية في الجزائر . فلو أخذنا بلدانا توصف بالسياحية و قبلة السوّاح عادة ، فإنّ ظروفها الأمنية غير مستقرة ، وهذا يعني أنّ فرصة استرجاع " القارة الجزائرية " لسوّاحها و نهضة قطاعها السياحي سانحة ، وهو ما يعملون ضده و يسعون إلى تفويت هذه الفرص . وكذلك الأمر في القطاعات الأخرى . لكنّ أكثر " المغفلين " لا يفقهون و لا يعلمون . تقريبا إن الجزائر حاليا ، هي البلد العربي الوحيد الذي يغوي باستقراره و بعوامل إغراءاته الاستثمارية ... و الفاهم يفهم . [ لن نكون كالنعام .. ] نحن لا نغطي الشمس بالغربال . و لن نفعل كما النّعام ، بِخَزْنِ رؤوسنا و عقولنا في الرمال أو تحت أذرعنا . ثمة فساد . و ثمة مفسدون . قد يكون وقع فسادهم شديدا على الاقتصاد . و له ألمٌ كبير و نتائج سلبية متعددة ، على الوطن و سمعته و اقتصاده ، و على الجزائريين أنفسهم . و هذا موجود و يحدث في كل بلدان العالم ، و منذ بداية التاريخ ، على اختلاف طبيعة البلدان و السرّاق أنفسهم . لكن العدالة و مصالحها و أعوانها وُجِدوا أيضا لملاحقة و ردع مثل هذه الخلائق و الأصناف من المفسدين و المنحرفين و المتعدّين ... و مع ذلك فإنّ عدد السرّاق و المفسدين ، ليسوا الأغلبية ، و لن يكونوا الأغلبية . ثمة مسؤولون و مسيّرون في مختلف درجات المسؤولية مفسدون و سرّاق أغوتهم أنفسهم بمدّ أيديهم إلى المال العام و إلى ما ليس لهم فيه حق . أي أعماهم الشيطان و سوّلت لهم أنفسهم بالانحراف ، لكن مع ذلك فهم أقليّة ، و ليس من الصواب أو من العدل و الحق أن يعمّم الاتهام للزجّ بكل " النظاف " و المخلصين و الذين أفنوا أعمارهم و شبابهم و أحرقوا أعصابهم دفاعا عن وطنهم و مؤسساتهم و إداراتهم . و قد يخطئون أحيانا من باب الاحتمال و حسن نية التقدير ، لكنهم لم يسرقوا و لم يُفسدوا و تصدّوا لكل الضغوط و المساومات و " الشانطاج " دفاعا عن المال العام ، و عن حماية مؤسساتهم و إداراتهم و ولاياتهم و وزاراتهم و جامعاتهم و شركاتهم و هيئاتهم و أجهزتهم ، من السرّاق و الطامعين بغير حق فيما ليس لهم فيه متاع حق . [ سُودُ الأفعال من سُودُ القلوب ] عمليات التشويه تستهدف أساسا الإدارات و المؤسسات العمومية ، و تحديدا مسؤوليها و مسيّريها . في السنوات الأخيرة ، و على الخصوص في الأشهر و الأسابيع الأخيرة تزايد عدد حمّالات الحطب و كميات الرسائل المجهولة و الوشايات الكاذبة . و تكاد لا تمنع إدارة أو مؤسسة واحدة من زيف و افتراءات " كتّاب الظّلم " و رسائلهم المجهولة التّي لا تقدم دليلا واحدا و إثباتا أو برهانا واحدا على ما يكتبون و يدّعون و يتهمون . لذلك قلنا في بداية هذا الموضوع بأنّ الهدف هو محاولة تشويه الجميع و تحطيم كل الصور الجميلة و النظيفة للإدارات و المؤسسات الناجحة و للمسؤولين و المسيّرين " النظاف " . و أنّ الفساد شمل الجميع و لم يعد هناك مخلص واحد في هذا البلد ؟ !. بالتأكيد هذه محاولات باطلة و فاشلة . لأنّ الحقّ بَيِّنٌ و الباطل بَيِّنٌ . و هم أقرب إلى ما جاء في قول العزيز : " و لا تلبسُوا الحقّ بالباطل و تكتُمُوا الحقّ و أنتم تعلمون " ( الآية 42 / البقرة ) . لكن سُودَ الأفعال من سُودِ القلوب : " في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ... " ( الآية 10 / البقرة ) . [ اتهامات بالجملة من منطلق : تشويه الجميع ] لقد استهدفت حملاتهم و اتهاماتهم قضاة وجنرالات و وزراء و مسؤولين سامين و منتخبين و ولاة في مختلف القطاعات و درجات المسؤولية ، الذين استهدفتهم و شملتهم ب " صيغة الجملة " حملات التشويه و الأكاذيب و الافتراءات ، من خلال الرسائل المجهولة و دسائس الليل ... لكن لم تتوفّر تلك الكتابات و الأقوال و الاتهامات طبعاً في غالبيتها عن دليل إثبات واحد أو برهان أكيد ممّا يجعلها أقرب إلى " مزابل التاريخ " و عذاب ضمائر أصحابها في الدنيا في انتظار عذاب الله و هو نعم الوكيل . قولي هذا لا يجب أن يُفهم خطأ بأنني " أُبَيِّضُ " و أنزّه الجميع أو أساوي بينهم في الإخلاص و النزاهة و لكنّي أردت القول بأنّ كل " شاة تعلّق من رجلها " . قد يكون من بين الذين ذكرتهم فاسد أو فاسدون ، لكن بالأكيد أنّ الأغلبية نظيفة ، نظافة الذئب من دم يوسف عليه السلام ، رغم اتهامه من قبل إخوته . و إنني من الذين يرفضون التعميم ، سيما إذا كان شرا و باطلا . [ أهداف جديدة للمغرر بهم ] في الأشهر و الأسابيع الأخيرة اختار " العملاء " و المجرمون في رسائلهم المحمّلة بالتضليل و الافتراءات و الأكاذيب الملفّقة ، حملاتهم ضد وسائل الإعلام العمومية دون استثناء من تلفزيون و وكالة الأنباء و مطابع و صحف و إذاعات و وكالة الإشهار ... الخ . و إن كنت هنا غير مفوّض للتعليق أو للتوضيح أو للردّ و الدّفاع عن تلك المؤسسات ، فإنّ إدراج جريدة النصر ضمن القصف و حملة التشويه و إنطلاقا من منصب المسؤولية الّتي أتحمّلُها كمسؤول أوّل على رأس هذه المؤسسة و ما يحدث فيها من تسيير و رقابة و مواقف ، دفعتني إلى كتابة أسطر معدودات ، من باب أنني " لست نائما على أذني " . من عادتي أن لا أعطي أهمية أو اهتماما لرسالة مجهولة . يكتبها نكرة في مرحاض أو في مقهى أو في " ميستة " أو بأوامر أطراف ما ، لأهداف و خلفيات معيّنة ( ؟ !). فبإمكان أي كان ، أي واحد ، أن يجلس في مكان ما ، و يكتب رسالة ضد فلان أو أي مسؤول و يرسلها لأي كان بعد أن يفتري فيها و يحمّلها ما أراد من اتهامات باطلة و كذب ... و لا يوجد مسؤول واحد بإمكانه أن ينجو من هذا الكيد و هذا الجرم و هذا الاتهام ... لذلك اعتقد بأن المسؤول القوي الإيمان و الصادق السريرة و النظيف الضمير و الجيب و التاريخ و الصافي العقيدة ، لا يُهدِرُ وقته أو يشغل نفسه بمثل هذه الخزعبلات و التشويهات المغرضة ... الله يعلم وأنتم لا تعلمون ... مدير النصر ، الأمازيغي الجذور ، القبائلي الأصل و المنبت و الذي يحمل اسم أكبر و أشجع شهيد في الجزائر و في تاريخ البشرية ، اسم العربي بن مهيدي ( رحم الله الشهداء جميعا ) ابن الشيخ العلامة أحمد و المدوّن لقب أخيه في قائمة المعدمين بسركاجي مع خيرة أبطال و شهداء الجزائر : زبانة و فراج و تيزروين ، و المنتمي لأكبر و أعرق قبيلة بربرية في الجزائر، التي دفعت فاتورة أول تجربة لسلاح النابالم في بلادنا من المستعمر الغاشم ، و هجرت عائلات ونوغي بالمئات و الآلاف إلى مختلف بقاع الدنيا ، سيّما إلى كاليدونيا لأنها رفضت الاستعمار و كانت من أوائل المقاومين للاحتلال الفرنسي ( انظر ما نشرته ابنة العم الدكتورة مليكة ونوغي حول صمود الجزائريين المبعدين إلى كاليدونيا / الأنترنيت ) . إنّ هذا المسؤول البسيط المتواضع ، كان و مازال و سيظل على الدوام إلى جانب المستضعفين و الفقراء و المساكين و المظلومين و ذوي الحقوق و أبناء السبيل . لأنني من الذين تعلمّوا أطفالا على أيدي الوالد ( رحمه الله ) الذي قال عنه الشيخ عبد الحميد بن باديس حين إلتقاه لأوّل مرّة : أين كنت ؟ ، تعلمت عنه و حفظت الآية 274 من سورة البقرة : " الذين ينفقون أموالهم بالليل و النهار سرّا و علانية ، فلهم أجرهم عند ربّهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون " .. من هذه الآية ، قُدنا جريدة النصر أيضا و قياسا إلى التكفل سنويا ، خلال الشهر الفضيل بما لا يقل عن 3000 طفل يتيم و فقير ، و مسكين و من ضحايا المأساة الوطنية .. لم نك نبغ سوى رضا الله و إدخال الفرحة في قلوب المحتاجين . لأننا نسعى أن نكون من الذين يسعون إلى زراعة الفرح . مبادرة استمرت سنوات بدعم المحسنين و أهل الخير ، و لسنا من النادمين . بل أكثر من ذلك فلقد استحسن وزير الاتصال الحالي تلك الأعمال و استغرب توقيفها خلال المعرض الأخير " ذاكرة و انجازات" داعيا إلى استئنافها ، و إن كان هذا لا يرضي الذين في قلوبهم مرض ، فهذا شأنهم ... سنتواجد على الدوام بإذن الله و بعزّة الوطن في مقدمة صفوف الذين يحملون الجزائر في قلوبهم و أكبادهم و عقولهم و سلوكاتهم و ممارساتهم الخالصة لله و للوطن و للضمير و للتاريخ منذ آلاف السنين . أوفياء لكل الأوفياء لهذا الوطن الذي هو خير نعمة أنعم الله بها على الجزائريين بأن خلقنا جزائريين . و أوفياء لتاريخ عائلة ونوغي المشرق، دون مزايدة أو تنابز أو تصغير أو تقزيم لتاريخ المخلصين الآخرين و هم الأكثرية و لو كره الحاقدون الذين يقلقهم تاريخ آبائهم و أجدادهم و سلوكاتهم ، فانساقوا إلى ما لا يرضاه الله ، من باب أن تعميم الكذب و التشويه يخفف أحزانهم و معاناتهم . [ لا يضر القوافل نباح الكلاب .. ] يقول الله العلي القدير في كتابه المرقوم : " .. و ليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البرّ من اتقّى ، و أوتوا البيوت من أبوابها و اتّقوا الله لعلكم تفلحون " ( 189 / البقرة ). لقد أصبح مألوفا ، كلّما توجّت جريدة النصر باستحقاق أو تكريم أو جائزة تقدير، إلا و بادر أصحاب الرسائل المجهولة إلى مهاجمتنا و ضرب مختلف إطاراتها بأبشع الأوصاف ( ؟ !). حين أدرجنا معهد " ايمار " الفرنسي في عملية سبر على رأس الجرائد العمومية تأثيرا في الرأي العام و في الرتبة الرابعة وطنيا بالنسبة للصحافة الوطنية ( خاصة و عامة) خرجت علينا جريدة محلية ، من باب أخلاق المهنة و الاحتراف أن لا نذكرها ، بأن غالبية الصحف العمومية يقودها جنرالات ؟. و لما وضعنا مرصد أمريكي في دراسة حول مواقع أبرز الجرائد المؤثرة و الأكثر احترافية في العالم من بين ال 200 مؤسسة إعلامية الأولى في العالم ، هبّ الذين " في قلوبهم مرض .." و حسد و غيرة إلى عادتهم في التشويه و الكذب لتخفيف صدمة قلوبهم ... و كذلك فعلوا حين اختارتنا موبيليس ضمن مكرميها لعام 2012 بعنابة و سيفعلون بالتأكيد كلما حققنا نجاحات أو تكريمات أو تتويجات قادمة . لذلك قلت لا تهمّنا " أمراضهم " ، فلا يضّر مرور القوافل نباح الكلاب ، و لا يمكن أن يدوم الكذب طول الوقت . لأنّ الزبد سيذهب جفاء بالتأكيد . و أمّا ما سينفع مؤسسة النصر و عمّالها و صحافييها و قراءها فهو الذي نعمل من أجله و نسعى إلى تطويره و تنميته و تحسينه و الأرقام تشهد عن المكاسب المحققة و النموّ المتواصل بكل شفافية و نزاهة و إخلاص و تضحيات و تزكيات . [ إلى المكلفين بالإثم و العدوان.. ] الرسائل المجهولة الموجّهة ، على الأقل إلى النصر تحمل بطلانها بين أضلعها. و تعكس هشاشة محتواها ، لأسباب كثيرة منها : أولا : مادام المكلف بالإثم ( باعثها أو باعثوها ) إلى مختلف الجهات ، في انتظار إرسالها إلى الأممالمتحدة و مجلس الأمن ، واثق ممّا كتبه بالدلائل ، المفروض أن يسلم ملفّه إلى الجهات المخوّلة قانونا ، لكن قبل ذلك عليه أن يمتلك شجاعة التوقيع و ذكر اسمه فهو متأكد من اتهاماته ؟ !. ثانيا : عليه أن يعلم ، بأن عدم التبليغ عن جريمة أو السكوت عنها ، و هو يعلم بالتفصيل كل ما " كذب " عفوا ما كتب أو أوحي إليه بكتابته ، يصبح شريكا في الجريمة ؟ !قديما يقولون : يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدوّ بعدوّه . بتعبير أبلغ : " إن لم تستح فافعل ما شئت " . يحزنني قولهم و اتهاماتهم ، ولكن كتبت هذا الموضوع ، لأنه يحزّ في نفسي تواطؤ أمثال هؤلاء في تشويه المؤسسات الوطنية وصورة الجزائر و إعطاء الوهم بأنّ الفساد في كل القطاعات و على جميع المستويات ... حسبي الله و نعم الوكيل . لقد قال الله الشديد العقاب : " و لا يحزنك قولهم ، أن العزّة لله جميعا ، و هو السميع العليم " ( الآية 65 / يونس ) و في الآية 41 قبلها قال الوكيل العليم : " و إن كذّبوك فقل لي عملي و لكم عملكم . أنتم بريئون ممّا أعمل و أنا بريء مما تعملون " . نسوق لكم الآيات لعلّكم تتقون . ع / ونوغي " إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السماء " ( الآية 5 / آل عمران) . وقال أيضا : " و اتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا. و لا يقبل منها شفاعة و لا يؤخذ منها عدل و لا هم ينصرون " ( الآية 56 / البقرة ) . بقي أن نذكّر الذين ظلموا و أوكلنا أمرهم و شرّهم إلى الله ، فهو نعم الوكيل ، بأنّ الله معنا ، و إن ينصرنا الله فلا غالب لنا ، لأنّنا صادقين ، مخلصين ، نزهاء نظاف التاريخ و العقيدة و الوطنية و الجيب . أبواب النصر مفتوحة بإذننا أو بغير إذننا لمن يريد أن يطمئن قلبه ( ... ) ماعدا ذلك ، فإنّ الذين أعمتهم الحياة الدنيا و التهافت ، نقول بأنّ الأبواب مغلقة و أحكمنا غلقها منذ سنوات في وجوههم، لأنني أقود مؤسسة عمومية بإطاراتها الكفأة و النزيهة و المخلصة ... و لقد باءت محاولات زعزعتها المتكررة بالفشل ، لأنني لا أستجيب إلى الضغوط و لا إلى الأطماع و لو من باب الرسائل المجهولة و الوشايات الكاذبة ، لأنني أؤمن بأن شفافية التسيير تقوم على الأرقام و مراقبة الهيئات و المسؤولين المباشرين و الضمير ... ماعدا ذلك فأني أرمي في سلة القمامة ، الرسالة و صاحبها .