الجوهرة السياحية بقالمة تتعرض للتصحر و تغرق في أكوام من النفايات حمام دباغ بقالمة الجوهرة السياحية التي وهبتها السماء أهم مورد طبيعي على وجه الأرض الماء العذب الزلال و الساخن الذي يتدفق من أعماق الأرض بلا توقف مشكلا شعابا و أودية صغيرة لا تتوقف عن الجريان باتجاه سيبوس العظيم تاركة مدينة الأحلام تعاني من التصحر الذي شوه وجهها الجميل و جعلها أقرب إلى قرى الجنوب الغارقة في رمال الصحراء. أشواك و نفايات في كل مكان حتى حديقة الشلال الشهير أصابتها عدوى التصحر الذي طال المدينة الجديدة ،البساتين التي أصبحت تسمى "كارطي الساشيات" و طال التصحر أيضا محمية العرائس ، حديقة بولفريخات ، أحياء عين بن نعمان ، الملية، 17 أكتوبر القديم لا أثر للفضاءات الخضراء باستثناء حديقة صغيرة بالمخرج الشمالي للمدينة و حدائق المركب السياحي. هذا هو حال الجوهرة السياحية حمام دباغ التي ظل سكانها يحلمون بدبي صغيرة على ضفاف السد العظيم و الوادي الكبير و ظلوا يحلمون حتى استفاقوا على دمار كبير تصحر، نفايات، أشواك و خرسانة مسلحة تزحف بسرعة رهيبة على بقايا محمية العرائس التي ظل سكان المدينة يطالبون بحمايتها من الزحف العمراني الرهيب و جعلها فضاء أخضرا على مدار السنة بالنظر إلى توفر الطاقة المائية القادرة على سقي المدينة بأكملها و بعث الروح في حدائقها التي باتت مهددة بالموت عطشا و اعتداء بالخرسانة المدمرة لكل اخضر جميل. "كارطي الساشيات" بقلب مدينة حمام دباغ و كان سكان المدينة يعلقون آملا كبيرة على مصالح الدائرة و المجلس الشعبي البلدي الذي يضم طاقات شابة يتوفر البعض منها على خبرة طويلة في تسيير البلديات و قطاعات حيوية لكن الوضع زاد تعقيدا و فقدت المدينة مواصفاتها السياحية الجميلة بالرغم من المحاولات اليائسة التي تقوم بها فرق النظافة بالمدخل الرئيسي للمدينة و على امتداد الطريق المؤدي إلى ساحة الشلال و ما دون ذلك نفايات و أشواك و بقايا البناء في كل مكان حتى محمية العرائس لم تسلم و تحولت إلى مركز لردم بقايا البناء في تحد صارخ لقوانين البيئة و العمران كما يقول سكان المدينة ،الذين عبروا عن أسفهم الشديد للفوضى التي آلت إليها الجوهرة السياحية التي لم تعد تسعد زوارها إلا في فصل الربيع عندما تنوب السماء عن الجميع و تبعث الروح في الصحراء القاحلة من جديد. و يرى المتتبعون لشؤون الجوهرة السياحية بأن لا توجد نظرة مستقبلية بعيدة المدى لتطوير الفضاءات السياحية و أحياء المدينة و خاصة الواقعة منها بحزام الفقر و المعاناة الممتد من عين بن نعمان إلى الملية و أحياء بوروح و بلهوان ،التي مازال بعض سكانها بدون ماء و غاز و طرقات و صرف صحي. و يطالب سكان المدينة الجديدة البساتين بتدخل ديوان الترقية و التسيير العقاري و مديرية التعمير و البناء لتنظيف و تهيئة الفضاءات العامة و زرع العشب الطبيعي و غرس الأشجار و أزهار الزينة و سقيها و حمايتها من الاعتداء الذي طال حتى العمارت السكنية العمومية.