وفرة منتوج الحبوب لا يعني وقف الاستيراد أكد وزير الفلاحة و التنمية الريفية رشيد بن عيسى أن الموسم الفلاحي الحالي عرف قفزة نوعية في إنتاج الحبوب عبر معظم ولايات الوطن بفضل التدابير المتخذة لدعم وتشجيع إنتاج الحبوب، ولكن هذا لا يعني حسب الوزير أن الجزائر وصلت للاكتفاء الذاتي فيما يخص إنتاج الحبوب، فالاستيراد كما أضاف سيستمر خاصة بالنسبة للقمح اللين الذي لم يصل إنتاجه للهدف المطلوب. وأوضح وزير الفلاحة في تصريح للنصر، أن ولاية تيارت تعتبر رائدة وطنيا في إنتاج الحبوب بمختلف أنواعها القمح الصلب واللين والشعير، وأن منتوجها اللذي بلغ حوالي 5 ملايين قنطار من الحبوب يمكن مضاعفته في ظرف قصير إذا تم الاعتماد على السقي التكميلي الذي ستدعمه الدولة ب 50 بالمائة وتبقى ال 50 الأخرى يدفعها الفلاح من منتوجه الذي سيتضاعف، علما أن هذه التقنية الجديدة في السقي ستطبق بولاية تيارت لتكون ولاية نموذجية وطنيا وستوسع على كل جهات البلاد خاصة بالمناطق المنتجة للحبوب، حيث تشير الدراسة التي أنجزت من حوالي سنة من طرف خبراء بوزارة الفلاحة، إلى أن السقي التكميلي الذي يتطلب إمكانيات كبيرة قد تكون عبارة عن طائرات صغيرة الحجم للرش، تصل كلفته إلى 150 مليون دينار لتطبيقه على مساحة محدودة . وأوضح الوزير أن السقي التكميلي هو التقنية الوحيدة الكفيلة بتوفير كميات كبيرة من مختلف الحبوب للوصول للاكتفاء الذاتي مستقبلا. كما تجدر الإشارة أن إنتاج الحبوب هذا العام تراوح مابين 1 مليون قنطار و مليوني قنطار في كل ولاية عبر الوطن ما عدا تيارت التي حققت قفزة كبيرة. ولكن حسب بن عيسى فإن القمح اللين لازال بعيدا عن الطموحات حيث سيتواصل استيراده، وفي هذا الصدد قالت مصادر إعلامية أن الجزائر تستورد ما يقارب 80 بالمائة من حاجياتها الإستهلاكية من الحبوب خاصة وأن الجزائريين يستهلكون الخبز بشكل كبير جدا، حيث أوردت بعض الدراسات أن ما يفوق 70 مليون خبزة تستهلك يوميا بالجزائر، مما يجعل مسألة الاكتفاء الذاتي لا زالت بعيدة الأمد، خاصة وأنه في حالة ما إذا تم تطبيق السقي التكميلي فإن تضاعف الإنتاج سيرى النور بعد 3 سنوات مما سيقلص نوعاما من فاتورة الإستيراد التي وصلت السنة المنصرمة 2,11 مليار دولار. وعلى صعيد آخر، نفى بن عيسى أن تكون الجزائر تستورد قمحا فاسدا من الخارج مرجعا سبب إكتشاف قناطير القمح الفاسد مؤخرا إلى سوء التخزين وعدم المتابعة من طرف المعنيين كتهوية المنتوج من حين لآخر، مشيرا أن هذه الكميات تم إستيرادها منذ 3 سنوات وليست جديدة.