ناشد رئيس الوزراء الليبي المجتمع الدولي أمس أن يساعد ليبيا على استعادة الأمن مع سعيها لإنهاء الفوضى السياسية واستئناف تصدير النفط الذي توقف بسبب احتجاجات تضيع على البلاد إيرادات قدرها 130 مليون دولار يوميا. وقال زيدان في مؤتمر في لندن بشأن الاستثمار في ليبيا "إذا لم يساعد المجتمع الدولي ليبيا في جمع الأسلحة والذخائر وإذا لم نحصل على مساعدة لتكوين الجيش والشرطة فسيستغرق الأمر زمنا طويلا جدا". وتابع قائلا "لن يتحسن الوضع إذا لم نحصل على مساعدة حقيقية وعملية". مؤكدا عقب لقائه برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أنه مازال يريد حل الأزمة الأمنية في ليبيا عن طريق الحوار وليس القوة. وتوصلت لجنة إدارة الأزمات بالمؤتمر الوطني العام (البرلمان) إلى اتفاق مع مجموعة مسلحة للسماح باستئناف ضخ النفط من حقل الشرارة الذي من المتوقع أن يبلغ طاقته الإنتاجية القصوى يوم الجمعة القادم. وقال مصطفى صنع الله عضو مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط إن توقف الإمدادات على مدى نحو شهرين أضاع على ليبيا وشركائها الأجانب إيرادات قدرها 7.5 مليار دولار. لكن شركات النفط الغربية التي سعت جاهدة للعمل في ليبيا بعد سقوط القذافي تفقد ثقتها، وقالت شركة "إكسون موبايل" عملاق الطاقة العالمي أمس إنها ستقلص قوتها العاملة وأنشطتها في ليبيا بسبب انعدام الاستقرار. وعلقت "رويال داتش شل" عمليات الحفر وتوقفت عن التنقيب في منطقتين في ليبيا العام الماضي بسبب نتائج مخيبة للآمال وأرجأت شركات أخرى عمليات التنقيب بسبب مخاوف أمنية منذ سقوط نظام القذافي. وقال عمر الشكماك نائب وزير النفط الليبي على هامش مؤتمر الإستثمار في لندن أمس إن من المتوقع بعد استئناف ضخ النفط في غرب البلاد أن يرتفع إنتاج الخام الليبي إلى 450 ألف برميل يوميا مقارنة مع طاقة إنتاجية بلغت حوالي 1.6 مليون برميل يوميا قبل الحرب. وتوقف العمل في أغلب حقول النفط والمرافئ الليبية بسبب إضرابات واحتجاجات من مجموعات مسلحة و نشطاء سياسيين منذ نهاية جويلية ولا يمتلك الجيش الليبي الناشئ أو الشرطة الإمكانات اللازمة للتعامل مع المحتجين المسلحين. وحالف ليبيا بعض النجاح حين أعادت تشغيل حقل الشرارة أكبر حقل نفطي في جنوب غرب البلاد الاثنين الماضي لكن أغلب إنتاج النفط في شرق البلاد مازال متوقفا. ق.د/وكالات