علمت "النصر" من مصدر موثوق من داخل مقر إقامة المنتخب الوطني، بأن المدرب عبد الحق بن شيخة قد التقى بأشباله في اجتماع عملي عقده أول أمس، بحضور كل اللاعبين المدعوين، باستثناء وسط ميدان النادي الفرنسي سوشو رياض بودبوز الذي تأخر التحاقه بالمجموعة. الناخب الوطني الجديد- وبعد اللقاءات الانفرادية باللاعبين- قرر عقد اجتماع بعد الحصة التدريبية لعشية أول أمس بملعب 5 جويلية، وفتح نقاش صريح ودون بروتوكولات، وقد كان الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة جادا وصارما في طرحه، بعد أن أكد بأن المهمة التي تنتظرهم بعاصمة إفريقيا الوسطى حاسمة ومصيرية بالنسبة للنخبة الوطنية في هذه المنافسة القارية. وعوض الاجتماعات الكلاسيكية أين كانت تطرح العديد من النقاط للدراسة والنقاش- سواء تعلق الأمر بالأمور التنظيمية أو التقنية- فضل الجنرال بن شيخة هذه المرة احتكار الحوار الذي كان- حسب مصدرنا- حماسيا وتحفيزيا على طريقة الجنرالات قبل خوضهم المعارك، ليقدم التعليمات الخمس لكومندوس "الخضر" تأهبا لسفارية بانغي، والتي جاءت على النحو التالي حسب ما أفادنا به مصدرنا: = التعليمة الأولى من لا يؤمن بالفوز فلينسحب من الآن الجنرال وفي أول تعليمة أكد بأن الهدف الوحيد من هذه السفرية هو رفع التحدي في وجه تشكيلة إفريقيا الوسطى، وافتكاك نقاط الفوز منها حتى ولو كنا ندرك مسبقا أننا سنواجه المنافس، التحكيم المنحاز، ضغط الأنصار قبل، أثناء وبعد اللقاء، بالإضافة إلى الظروف المناخية الصعبة (الحرارة والرطوبة)... فنحن إذا ذاهبون إلى بانغي من أجل الفوز ولا شيء غيره، ومن لا يؤمن بهذا فلينسحب من الآن. = التعليمة الثانية نحن ننتمي للجزائر التي تنتصر مضمون هذه التعليمة جاء في شكل رسالة مباشرة لتذكير اللاعبين بالروح الوطنية التي تحلوا بها في عهد الشيخ سعدان، والتي كانت وراء تألقهم في نهائيات "كان ومونديال 2010"، مؤكدا بأن تشكيلة "الخضر" تنتمي للجزائر التي تريد دوما أن تنتصر ترفض أن تنكسر، وعليه لا مجال لتصنيف المنافسين والقول بأن هذا منافس صعب وذاك سهل، فكل هذا لا يهم في الوقت الحالي، وأن المهم هو الفوز وتدعيم الرصيد النقطي لضمان تأشيرة المرور والمشاركة في نهائيات الغابون وغينيا الاستوائية. = التعليمة الثالثة الأولوية للأكثر جاهزية بن شيخة ضمن هذه التعليمة رسالة واضحة وغير مشفرة، وكأنه أراد أن يؤكد لهم بأنه لا يعترف بالنجوم والنجومية، وأنه لن يمنح الأولوية في التواجد ضمن التشكيلة الأساسية إلا للعناصر الأكثر جاهزية، ولا يهمه إن كان اللاعب ينشط في أكبر الدوريات الأوروبية، أو أنه شارك في البطولة العالمية، والجديد في خطاب بن شيخة- وعلى غير ما تعود عليه المحترفون في عهد سعدان- أنه لا فرق عنده بين المحترف والمحلي، المهم أنه لا مكان لأي لاعب- مهما كان وزنه وقيمته- في التشكيلة الوطنية إذا لم يكن في المستوى بدنيا، فنيا وبسيكولوجيا، وأنه بالتالي سوف لن يراهن إلى على الأكثر جاهزية، في إشارة إلى بعض المصابين والذين تنقصهم المنافسة. = التعليمة الرابعة أنا المسؤول الوحيد على خياراتي الجنرال ولضمان بداية موفقة مع المنتخب الوطني، فضل توضيح الرؤية ومصارحة أشباله، بالتأكيد لهم من خلال هذه التعليمة بأن عهد الوساطة والتدخل في صلاحيات المدرب الوطني، وفرض بعض الأسماء عليه قد ولى، وذلك بالتأكيد لهم بأنه المسؤول الوحيد على خياراته سواء تعلق الأمر بضبط التشكيلة أو بالخيارات التكتيكية وتحديد الخطة التي سيعتمدها...إلخ. مضيفا بأنه حتى ولو طرحت أية قضية في هذا المجال للنقاش مع مساعديه أو اللاعبين أنفسهم، فإن الكلمة الأخيرة تعود إليه، لأنه في الأول وفي الأخير هو الذي سيحاسب. = التعليمة الخامسة مستعد للتضحية بأي لاعب بن شيخة وللتأكيد على صرامته في العمل وعدم تسامحه مع أي كان، قد يكون بتصرفاته وراء الإخلال بالنظام العام للمنتخب الوطني، أكد في تعليمته الخامسة والأخيرة للكومندوس الذي سيخوض به معركة بانغي، بأنه مستعد للتضحية بأي لاعب مهما كان وزنه ومكانته في المنتخب، من أجل فرض الانضباط الذي يعد في رأيه من بين مفاتيح النجاح في عالم كرة القدم.فعلى الرغم من عدم تعودهم على مثل هذا الخطاب، ورغم الجدية والصرامة التي أبداها في أول لقاء رسمي معهم، إلا أن عنتر يحيى وبقية زملائه- كما أكد مصدرنا- استحسنوا الخطاب المباشر والصريح لمدربهم الجديد، مؤكدين بأن النظرة الأولية التي كانت لديهم بخصوصه والتخوفات زالت كلها، وهو ما جعلهم يعاهدونه وكل الجزائريين على عدم ادخار أي جهد في بانغي من أجل الانتصار ولا شيء غير الانتصار. هذا وكانت آخر كلمة لبن شيخة في هذا اللقاء عبارة عن توجيه في شكل قرار، حيث قال لهم بالحرف الواحد- كما قال مصدرنا-: "أغلقوا آذانكم وركزوا على مباراة الأحد المقبل".