المغرب يعود بفوز من دار السلام ويفرض ضغطا على الخضر فاز المنتخب المغربي ظهيرة أمس السبت على حساب مضيفه منتخب تانزانيا في اللقاء الذي جمعهما بملعب بينجامين مكابا بدار السلام أمام أنظار نحو 25 ألف متفرج، و هي المواجهة التي تندرج في إطار الجولة الثانية، و نجحت فيها " أسود الأطلس " في تمرير الاسفنجة على تعثرها في جولة الافتتاح أمام جمهورية إفريقيا الوسطى، لأن " المغاربة أحسنوا التفاوض خارج الديار، و تمكنوا من إحراز انتصار ثمين نصبهم في صدارة ترتيب المجموعة الرابعة في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة بعد 15 شهرا بالغابون و غينيا الإستوائية. فوز المنتخب المغربي بدار السلام جاء بعد 728 يوما لم يتذوق فيه " أسود الأطلس " طعم الإنتصار، لأن آخر تألق للمغاربة كان قبل سنتين بالرباط عند إستضافة منتخب موريطانيا في ختام الدور الثاني من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى " كان و مونديال 2010 " عندما ضرب الشماخ و رفاقه بقوة و فازوا بنتيجة ( 4 / 1 )، و مرّ بعدها منتخب المغرب بمرحلة عصيبة، و إنتظر مدة حولين ليحرز فوزا يكتسي أهمية بالغة، لأن سفرية " الأسود " إلى دار السلام كانت محفوفة بالمخاطر أمام منتخب تانزاني منتشي بتعادل أحرزه بالبليدة أمام الجزائر، و هي المعطيات التي إنعكست بصورة مباشرة على اللحظات الأولى من مقابلة الأمس، حيث أن التانزانيين حاولوا منذ الوهلة الأولى الرمي بكامل ثقلهم في الهجوم، بالإعتماد على محاولات الجناح الأيمن ماتشيكا، لكن الخطة الدفاعية المحكمة التي إنتهجها المدرب دومينيك كوبيرلي سدت كل المنافذ المؤدية إلى شباك الحارس ناذر لمياغري، الذي تحمل و زملاءه ضغط المباراة طيلة 30 دقيقة، قبل أن يخرج المغاربة نسبيا من قوقعتهم، مع محاولة نقل الخطر إلى منطقة المنافس بالمراهنة على الثنائي الحمداوي و الشماخ، و من خلفهم خرجة، و قد شكل الضيوف خطرا على أصحاب الأرض، و لو أن الحكم الموريسي راجندر أبارساد حرم المنتخب المغربي من ضربة جزاء شرعية في الدقية ال- 38 إثر العرقلة الواضحة التي تعرض لها مروان الشماخ من الحارس جوما داخل منطقة العمليات، قبل أن يتمكن " أسود الأطلس " بعد خمس دقائق من ذلك من هز الشباك بواسطة منير الحمداوي بقذفة على الطائر إستقرت في الركن الأيمن لمرمى الحارس جوما الذي لم يغلق الزاوية جيدا، و ذلك بعد عمل ثنائي ممتاز بين الحمداوي و الشماخ.إحراز الزوار هدف السبق في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول جعلهم يعمدون إلى إنتهاج خطة دفاعية طيلة النصف الثاني من المواجهة، مما صعب من مأمورية التانزانيين في العودة في النتيجة و تدارك الوضع، رغم أن المدرب كوبيرلي أقحم في الدقائق الأخيرة من اللقاء كل من حاجي و العرابي، و هي الخيارات التكتيكة التي كانت لكسب المزيد من الثقة، و محاولة خلط أوراق التقني الدانماركي جون بولسن الذي لم ينجح في إيجاد الحلول الكفيلة بهز شباك المنافس، ليحرز بذلك المنتخب المغربي فوزه الأول في التصفيات، هو الأول له بعد سبع مواجهات رسمية لم يتذوق فيها " الأسود" طعم الفوزتعلى مدار سنتين، ليتصدر بذلك المغرب صدارة الفوج الرابع برصيد 4 نقاط، في الوقث الذي تتقاسم فيه منتخبات الجزائر، جمهورية إفريقيا الوسطى و تانزانيا المركز الثاني بنقطة واحدة، و هذا في إنتظار مباراة اليوم المقررة ببانغي، و لو أن المنتخب المغربي و بفضل إنجازه المهم في دار السلام وجه رسالة مكشوفة المضمون أكد من خلالها على عودته التدريجية إلى الواجهة بعد أزمة داخلية دامت عامين، لأن لاعبيه إستعادوا الروح التنافسية التي إفتقدوها في جميع مبارياتهم السابقة، و هذا في إنتظار الحسم في إشكالية العارضة الفنية، لأن الفرنسي كوبيرلي يبقى المدرب المؤقت، في إنتظار وصول التقني البلجيكي إيريك غيريتس الذي يواصل الإشراف على نادي الهلال السعودي رغم توصله إلى إتفاق رسمي مع الجامعة المغربية، علما و أن اللقاء القادم للمنتخب المغربي سيكون بالجزائر ضد الخضر لحساب الجولة الثالثة من التصفيات، و هي القمة المقررة يوم 25 مارس من السنة المقبلة