القاهرة تراهن على الجزائر للخروج من عزلتها إفريقياً أوفدت القاهرة مساعد وزير خارجيتها، إلى الجزائر، لتحضير الزيارة المرتقبة لرئيس الدبلوماسية المصرية المقررة بداية الشهر المقبل، في وقت تسعى السلطات المصرية لإيجاد سند لها في المنطقة، بعدما حازت على دعم دول الخليج، وقال مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، ناصر كمال أن الجزائر و مصر تمثلان "مركزي ثقل رئيسيين في العالم العربي و في إفريقيا". كشف مسؤول مصري عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية نبيل فهمي، إلى الجزائر في الخامس من جانفي المقبل بدعوة من نظيره الجزائري رمطان لعمامرة. وقال ناصر كمال، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، في تصريح للصحافة بعد استقباله من قبل وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الخميس، إن زيارته للجزائر تندرج في إطار الإعداد لزيارة الوزير فهمي المقررة الشهر المقبل. وأكد الدبلوماسي المصري، أن منظومة الأمن القومي العربي لا تستقيم إلا بحوار، وتنسيق معزز بين الجزائر ومصر، وأنه على الجزائر ومصر "مسؤولية تاريخية" في ما يخص الأمن القومي العربي لاسيما في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة العربية على الصعيد الأمني والسياسي والاستراتيجي. وأشار كمال إلى الملف السوري الذي سماه ب"المأساة السورية" وعملية السلام في الشرق الأوسط، وكيفية مساعدة ليبيا لاستعادة الاستقرار والمضي قدمًا نحو بناء الدولة الحديثة. واعتبر مساعد وزير الخارجية المصري، أن مصر والجزائر تمثلان "مركزي ثقل رئيسيين في العالم العربي وفي إفريقيا". كما نوه إلى أن آليات التعاون بين الجزائر ومصر كاللجنة المشتركة العليا ولجنة المتابعة السياسية "مستقرة"، ولا تستدعي إنشاء آليات جديدة بل تتطلب تعزيز التنسيق والتشاور للاتفاق على خطوات عملية في جميع القطاعات ليس فقط القطاع الأمني.وفي السياق ذاته، أوضح سفير مصر لدى الجزائر، عز الدين فهمي بأن زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي المقررة في الخامس من جانفي القادم، للجزائر تأتي في إطار التشاور والتنسيق السياسي في كافة الموضوعات بين البلدين بالإضافة إلى بحث العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة العربية .وأضاف السفير المصري ، في تصريح لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر، الخميس ، أن مصر حريصة على التنسيق مع الجزائر لكونها دولة محورية في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالقضايا العربية .. مشيرًا إلى أن زيارة الوزير تأتي في توقيت مهم في ضوء الاستحقاقات المصرية المصيرية الحالية والمتمثلة في إقرار الدستور وخارطة الطريق . وأكد السفير عز الدين فهمي أن وزير الخارجية المصري سيسعى إلى دعم التعاون الثنائي وبحث الإعداد للجنة العليا الثنائية المقرر عقدها قريبا بين البلدين .. مشيرًا إلى أنه في هذا الإطار جاءت زيارة السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية المصري للشئون العربية إلى الجزائر والتي تندرج في إطار الاتفاق على تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في وزارة الخارجية. وأبدت السلطات الانتقالية المصرية، رغبتها في تعزيز العلاقات مع الجزائر، ليكون حليفا في شمال إفريقيا، خاصة بعد تردي العلاقات مع تونس، وعدم اتضاح الوضع السياسي في ليبيا، بسبب معارضة الثوار في طرابلس لأي تقارب بين حكومة علي زيدان والسلطات المصرية، وتراهن القاهرة على دعم جزائري لطلب القاهرة رفع التجميد عن عضويتها بالاتحاد الإفريقي.وقال وزير الخارجية رمطان لعمامرة، في حوار للمجلة المصرية "وادي النيل" في طبعتها لشهر ديسمبر، أن ما اتخذه الاتحاد من إجراء "ليس عقوبة وإنما نوع من التدابير الاحترازية لنرى ما سيقدم وما سيحدث وما هي التطورات التي ستلي الحدث الأساسي". و أضاف أن قانون الاتحاد الإفريقي "يقضي بمواصلة الجانب المصري في دفع ما عليه من مستحقات في ميزانية الاتحاد الإفريقي. إذن صفة العضوية موجودة تماما وما حدث هو تجميد للنشاط". وأبرز لعمامرة البعد الاستراتيجي للعلاقات الجزائرية-المصرية مؤكدا رغبة الجانبين في تطوير هذه العلاقات في المرحلة المقبلة و العمل على التنسيق في كل المجالات و في مختلف المحافل الدولية. وقال الوزير "نتطلع لأن تكون (العلاقات الجزائرية-المصرية) في مستوى الدور القومي الذي يجب أن يمارسه البلدان بحكم القدرات والتاريخ والالتزامات والنتائج الملموسة التي حققت في السابق". و أضاف أن "نظرة الماضي تنير المستقبل وتوضح معالم العمل المشترك الذي يجب القيام به بين الجزائر ومصر" مشيرا إلى أن البلدين اتفقا على تبادل الزيارات و على عمل منهجي على مستوى الدبلوماسيين من أجل التنسيق والتشاور و لوضع تصورات مشتركة تعرض بعد ذلك على المجموعة العربية وكذلك الإفريقية.