اتفاق الجزائر و العراق على تبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب و توسيع التعاون إلى الطاقة و النقل اختتم رمطان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية أمس الأحد، زيارته للعراق والتي دامت يومين، تباحث خلالها مع المسؤولين العراقيين حول سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية والمواضيع التي تهم البلدين. و توجت الزيارة بتوقيع لعمامرة مع نظيره العراقي هوشيار زيباري أمس على مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين. وذكر مصدر من الوفد المرافق للوزير لوكالة الأنباء الجزائرية، أن لعمامرة نقل بالمناسبة تحيات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والشعب الجزائري للقيادة العراقية وتمنياته للشعب العراقي الشقيق بمزيد من الاستقرار والأمن والتقدم والازدهار. وتضمنت مذكرة التفاهم للتعاون بين البلدين العمل على إرساء التشاور السياسي الدوري بين مسؤولي وزارتي الخارجية في البلدين وتنسيق المواقف داخل المنظمات الإقليمة والدولية، والتأكيد على التقاء اللجنة المشتركة في أقرب وقت ممكن على مستوى وزيري خارجية البلدين، وكذا على مراجعة و تفعيل الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين الجزائروالعراق بما يخدم المصلحة المشتركة. كما تضمنت مذكرة التفاهم دراسة امكانية التعاون القضائي بين البلدين بالإضافة إلى التعاون والتكامل في مجال الطاقة والنقل والتجارة والاستثمارات المشتركة وتطوير العلاقات الثقافية . كما تم التأكيد على التعاون في مجال مكافحة الارهاب وتبادل الخبرات في هذا المجال بالإضافة الى الاستفادة من تجربة الجزائر في المصالحة الوطنية ونقل هذه الخبرة للجهات المعنية بالمصالحة الوطنية في العراق. و وجه لعمامرة الدعوة لنظيره العراقي زيباري للقيام بزيارة رسيمة للجزائر حيث وافق على تلبيتها وسيتم تحديد تاريخها وترتيبها عبر القنوات الدبلوماسية. وكان لعمامرة قد عقد لدى وصوله إلى بغداد أمس جلسة عمل أولى مع نظيره العراقي زيباري أكد فيها الطرفان على ضرورة دعم العلاقات والمشاورات بين البلدين وتكثيفها من خلال إعادة تفعيل اللجنة المشتركة وتبادل الزيارات القطاعية في المستقبل من أجل الاستغلال الأمثل للطاقات والقدرات المتوفرة لدي البلدين. وكانت المسائل القنصلية ذات العلاقة بوضعية بعض المواطنين الجزائريين في العراق محل اهتمام خاص من الجانبين . كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول القضايا الاقليمية والدولية لا سيما الأزمة السورية تحسبا لترتيبات عقد مؤتمر جنيف 2 . و أعرب الوزيران بالمناسبة عن ارتياحهما لتطابق وجهات نظر البلدين حول ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية والعمل سويا من أجل انجاح الجهود الدولية بهذا الخصوص. من جهة أخرى اتفق الجانبان على تنسيق الجهود من أجل اصلاح وتطوير الجامعة العربية والعمل العربي المشترك خدمة للشعوب العربية وللمواطن العربي. كما اتفق لعمامرة ونظيره العراقي هوشيار زيباري على وضع آلية مشتركة للتشاور بين الجزائروالعراق حول القضايا التي تهم البلدين. واستقبل لعمامرة مساء أول أمس من قبل كل من خضير خزاعي نائب رئيس الجمهورية العراقية ونور المالكي رئيس الوزراء حيث تناولت المباحثات العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية و المواضيع التي تهم البلدين. وسمحت المباحثات بالتأكيد على الإرادة المشتركة للبلدين لإعادة الدفع بالعلاقات الثنائية الى مستويات أعلى وإرساء سنة التشاور السياسي و دعم العلاقات الاقتصادية والثقافية وفي مختلف المجالات الاخرى بين البلدين. كما تم التأكيد على إرادة كل من الجزائروالعراق للعمل من أجل ترقية السلم والأمن والتنمية في المنطقة. وقد استقبل لعمامرة مساء أول أمس ببغداد أيضا، من قبل رئيس مجلس النواب العراقي أسامة عبد العزيز النجيفي حيث تناولت المباحثات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تدعيمها في مختلف المجالات، لا سيما بين المجالس البرلمانية في البلدين من خلال تنشيط مجموعات الصداقة والأخوة من أجل تعزيز التواصل بين شعبي البلدين. و استعرض الجانبان الأوضاع الداخلية مع إبراز الاصلاحات العميقة التي تم تنفيذها في البلدين بالإضافة إلى الأوضاع الراهنة الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجه العالم العربي أمنيا واقتصاديا واستراتيجيا. من جهة أخرى، أعرب الطرفان عن الإرادة المشتركة في تعزيز التنسيق الثنائي على مستوى الجامعة العربية من أجل دعم الجهود الرامية لضمان الاستقرار والأمن والسلم في المنطقة، مع التأكيد على ضرورة مكافحة الخطر الإرهابي الذي يهدد الجميع. يذكر أن لعمامرة يقوم بجولة في المنطقة تشمل العراق ثم الأردن وتدوم إلى غاية يوم غد الثلاثاء، و تندرج في إطار تدعيم العلاقات الثنائية و التباحث حول العديد من القضايا العربية و الإقليمية و الدولية. و سيشارك الوزير في المؤتمر الدولي الثاني لدعم الوضع الإنساني في سوريا المقرر عقده الأربعاء المقبل بالكويت. ق.و