أكتب عن الموت كي أناضل من أجل الحياة والقصيدة رؤيا وليست علاجا محمد الأمين سعيدي، شاعر جزائري صدرتْ له ثلاث مجموعات شعرية هي على التوالي: "أنا يا أنتَ" عن دار الأديب بوهران عام 2008، "ضجيج في الجسد المنسي" عن دار ليجوند بالجزائر عام 2009، "ماء لهذا القلق الرملي" عن دار فيسيرا بالجزائر عام 2011. ومؤخرا وعن نفس الدار، صدر له كتاب جديد بعنوان "شعرية المفارقة في القصيدة الجزائرية المعاصرة". حاول من خلاله أنْ يدرس شعرية المفارقة بتجلياتها المختلفة من خلال بعض النماذج الشعرية التي تتمثّل هذه الظاهرة وتمثّل المفارقةُ في نصوصها ملمحا أسلوبيا واضحا. سعيدي، وإلى جانب الكتابة في مختلف الأشكال الشعرية، يكتب أيضا مساهمات نقدية أدبية متنوعة في المتن الشعري والروائي، وقد أخذ على عاتقه التجريب في كتابة القصيدة بعيدا عن المعياريات الجامدة. متحصل على ماجستير في اللغة والأدب العربي، ويحضر رسالة دكتوراه حول الشعر الجزائري المعاصر. حاورته/ نوّارة لحرش ثلاثة دواوين حتى الآن، كيف تقرأ التجربة كشاعر له رؤية نقدية؟ محمد الأمين سعيدي: يؤرخ الشاعرُ لحياته في تقاطعاتها المختلفة مع الآخرين عن طريق الشعر، لهذا يُحاولُ، وهو يكتبُ قصيدته الواحدة التي تنتهي بموته، ويختلف طولها وعمق دلالاتها من شاعر إلى غيره، أنْ يُعطيَ لكلّ كلمة تصدر منه بعدا إنسانيا يضمن لها بقاءها واستمرارها بعد رحيله عن هذه الحياة وانتهائه البيولوجيّ جسدا من تراب. من هذه الزاوية أقرأ تجربتي ودواويني الشعرية، لأنّ كل واحد منها يقدّم رؤيا للعالم وأشيائه، للذات وتقاطعاتها مع داخلها العميق ومع الخارج أيضا، كل هذا ضمن أشكال مختلفة، وتصوّر متغاير عبر الزمن للجمالية التي يقترحها الشعر باعتباره خطابا أصبح اليوم أكثر من مجرّدِ عاطفة وأكثر من فكرٍ في آنٍ واحد. كل ديوان من هذا المنظور يمثّل رؤية معينة للحياة والإنسان تتجسّد في قالب فنيّ وتشكيل لغوي ساهمتْ في صناعتهما المرحلة التي كُتبَ فيها كل عمل، والخلفياتُ الجمالية والثقافية وظروف الواقع والتجارب التي عشتها، وكان لها أثرا في نفسي وتفكيري، وانعكاسا على كل مجموعة شعرية. كيف هي إذن رؤيتك للعالم وأشيائه؟ محمد الأمين سعيدي: تتأسّس رؤيتي للعالم وأشيائه على خلفياتٍ كثيرة نفسية وحياتية وثقافية، لكنني أميلُ كثيرا إلى فهم العالم بالاستناد إلى ما يقولُه العلمُ، وهو من هذا المنظورِ نسيج ساحر ومعقد واستثنائيّ، ومن جهة أخرى هو قاسٍ، متوحّش، ولا يرحم الضعفاء. من هنا أجدني أتعاطى مع العالم وأشيائه بكثير من القلق والحيرة، وأبني شعريا في كلّ مرة رؤية متجدّدة عنه لأنّه نفسه يظلّ آخذا في التغيّر والاختلاف المستمريْن. ولأنه هكذا، أزداد إيمانا بأنّ العالم، وإنْ كان واحدا، سيظلُّ يتعدد ويختلف مع كل نظرة جديدة إليه، فالعالم في الأخير هو ما يراه الإنسان، وهو كذلك ما يصنعه كل واحدٍ منا بالأدوات التي يمتلكها وتؤهله لفعل ذلك. يصبح الشعر من هذا المنظور رؤية إلى العالم وأشيائه، وفي الآنِ نفسه، هو عالم قائم بذاته، ينطلق من الحاضر ليشيَّد حدائق معلقة بعيدا في الغياب الجليل. وإذ نسلّم بأنّ العالم كما نعرفه ليس كما كان دائما، ولا كما سيكون، يصبح الشعر مرآةً للشهادة على الواقع ولنبوءة ترسم بريشة العرفان ما يجب أنْ يكون عليه العالم. من هنا أيضا أجدني أبني رؤيتي على أهمّ نقيضيْن وهما الميلاد والموت، فأكتبُ أحيانا عن الموتِ لأكبر من قيمة الحياة، وأكتب أيضا عن الميلادِ لأهجوَ الموت البغيض، ولأترك أثرا يتملّص من بين يديْه يوم يأتي لاغتيالي فلا يجد إلا جسدا من تراب، وضحكة خبيثة صفراء بحجم اللا نهاية. "الموت" يخيم كثيرا على نصوصك، هل هو كتيمة أم كملاذ؟ محمد الأمين سعيدي: الموتُ هو الاثنان معا، ومهما يستغربِ القارئ وجوده كموضوع شعريّ، ويعدّ ذلك تشاؤما ونظرة مظلمة، يظلُّ التعبيرُ عنه ضروريا كالتعبير تماما عن الحياة. فالموتُ، بيولوجيا، يعتبر من أهمّ محدداتِ وعيِ الإنسان بوجوده وحياته ومصيره، ودافعا حقيقيا للصراع من أجل البقاء. إنّ الإنسان هو الوحيد من بين كل الكائنات الحية من يمتلك وعيا كاملا بأنه سيموت. ولأنه يعرف هذه الحقيقة تتكوّن في وعيه ووجدانه قيمة كبيرة للحياة، وتعلّق كبير بالحضور ضمن فعالياتها، والاستمرار فيها، رغم أنف النهاية، عن طريق التناسل وبناء سلالة كفيلة بنقل جيناته إلى أبنائه الذين يمثل وجودهم استمرارا له، وتواصلا لحياته من خلال حياتهم. الموت بهذا المعنى إذن هو تيمة وملاذ، لأنه الأساس الذي يقوم عليه وعي الإنسان بالحياة، وإيمانُه، برغم حتمية الرحيل، بضرورة الوجود والبقاء. إنّ لجوء الإنسان القديم إلى بناء البيوت والحصون، واكتساب السلاح، واحتمائه بأخيه الإنسان هو مما شكّل البنى الأولى للعمران والمجتمعات، وهذا كلُّه هو نتيجة لهذا الوعي الذي جعل من إدراك حلول النهاية الأكيدة ذات حين بداية وتواصلا لكثير من أشكال الحياة كما نعرفها اليوم. من هنا أجدني أكتبُ عن الموت، عن قدومه المستمر، وأيضا عن رحيلنا إليه في كل لحظة، عن الموتِ بمعانيه المجازية المتعددة، لكنني في الحقيقة أكتبُ عن الحياة، وأناضل من أجل سحرها ومكوثي القصير جدا جدا، مقارنة بعمر الأرض، في رحابها الرائعة. ديوانك الأخير "ماءٌ لهذا القلقِ الرمليِّ"، يحتفي بالصحراء بشكل لافت، كأنك تريد القول فيه إن الشعر ينتصر للصحراء؟ محمد الأمين سعيدي: الصوتُ الصارخُ في الصحراء مهما بلغَ من الامتداد والعلوّ والحدَّةِ يظلّ صوتا يتيما ومحاصرا بجحافل الفناء التي تتدافع عبر تلك الرمال الذهبية الخادعة، فالصحراء منذ القديم مكان موحش يزدحم بالخطر والموت واللا متوقع، ويجهش في كل لحظة بالنهايات التي لا تشيخ، وقد أسمتِ العرب الصحراءَ مفازة لاعتقادهم بأنّ من خرج منها سالما فقد فازَ، وهي لم تخطئ في هذا فالصحراء لا تؤمن إلا بصوتها الفرد، ولا حياة فيها إلا لرمالها الصفراء المترامية في كل جانب. من هنا أوافقك تماما بأنّ ديواني الثالث "ماء لهذا القلق الرمليّ" يحتفي بالصحراء، ويتشكّل عنوانه وعنواناتُ قصائده من رموزها، وتمتلئ كثير من نصوصه بروحها وانعكاساتها علي، لكنني في الآن نفسِه حاولتُ القولَ بأنّ على الشعر أنْ ينتصر على الصحراء، على صوتها الأوحد الأبويّ، لأنني صراحة لا أكنُّ مودَّة كبيرة لها، وأعتبر وجودي على مشارفها في الهضاب العليا الغربية، ووجود أجدادي قبلي وقد احتموا بالقصور الأمازيغية، وجودا حافلا بالصراع وممتلئا بقلق دائم لم أجد له ماء يسكتُ صراخه في رأس الفكرة، وبالطبع في رأسي العامر بالشعر والتناقض. تناولتَ الشعرية العربية، لماذا هذه الموضوعة بالذات التي هي مثار جدل واختلاف، ومن أي زاوية تناولتها، وكيف وجدتها وبأي خلفية أدبية قاربتها؟ محمد الأمين سعيدي: "الشعرية العربية بين التراث والحداثة"، كان هذا المشروع الذي يمثل تخصصي في الماجستير، وفي الحقيقة هو موضوع مهم جدا بالنسبة لي، وقد استفدتُ من البحث فيه شخصيا على مستوى معرفة مختلف المناحي الأسلوبية والتصوّرات الجمالية في الشعر العربي المعاصر، وفي الشعر الغربيّ كذلك. هذا البحث عمّق معرفتي بالقصيدة، وجعلني لا أتساهل مع نفسي أثناء الكتابة، وصار عندي اقتناع بأنَّ قصيدتي الحقيقية هي التي لم أكتبها بعد، لأنها تلك التي تبحر في مستقبلٍ لا أعرف إنْ كنتُ سأصل إليه أم لا. فيما يخصّ الجزء الثاني من سؤالك، صحيح بأنّ الشعرية العربية المعاصرة مثار جدلٍ واختلاف، لكنني أنظر إليها من منظور حداثيّ خالص، لأنني مؤمن بالحداثة الشعرية، وأحاولُ أنْ تكون نصوصي انعكاسا لهذه القناعة، كما أنّ حياتي، وهي امتداد في الزمان والمكان، تمثل تجليا لتلك القناعة واندماجا في السياق الحضاري الذي تقترحه حركة التاريخ المعاصر وتجسده اللحظة الزمنية التي أنتمي إليها إنسانا وشاعرا. أيضا بحثت في القصيدة الجزائرية واشتغالات شعرائها، وهذا في كتاب "شعرية المفارقة في القصيدة الجزائرية المعاصرة" الصادر مؤخرا عن دار فيسيرا، هل الأسماء التي تناولتها شكلت برأيك حساسية وتيارات القصيدة الجزائرية، وماذا عن اشتغالات الشعراء؟ محمد الأمين سعيدي: حاولتُ أنْ أنظر إلى القصيدة الجزائرية المعاصرة من منظور شعرية المفارقة التي تتجلَّى في الشعر بشكل أساسٍ من خلال التناقض والتضادّ، ويمثِّل هذان العنصران منحى أسلوبيا يطغى على النصوص ذات البعد التجريدي أو الرؤيوي خاصة، ويظهران هما، وأنواع أخرى من المفارقة، من خلال كثير من الظواهر الشعرية المعاصرة كالغموض والأسطرة والانزياح والقناع، وعلى مستوى بعض الخطاباتِ القديمة التي تمثّلَ بها شعراء الحداثة وعلى رأسها الخطاب الصوفي. في هذا الإطار اشتغلتُ على مجموعة من الأسماء التي تنتمي إلى أجيالٍ شعرية مختلفة، وحاولتُ، وأنا أتعامل مع نصوصها، أنْ أثبتَ وجود ظاهرة المفارقة في شعرنا الجزائريّ المعاصر من جهة، وأنْ أوضّح تجلياتها المتعددة خاصة في أعمال العشرية الأولى من الألفية الثالثة. ولابدّ من الإشارة هنا إلى أنّ معيار اختيار الأسماء والأعمال كان فقط مدى تمثلها لشعرية المفارقة وتعبيرها عنها، لأنّ هناك كثيرا من الأعمال الجيدة في شعرنا الجزائري تتمثل ظواهر شعرية أخرى لم تكن ضمن مجال البحث ورؤيته النظرية، فلا يعتبر هذا إقصاء لها، وإنما الالتزام بمنهجية البحث وحدود موضوعه. بين الشعر العمودي والحرّ، أين تجد بهجتك وراحتك أكثر، وهل يشكل الشعر بهجة الشاعر حقا؟ محمد الأمين سعيدي: سأجيب على الجزء الثاني من سؤالك أوَّلا: "هل يشكِّل الشعر بهجة الشاعر حقا؟"، وهو حقيقة يفعلُ ذلك، لأنَّ الشاعر، وهو المفتون باكتشاف أسرار العالم، يظلّ، كالكيميائي تماما، يبحث لما يصل إليه من رؤى مختلفة عن صيَغ لغوية جديدة تحتوي سعة تصوّراتِه. وهو إذ يفعل هذا، يعيد خلق العالم من جديد عن طريق اللغة، بل إنه يؤسس لعوالم شعرية ساحرة تنطلق من المشاهد والمرئي لتصل إلى المطلق البعيد. ولا ريب بأنّ في هذا البهجة البالغة، فالخيال الشعريّ اتسع إلى حدّ كبير، وصار الشاعر كلما انفتح في تأملاته على أشياء العالم امتلأت روحه بمعانٍ جديدة تتشكّل من العمق المعرفي الذي وصل إليه الإنسان في هذا العصر. ومن المفارقات الصارخة التي يعبِّر عنها الشعر هي كونه يملأ قلب الشاعر بسعادة استثنائية تنتقل إلى القارئ كذلك برغم الموضوعات الشعرية التي قد تكون في الغالب سوداوية مظلمة، وتفسير هذا الحال كله عائد إلى الجماليات المتجددة في الشعر التي تجعل الشاعر يسعى بلغته وتصوّراته ليصنع من العالم مكانا أجمل مما هو عليه في الواقع. حديثي عن الجمالية يرجعني إلى الجزء الأول من سؤالك المتعلق بالأشكال الشعرية، وأيها أجد فيه البهجة والارتياح، وأؤكّد هنا بأنني أجد بهجتي وراحتي في الشعر فقط دون تجنيس أو تصنيف، لأنّ هذا الأخير في تصوّري أكبر من جميع الأشكال الشعرية، وأنّ الأشكال المتاحة اليوم من عمودي وحر، ليستْ إلا تمظهراتٍ متعددة له، وتنويعاتٍ موسيقية متاحة للشاعر الذي ينطلق منها ليبحث عن أشكاله هو، وعن لغته التي تميّزه عن غيره من الشعراء، وتكفل له أنْ ينال صومعة أو منارة في عالم القصيدة. الذات معذبة في نصوصك، الذات آثمة أحيانا ومذنبة بفائض من الألم، الذات متلقية رحبة لكل ما هو مؤلم وحزين، لماذا هذه الذات المُعذبة في نصوصك؟ محمد الأمين سعيدي: ذاتُ الشاعر مرآةٌ منفتحة على الآخرين، ممتلئة بتفاصيلهم، ومتصلة بمصائرهم أيضا، ومن ثمة تنعكس عليها أحزانهم وأفراحهم ورغباتهم العميقة. لكنّها في الآن نفسه ذاتٌ منفتحة على السياق العام للحياة، على الواقع الذي يشهد الشاعر تحطمه المستمر، فتتشكل حالة من الوجع الدفين على انهيار قيَم الإنسان التي ناضل من أجل بلورتها وتجسيدها عبر الزّمان والمكان، وعبر امتدادٍ وجودي وحضاريّ طويل. من أجل هذا أيضا أعتبر "فائض الألم" _ بحسب تعبيرك_ مقياسا لمدى إنسانية الشاعر وصدقه، وإيمانه بأخيه الإنسان، وتعاطفه مع نكباته بعيدا عن أية نظرة مغلقة أو انتماء ضيّق. من هنا، تمثل هذه "الذات المعذبة" حقيقة الإنسان ومأساته المتواصلة بالتوازي مع مأساة الآخرين، ومع الخارج المحيط به والمنغمس في تعقيداته، لكنها من جهة أخرى تمثل حقيقة الشاعر المهددة في زمن اليقينيات الأعمى الذي نعيشه اليوم، حيث يبحث الشاعر عن المعنى فلا يجده إلا تحت جبال الأحادية التي جمّدتْ كل شيء، وقضتْ في باطن الكائن على مسافة الحيرة والشكّ التي تمنحه متعة اكتشاف وجه الحياة المتعدد الذي لا يقوم شعر حقيقي إلا على تأمّل ملامحه المتجددة، والتعرف في كل مرة على تضاريسه الآخذة في التطوّر والاختلاف. من جهة أخرى، هل يمكن للقصيدة أن تكون ك "علاج نفسي"، وهل كانت كذلك مع مسيرتك في الحياة والمعاناة، ألم تعتقد يوما أو في لحظة ما بعدم جدواها؟ محمد الأمين سعيدي: لا يكون الشعر علاجا نفسيا إلا عند ذلك الصنف من الشعراء الذين لا تتجاوز القصيدة عندهم شحنتها العاطفية، فيتحوّل النص الشعريّ معهم إلى متنفس يبوح من خلاله صاحبه بمكبوتاته النفسية، وبدل أنْ يعبِّر عن تفاعلاته مع العالم يكتفي بجعل النص مكبًّا لهواجسه ورغائبه. القصيدة بالنسبة لي عبارة عن رؤيا مختلفة، وهذا ما يجعلها نسيجا من عناصر كثيرة لا تمثل العاطفة الشخصية إلا عنصرا واحدا منها، وفي هذه الحالة ينذر الشاعر ذاته لمعنى أكبر من مجرّد التنفيس عن نفسه وأزماتها، ويجعل من نصه أفقا لتقاطعاتٍ تشمل الفكرة والعاطفة والواقع والتاريخ، لكنها في الآن عينه تمثل رهانا مع اللغة، وضدَّها، يجعل من القصيدة تشكيلا مختلفا وعالما متفجرا بجماليات جديدة. انطلاقا من هذا تظلّ للقصيدة جدواها، واستمرارها في الشاعر وفي القارئ لأنها تضطلع بقراءة كِتاب العالم، وبتأويل ظلال موجوداته على الكائنات. ولأنّها، في إطار الرؤيا التي قدمتها سابقا، تعبّر عن القيم الأكثر بقاء في الإنسانِ لأنّها الأكثر تغلغلا فيه، والأكثر تعبيرا عن حقيقته التي يهددها انفصال الإنسان، خاصة في بلداننا، عن منابت المعرفة والعلم والفن، ويغيّبُها تنكُّره لقيَمه وانقلابه على أخيه الإنسان بأشنع أنواع الإلغاء والرفض والإقصاء.