المخرج عمار تريباش يعالج العنف ضد الزوجات في «معاناة امرأة» كشف المخرج عمار تريباش بأنه بصدد تصوير مسلسله التليفزيوني الجديد "معاناة امرأة" الذي ينتظر أن يدرجه التليفزيون الجزائري ،الجهة المنتجة، ضمن شبكته البرامجية لرمضان المقبل. المخرج أوضح للنصر، بأن هذا المسلسل الاجتماعي التراجيدي كتب السيناريو الخاص به الأستاذ سعيد فحصي من مدينة وهران بلغة عربية عامية مهذبة، و تتكفل بإنتاجه التنفيذي شركة «الرسالة برود»، وهو يتكون من 29 حلقة، مدة كل حلقة 40 دقيقة، يسلط الضوء على ظاهرة عنف الأزواج من خلال معاناة سيدتين من ضرب و تعذيب زوجيهما بشكل وحشي. الزوجة الأولى كما قال محدثنا تعرضت منذ زواجها لأقسى أنواع العنف لدرجة أن زوجها لم يتردد في إحدى نوبات الغضب و الهيجان الشديد في حرقها و تشويه ملامح وجهها و جسدها.و أثناء تواجدها في المستشفى للعلاج،سافر إلى الخارج و مكث هناك لسنوات طويلة.لم تستسلم الزوجة للألم و اليأس و الإحباط، و قررت أن تخصص ما تبقى من حياتها لكي تربي و ترعى ابنتها و تشجعها على متابعة دراستها و تسعى للانتقام من زوجها الذي لم يحترم الرباط المقدس الذي جمعهما ،و داس على كرامتها و إنسانيتها و أنوثتها و حولها إلى كائن محطم و مشوه بشع. استنجدت بأطباء مختصين في جراحة التجميل، فنحتوها كلوحة فنية ،آية في السحر و الجمال و النضارة،و عندما يعود زوجها لا يتعرف عليها و تتعمد دخول حياته مجددا بهوية و شخصية جديدة،فيقع في حبها ،فتستغل مشاعره للانتقام منه . الزوجة الثانية،لم تتحمل الجحيم الذي عاشته مع زوجها العنيف الذي يتعاطى الخمر و المخدرات ،ولا يهدأ له بال إلا إذا أشبعها ضربا و لكما بسبب أو دونه فطلبت التطليق كما أوضح المخرج و بقيت في بيت الزوجية مع أبنائها الذين أسندت حضانتهم إليها ،لكن طليقها لم يتحمل الوضع و قرر الانتقام منها على طريقته. تزوج من أخرى و اشترط عليها ألا تحمل منه.أحضرها إلى نفس البيت بعد أن قسمه إلى نصفين و عندما اكتشف حملها بعد شهور من الارتباط، ضربها ضربا مبرحا و عندما تم نقلها إلى المستشفى في حالة يرثى لها أجهضت.هذا الزوج الطاغية يقوده طريق العنف و الفساد و الظلم إلى الموت المفاجئ و هو في الشارع إثر إصابته بسكتة قلبية. أجمل ما في القصتين حسب محدثنا تتويج البنتين الكبيرتين للزوجتين المعنفتين بأعلى الشهادات العلمية رغم قسوة الظروف و مرارتها ،حيث تصبح الأولى طبيبة و الثانية تحصل على دكتوراه في العلوم الصيدلانية. تريباش الذي يحمل برصيده عشرات الأفلام و المسلسلات التي تهتم أساسا بالأسرة و قضايا المرأة الجزائرية و كذا باقات من الحصص و البرامج الثقافية و التربوية،شرح بأنه بدأ تصوير المسلسل يوم 12 جانفي الفارط ،و قد انتهى من تصوير حوالى 10 حلقات بالموازاة مع عملية التركيب التي يقوم بها زهير لوراري و الهاشمي ملياني، مشيرا إلى أن مدة تصوير هذا العمل 16أسبوعا و معظم المشاهد تصور في بومرداس ،المنطقة التي أعرب عن إعجابه الشديد بمناظرها ومواقعها الرائعة و سكانها الطيبين، الذين تعاونوا كما أكد مع طاقم المسلسل ،مضيفا بأن بعض المشاهد المتبقية سيتم تصويرها لاحقا بالعاصمة. وبخصوص الممثلين الذين يتقمصون شخصيات المسلسل،قال المخرج،بأنه تعمد انتقاء كفاءات فنية من المسرح حتى لا يكرر نفس الوجوه التليفزيونية التي تعامل معها في أعماله السابقة على غرار مسلسل «جروح الحياة» و «دموع القلب»و غيرهما، فأخذت حقها من الأضواء و الشهرة. ومن بين الممثلين المعروفين الذين يجسدون الأدوار في «معاناة امرأة» ،ذكر علي جبارة و حجلة و حميد رماش و نوال زميت و جميلة باحر،إلى جانب وجوه جديدة على غرار حنان غيفير و منال قوقام، مشيرا إلى أنه لم يصادف لحد الآن مشاكل أو عراقيل خاصة و أنه يتعامل مع طاقم تقني منسجم لديه خبرة واسعة في هذا النوع من الأعمال مثل مدير التصوير يوسف بوعكوك و مهندس الصوت لطفي و المساعدة الأولى وليدة بوعكاز و غيرهم... وعن مشروع آخر سبق و أن أعلن عنه و يتمثل في مسلسل بالأمازيغية عنوانه «ثمطوث يتسووثن»أي المرأة المضطهدة، كتبه أيضا سعيد حفصي،قال محدثنا بأنه لم يستطع انجازه بعد، لانشغاله بالتحضيرات لمسلسل «معاناة امرأة»و آخر مسلسل جسده بالأمازيغية هو «شجرة اللوز» الذي بثته القناة الرابعة.