"سعيدة بعيدة و الماشينة غالية" الأغنية التي بلغت العالمية ورحل كاتبها في صمت ارتبط اسم مدينة سعيدة عند عامة زوارها بالأغنية الشهيرة "سعيد بعيدة و الماشينة غالية"، إلا أن الكثيرين يجهلون من قام بتأليفها، رغم وصول الأغنية للعالمية ،وقد علمنا من أحد أبناء هذه المدينة أنها من إبداعات الشاعر الشعبي مولود زروال المدعو "زرويل" الذي وفاته المنية منذ شهر فقط عن عمر يناهز 90 سنة. يقول الشيخ عمر أحد المهتمين بالشعر الشعبي و الملحون الذي التقيناه صدفة بإحدى محطات المسافرين بعاصمة الولاية عين الدفلى والذي كان متوجها صوب مسقط رأسه سعيدة، بأن الأغنية بلغت مبلغا كبيرا من الشهرة، إلا أن صاحبها بقي في الظل بعيدا عن الأضواء. وفي الوقت الذي تتضارب الآراء حول كاتبها، يؤكد محدثنا بأنها ترجع إلى الشاعر "زرويل " ابن منطقة الحساسنة الغرابة ، وقد نزح بعد ذلك إلى المعمورة بنفس الدائرة وهو من مواليد سنة 1923 من قبيلة تسمى أولاد كفيفة، بدوية الأصل ،تعيش على تربية الأغنام و الماعز وهي معروفة بكثرة الترحال بحثا عن الكلأ للماشية، وقد أبلغنا الشيخ عمر أن الشاعر توفي منذ شهر فقط عن عمر ناهز 90 سنة ،حيث ترتب عائلته لإقامة أربعينية وفاته وفق العادات و التقاليد المتوارثة في تأبين الأموات. ويعد الشاعر الشعبي مولود زروال المدعو "زرويل"، من أهم الشعراء بمنطقة الغرب الجزائري، صنع بكلماته مجد الكثير من الفنانين من أمثال الشيخة الرميتي الشيخة رحمة العباسية وحبيبة والجنية و الشيخ بوطيبة السعيدي والشيخ حطاب و كذا الشاب مامي وخالد، اللذين ذاع صيتهما و بلغا العالمية بفضل بعض أغانيه الرائعة، وغيرهم من شيوخ البدوي و فناني الأغنية الرايوية الذين استأذنوه في كثير من المواقف و المحطات للمشورة عند الغناء ويطلبونه في قصائد خاصة بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم و الأولياء الصالحين وله من كلمات الغزل و الشوق و الحنين ما تدمع لها العيون وتأسر القلوب، حيث لا تزال تردد في الحفلات و الأسواق الشعبية. إنه شاعر كما قال الشيخ عمر من طراز رفيع عاش بعيدا عن الأضواء ومات في صمت شديد بتاريخ 28 جانفي الماضي . أغنية «سعيدة بعيدة والماشينة غالية» ارتبطت ارتباطا شديدا بفترة تجنيد الشاعر مولود زروال إبان الحقبة الاستعمارية رفقة عدد كبير من الجزائريين أثناء الحرب العالمية الثانية لمواجهة الألمان ،حينها زاد تعلق وشوق الشاعر بفتاة من بنات قريته، فكتب هذه القصيدة ليعبر فيها عن بعد المسافة وصعوبة التنقل إلى مدينته سعيدة عبر القطار"سعيدة بعيدة و الماشينة غالية" ،قصيدة رغم مرور أزيد من 7 عقود من الزمن عن كتابتها إلا أن الجيل الحالي لايزال يردد بعض كلماتها في كثير من المناسبات، حتى أنها أضحت مضرب المثل لبعد المسافة خاصة بالنسبة للقاطنين بولايات غرب البلاد .