هي للشيخ زروال محمد مولود في 1923 بالحساسنة الغرابة ولاية سعيدة ويقيم حاليا بالمعمورة دائرة الحساسنة ولاية سعيدة وينحدر الشيخ زروال من قبيلة أولاد كفيفة وهي قبيلة بدوية كانت تمارس الترحال وتعيش على تربية الماشية قبل أن تستقر بالحساسنة الغرابة سابقا المعمورة حاليا في بداية القرن التاسع عشر ميلادي أي حوالي 1840م. وشاء القدر أن يصبح زروال محمد المدعو بالشيخ زروال شاعرا في الملحون في سنوات الأربعينيات حيث ألف عدة قصائد في مدح أولياء اللّه الصالحين وفي الغزل وارتبط بعضها بتاريخ الجزائر في عهد الإستعمار. ومن بين هذه القصائد المعروفة على المستوى المحلي والجهوي والتي أصبحت لها شهرة كبيرة نتيجة غنائها من قبل العديد من مطربي الأغنية البدوية الشعبية منذ الأربعينيات الى نهاية القرن الماضي وحتى يومنا هذا. ومن بين الأغاني التي إشتهر بها بني حسان التي رددها الشيخ بوطيبة والشيخ حطاب وباقي مطربي القصبة في الجهة الغربية خاصة بولاية سعيدة القديمة الشاملة للبيض والمشرية وسيدي بلعباس. أما الأغنية المشهورة والتي لها تاريخ يرتبط بفترة الإستعمار من جهة وحياة الشيخ زروال من جهة ثانية فهي أغنية (سعيدة بعيدة والمشينة غالية) وهذا خلال الحرب العالمية الثانية حيث قامت السلطة الفرنسية الإستعمارية بالتجنيد الإجباري للشباب الجزائري وكانت الوسيلة المفضلة لنقل المجندين هي القطار وفي هذا الوقت كان الشيخ زروال يعيش قصة غرام حقيقية فجاءت الأحداث مرتبطة والتي كان لها الأثر القوي في تأليف هذه القصيدة التي لازالت مشهورة بها سعيدة الى يومنا هذا وأصبحت كلمة سعيدة بعيدة والمشينة غالية كلمة عالمية بفضل نجوم الراي العالميين (خالد ومامي والريميتي). لقد غنت سعيدة بعيدة والمشينة غالية الشيخة رحمة العباسية والريميتي وحبيبة والجنية ومن الرجال بوطيبة السعيدي والشيخ حطاب ومن شباب الراي الشاب خالد ومامي ولازالت الى يومنا هذا مطلوبة لدى الجمهور حيث أصبح السعيدي بمجرد تقديم نفسه إلا ويبادره الشخص المقابل له بكلمة سعيدة بعيدة والمشينة غالية. كم هي مشهورة كلمة سعيدة بعيدة والمشينة غالية إلا أن أصحاب الشأن من النجوم المشهورة أو من أصحاب الإهتمام الإجتماعي العلمي من جامعيين وباحثين هل سألوا يوما ما عن أصل كلمات هذه الأغنية كيف خرجت للوجود؟ وبأي مناسبة كانت ومن صاحبها الى غير ذلك من الأسئلة التي تفضي الى نتيجة معينة رغم ترديدها من قبل مشاهير الراي الشعبي القديم في الأربعينيات حتى الستينيات من قبل أمهات الرالي الشعبي الشيخة الريميتي والشيخة رحمة العباسية وغيرهما الى جانب الرجال أمثال بوطيبة السعيدي وحطاب وغيرهما الى سنوات إدخال الجديد في موسيقى الراي عن طريق بلمو وبروز بوطيبة الصغير والشباب خالد وأخيرا مامي ولازالت كلمات هذه الأغنية تتردد الى يومنا هذا من قبل الجيل الجديد ولم تنته أو تتوقف.