سكان حي بوزعرورة بالبوني يشتكون غياب أدنى المرافق الخدماتية أعرب سكان حي بوزعرورة التابع إداريا لبلدية البوني بولاية عنابة عن تذمرهم من الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشون فيها، بسبب انعدام المشاريع التنموية منذ عدة سنوات، مع غياب المرافق العمومية الضرورية وضعف الخدمات في البعض منها، كالعيادة الجوارية الوحيدة، التي أصبحت لا تلبي احتياجات المرضى، فضلا عن غياب المناوبة الليلية بها، إلى جانب نقص التهيئة العمرانية على مستوى الحي على غرار شبكة الطرقات والمسالك، فضلا عن النقص الفادح في وسائل النقل وانعدام أماكن مخصصة لرمي القمامة. ويعد حي بوزعرورة من أفقر الأحياء الشعبية ببلدية البوني ويأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد البنايات الفوضوية ويصنف في خانة الأحياء التي لم تنل نصيبها من المشاريع التنموية، بالرغم من موقعه الإستراتيجي الهام لقربه من البلدية الأم، واحتضانه للعديد من المشاريع السكنية بالضاحية الجنوبية. إلا أن الصورة الراسخة في أذهان الكثيرين، لا تزال تشير إلى أنه بؤرة للإجرام والاعتداءات الخطيرة، باستخدام السيوف والخناجر، وترويج المخدرات، من قبل المنحرفين، والسرقات التي تسجل في جنح الظلام من قبل العصابات التي تنشط على نطاق واسع وتفرض منطقها على السكان لسبلهم ممتلكاتهم، بسبب انعدام مركز للأمن بالحي، رغم المجهودات المبذولة - يقول السكان- لعناصر شرطة أمن الدائرة ،إلا أن ذلك غير كافي لفرملة نشاط العصابات الإجرامية. ويبلغ عدد سكان الحي حسب مصادر منتخبة حوالي 10 آلاف نسمة منها حوالي 1000 عائلة تقطن ببيوت فوضوية تم تشييدها منذ سنة 2008، و لا تقف معاناة سكان الحي المذكور عند ظاهرة البناءات الفوضوية وانعدام الإنارة والنظافة، بل تتعدى لانتشار ظاهرة الكلاب الضالة والخنازير والتسربات المائية، التي حولت الحي إلى مستنقعات مائية تزيد حدتها عند سقوط الأمطار، ما يجعل الشوارع والأزقة عبارة عن سيول جارفة. جولتنا إلى حي بوزعرورة، كشفت المعاناة الحقيقية،التي يتخبط فيها السكان خاصة القاطنين بالبيوت الفوضوية، حيث تعيش هذه العائلات مع العقارب والثعابين، تتوسطها قنوات الصرف الصحي ما ينذر بكارثة بيئية حقيقية، حيث عبر السكان عن تذمرهم من سياسة الإقصاء المسلط عليهم من قبل السلطات المحلية، المتعلقة بالاستفادة من البرامج السكنية المختلفة كالاجتماعي والريفي، للخروج من الأوضاع المزرية التي يعيشونها في بيوت الصفيح. وأوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية البوني السيد عبد العزيز لطرش بأن حي بوزعرورة سيستفيد من عدة مشاريع تنموية في إطار المخطط البلدي للتنمية والبرنامج القطاعي وذلك بإنشاء ملعب جواري وعيادة جديدة للصحة الجوارية، فضلا عن انجاز سوق للباعة الفوضويين وإعادة تأهيل مشروع محلات الرئيس التي طالها التخريب وتدعيم التجمعات السكنية الجديدة على غرار 400 مسكن بالإنارة العمومية وإعادة تجديد شبكة الإنارة بحي المسطحات الأرضية وتخصيص غلاف مالي لإعادة الاعتبار لمقبرة الحي واقترح انجاز مؤسستين تربويتين جديدتين بسبب الاكتظاظ الكبير للتلاميذ بالمدارس القديمة. وأضاف رئيس البلدية بأن الحي يشكو عجزا في السكن يصل إلى 400 وحدة سكنية حسب طلبات المواطنين وأصحاب الأكواخ الفوضوية، مشيرا إلى أن هناك اقتراحا لدى الجهات المختصة بغرض تخصيص حصة معتبرة من السكن الريفي لفائدة أصحاب البيوت القصديرية.