تعيش أزيد من 24 عائلة تقطن بسكنات ريفية بحي "شاولي بلقاسم" التابع لبلدية البوني أوضاعا مزرية بسبب غياب أدنى شروط الحياة المعيشية المتمثلة في غياب الإنارة المنزلية والعمومية والتهيئة الخارجية فضلا عن تحول هذا التجمع السكاني إلى ما يشبه "دشرة" خاصة بعدما حولته كميات الأمطار المتساقطة أخيرا إلى مستنقع للمياه التي أصبحت الديكور اليومي الذي لا يفارق يوميات السكان. سكنات برتبة إسطبلات تحولت السكنات الريفية التي تم إسكانهم بها منذ ما يقارب العامين إلى ما يشبه الإسطبلات التي تنعدم بها أساسيات الحياة الكريمة بعد أن تم استغلالها دون إتمام نسبة الإنجاز 100% ، حيث تفتقر تلك السكنات إلى عمليات الطلاء والقسمة من الداخل بالإضافة إلى غياب المراحيض وقنوات الصرف الصحي ناهيك عن مخلفات الحفريات التي تسببت في انتشار الأوحال التي كانت سببها مياه الأمطار التي تساقطت بنسبة 1000 ملم في الأيام القليلة الماضية الماء، الكهرباء، الغاز الطبيعي، مطالب مؤجلة أصبح مشكل التزود بالماء والكهرباء والغاز الطبيعي يؤرق العائلات الساكنة بهذه السكنات الريفية التي تنعدم بها أدنى شروط الحياة فانعدام الغاز الطبيعي حول حياة السكان إلى جحيم لا يطاق خاصة مع قسوة الشتاء وحول درجات الحرارة إلى مستوياتها الدنيا حيث تضطر هذه العائلات إلى الاحتماء بقارورات غاز البوتان التي أصحبت الحل الوحيد في هذا الفصل بالذات حيث أكد العديد من الذين التقينا بهم ان ندرة هذه المادة أيضا أصبح مشكلا حقيقيا يضاف إلى مشكل الغاز الطبيعي الذي تحول إلى مطلب بعيد المنال ناهيك عن عدم التزود بالماء الشروب إلى درجة أنهم أصبحوا يعتمدون على مياه الآبار التي تستعمل في عملية سقي الأراضي الزراعية المجاورة لمنطقة شاولي بلقاسم هذا بالإضافة إلى مشكل الإنارة العمومية والمنزلية مما اضطرهم إلى توصيل كوابل من الأحياء المجاورة وبطريقة فوضوية كانت سببا في حدوث شرارة كهربائية مؤخرا أصيب على إثرها عدد من سكان المنطقة بجروح متفاوتة، وحسب ما صرح به هؤلاء فإن مشكل التزود بالغاز الماء والكهرباء سيبقى عالقا إلى غاية إيجاد حل ملموس من طرف السلطات المحلة بالولاية. الأوحال تتسبب في غلق الطرقات أصبح تساقط كميات قليلة من الأمطار يبعث عن حالة من السخط والتذمر في أوساط المواطنين حيث تتحول جل الطرقات المؤدية إلى قريتهم التي تبعد عن مدينة عنابة بحوالي 10 كلم إلى مستنقعات غارقة في الأوحال بسبب مياه الأمطار المتساقطة التي شكلت بركا مائية يصعب السير فيها خاصة في الأيام الماطرة وهذا ما لمسناه عند زيارتنا للمنطقة إذ صعبت علينا عملية التنقل داخل الحي ومحاورة السكان حول الأوضاع المزرية التي تسببت في غلق الطريق بمياه الأمطار والأتربة حيث أكد العديد منهم في تصريح لآخر ساعة على أنهم ناشدوا في أكثر من مرة السلطات المحلية قصد تعبيد الطرقات وإعادة تهيئة المسالك حيث يضطر العديد منهم إلى ارتداء الأحذية البلاستيكية للدخول أو الخروج من منازلهم. القمامة تحولت إلى ديكور عام يشهد حي شاولي بالقاسم انتشارا كبيرا للقمامة التي تحولت إلى منظر عام يطبع ديكور المنطقة التي أصبحت عبارة عن مرتع لشتى أنواع الفضلات التي ترمى بطريقة عشوائية من طرف المواطنين في غياب الحاويات المخصصة لرمي القمامة، الأمر الذي تسبب في انسداد قنوات صرف المياه والتي امتلأت عن آخرها بسبب انعدام الصيانة ونقص التهيئة على مستوى الحي ناهيك عن غزو الكلاب المتشردة التي أصبحت تهدد حياة الأطفال الصغار حيث أكد محدثونا عن تعرض أحد أبناء المنطقة إلى عضة كلب مسعور بسبب في نقله إلى المستشفى لمعاينة من طرف طبيب مختص الذي أكد على أن الإصابة تتطلب معاينة دورية نظرا لخطورتها. نقص المرافق العمومية والمواطن يدفع الفاتورة تعرف منطقة "شاولي بلقاسم" نقصا فادحا في المرافق العمومية التي تعتبر أكثر من ضرورة تتطلبها الحياة خاصة في غياب وسائل النقل العمومي التي تقلهم في أوقات الضرورة حيث يضطر تلاميذ المدارس إلى التنقل على بعد 3 كلم للوصول إلى مؤسساتهم التعليمية لمزاولة دراستهم الأمر الذي ينتسب في تعرضهم إلى مخاطر الطريق في غياب النقل المدرسي ناهيك على أن المستوصف الوحيد بالمنطقة لم يفتح أبوابه رغم انتهاء نسبة الأشغال به 100% هذا في غياب فرع بلدي على مستوى المنطقة التي يتخطى تعداد سكانها 1000 نسمة، حيث يضطر العديد منهم إلى التنقل إلى منطقة سيدي سالم لاستخراج وثائقهم هذا بالإضافة إلى انعدام مركز للبريد والمواصلات الأمر الذي تسبب في العديد من الأحيان في حدوث اعتداءات يتعرض لها المواطنون عند تنقلهم إلى وسط المدينة حيث تسلب أموالهم من طرف اللصوص الذين يستغلون العزلة التي تعانيها المنطقة فيقومون باعتراض سبيلهم خاصة الكبار في السن الذين لا يقدرون على المقاومة ناهيك عن العزلة الهاتفية رغم النداءات المتكررة لربط حيهم بشبكة الهاتف الذي يعتبر ضرورة لابد منها خاصة في الأوقات الحرجة والضرورية منها. غياب الأمن الهاجس الذي يؤرق السكان تحول مشكل غياب الأمن إلى هاجس مخيف خاصة مع العزلة التي يعانيها الحي وكثرة الاعتداءات الليلية بسبب انتشار ظاهرة السرقة التي يتعرض لها المواطنون خاصة سرقة السيارات التي باتت مشكلا حقيقيا لمدينة عنابة والمناطق المجاورة لها حيث تعرضت سيارة أحد المواطنين إلى محاولة سرقة تسببت في كسر قفل الباب الخلفي للسيارة هذا مع انتشار ظاهرة السطو على غسيل الملابس التي يتم نشرها على سطوح المنازل في انتظار أن تلتفت السلطات المحلية بولاية عنابة إلى هذا المشكل بالذات وذلك بتوفير مركز أمن بإمكانه أن يبعث في نفوس السكان الطمأنينة والسلام ويبقى مهما كتبنا في هذا الموضوع الخاص انشغالات السكان المتعددة الأمل في حياة أفضل من أهم الطموحات المستقبلية المشروعة التي تتطلب تكاثف جميع الجهود منها جهود المجلس البلدي لبلدية البوني وأعضاء المجتمع المدني. معيزي جميلة