لم يستقر مدرب نادي نانت الفرنسي فورلان على حال لتواصل تشكيلته السقوط الحر على مستوى سلم ترتيب بطولة الدرجة الثانية، حيث تدحرجت إلى المركز ال 13 بعد هزيمتها الثقيلة أول أمس أمام الضيف القادم من بريست (4/1). المدرب فورلان أحرق كل أوراقه، ليستسلم للأمر الواقع في نهاية المطاف بدليل تصريحه عقب نهاية المباراة الأخيرة:" إذا كنت الرجل غير المناسب لهذه الوضعية، فلا يجب التردد...". وهي إشارة واضحة لإدارة الرئيس كيتا لاتخاذ قرار الإقالة. فورلان الذي كان ينوي أن يقدم وسط ميدان المنتخب الوطني جمال عبدون قربانا لإرضاء الإدارة والأنصار الغاضبين- الذين لم يتوانوا في شتمه- من خلال محاولة إيهامهم بأن عبدون فضل مصلحته الشخصية على مصلحة نادي نانت، حجته في ذلك مشاركته "الخضر" في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2010 بأنغولا، وغيابه عن فريقه لمدة طويلة وفي ظرف جد حساس. لكن مدرب الكناري- الذي طالب صراحة بإبعاد عبدون- غير موقفه فجأة ليقرر الاحتفاظ به، والأكثر من ذلك إقحامه كأساسي في مباراة أول أمس بعد أن تأكد بأن الإدارة تخالفه الرأي وأنها متمسكة بلاعبها، وهو ما جعله يغير موقفه مرة أخرى ويقرر إبقاء عبدون على كرسي الاحتياط، قبل إقحامه كبديل عند الدقيقة ال 70، أي بعدما كان فريقه منهزما (3/0) في النتيجة. وعلى الرغم من ذلك فضل اللاعب الدولي التصرف مع الموقف بعقلية احترافية، حيث حاول منذ تعويضه لزميله جرجيفيتش مساعدة فريقه على الاستدراك، من خلال تحريك الهجوم ونقل الخطر إلى منطقة المنافس، لكن كل محاولاته باءت بالفشل واكتفى نانت بهدف الشرف مقابل رباعية كاملة لنادي بريست. وسط ميدان "الخضر"- وفي أول ظهور له مع فريقه الفرنسي بعد عودته من أنغولا- قلل من شأن الهزيمة، وبدا راضيا على ما قدمه في المباراة، ولو أنه كان يأمل في الدخول كأساسي منذ بداية اللقاء مثلما وعد به مدربه فورلان. من جهة أخرى كشف عبدون عن اهتمامه البالغ بالمنتخب الوطني، وتتبع أخباره عن كتب في انتظار العودة إلى أجوائه- التي وصفها بالرائعة- مطلع شهر مارس المقبل بمناسبة اللقاء الودي الذي سيجمع الخضر بالمنتخب الصربي في إطار التحضير لمونديال جنوب إفريقيا.