مطالب بترسيم الأمازيغية ومناوشات في منطقة القبائل منعت أمس قوات الأمن في تيزي وزو مسيرتين دعا إليهما أنصار حركة «الماك» وحركة العروش إحياء للذكرى المزدوجة لأحداث الربيع الأمازيغي والربيع الاسود 20 أفريل، المتظاهرون من حركة «الماك» بقيادة بوعزيز آيت شبيب تجمهروا في الساعة العاشرة صباحا أمام الجامعة المركزيّة مولود معمري التي كانت مسرحا لأحداث 20 أفريل 1980 للانطلاق إلى وسط المدينة إلا أن قوات الأمن منعتهم من ذلك، وفي حدود الحادية عشرة وصل العشرات من أتباع بلعيد أبريكا الذي يمثل حركة العروش والتقى بما لا يقل عن ألفي متظاهر من حركة «ماك» أمام ملعب أوّل نوفمبر رافعين شعارات تدعو إلى ترسيم اللغة الأمازيغية وتعميمها عبر مدارس القطر الوطني والاعتراف بالهوية، وذكّر المتظاهرون الذين جاؤوا حتى من ولايات باتنة و غرداية «مؤسسة ثيفاوث لحماية التراث الأمازيغي»، بأحداث منطقة القبائل التي شهدت عدة هزات إرتدادية منذ تاريخ 20 أفريل 1980 كما طالبوا بوضع حد لما أسموه بالضغوطات التي تمارس ضد أبناء المنطقة لإبعادهم عن النضال السياسي الذي اعتبروه حقهم المشروع كما طالبوا بترسيخ ثقافة الديمقراطية على الجميع ليمارسوا حقوقهم بكل حرية بعيدا عن المحسوبية ، المسيرة التي تم إجهاضها لمنع المتظاهرين من الزحف إلى وسط المدينة تسببت في أعمال عنف واشتباكات بين قوات مكافحة الشغب التي استعملت القنابل المسيلة للدموع لإبعاد المتظاهرين الذين أصيب العديد منهم بجروح متفاوتة الخطورة تم نقلهم إلى المستشفى الجامعي نذير محمد، كما عرفت تيزي وزو منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس تعزيزات أمنية تحسبا لأي انزلاق. من جهتها نظمت أمس حركة «الماك «و الحركة البربرية بمدينة البويرة مسيرتين ، المسيرة الأولى لحركة «ماك» والتي تضظم العشرات من أنصار حركة فرحات مهني انطلقت في حدود الحادية عشرة صباحا من أمام جامعة «محند أوالحاج» نحو مقر الولاية، حيث تجمهر المحتجون رافعين شعارات انفصالية «قبل أن يفترق الجميع في هدوء، فيما انطلقت المسيرة الثانية التي دعت إليها الحركة البربرية بعد نصف ساعة شارك فيها العشرات من طلبة جامعة البويرة يتقدّمهم العديد من مناضلي حزبي « الأرسيدي « و»الأفافاس» وساروا معا من أمام مقر جامعة البويرة إلى غاية الساحة المحاذية لدار الثقافة «علي زعموم « رفعوا خلالها شعارات تطالب بترسيم اللغة الامازيغية ،ورفع التضييق على الحريات وكذا رد الاعتبار لضحايا الربيع الأسود.و قد شهدت مدينة بجاية ظهيرة أمس مناوشات بين بعض المتظاهرين المشاركين في المسيرة وعناصر الأمن الوطني وهذا أمام مقر الولاية الذي حاول المتظاهرون اقتحامه مما استدعي تدخل قوات الأمن التي اضطرت إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لمنعهم وتفريقهم ،وهو ما مكنها من التحكم في زمام الأمور واستعادة الهدوء في حدود الساعة الثالثة زوالا وتبرأ في هذا الإطار مسؤولو الحركة البربرية « أمسيبي» وحركة «ماك» من المتظاهرين المتسببين في هذه الأحداث. وعرفت المسيرة التي دعت إليها حركتا «امسيبي و» ماك» إلى جانب بعض الحركات والمنظمات الجمعوية مشاركة مئات الأشخاص انطلقوا من جامعة عبد الرحمان ميرة بتارقة أوزمور وعند وصول المشاركين إلى حي دواجي وقفوا دقيقة صمت ترحما على ضحايا أحداث 2001 قبل أن يفترق معظمهم في هدوء في حين واصل بعض المتظاهرين السير نحو مقر الولاية ودخلوا في مناوشات مع عناصر الأمن بعدما منعتهم من اقتحام المبنى. وجدد المشاركون في مسيرة أمس مطلبهم الأساسي المتمثل ترسيم اللغة الأمازيغية وجعل 20 أفريل عطلة مدفوعة الأجر. وتجدر الإشارة إلى أن كل المؤسسات التربية أغلقت أبوابها طيلة نهار أمس كما شهدت جل مناطق عاصمة الحماديين احتفالات متنوعة بهذه الذكرى. كما أحيت الجمعية الولائية للتراث الثقافي والإبداع الفني بباتنة بالتنسيق مع عديد الحركات الجمعوية الثقافية احتفالية ذكرى الربيع الأمازيغي التي احتضنتها دار الثقافة محمد العيد آل خليفة وذلك على مدار اليومين الماضيين حيث تخلل إحياء الذكرى إقامة معرض بالصور للتراث الموروث الأمازيغي، ونظم بالمناسبة يومين دراسيين ألقيت خلالهما محاضرات من طرف مهتمين وأساتذة مختصين بتاريخ الحركة الأمازيغية تمحورت حول عدة نقاط منها كرونولوجيا الحركة الأمازيغية، والمحافظة على الأمازيغية بتعليمها، والثقافة الأمازيغية والديمقراطية والمواطنة، ودعا المحاضرون إلى ترسيم اللغة الأمازيغية.