نراهن على رأس المال الوطني الخاص لتحريك البورصة كشف الرئيس المدير العام لشركة "أليانس للتأمينات" حسان خليفاتي عن الإستراتيجية التي تتبعها الشركة الخاصة للتأمينات المتواجدة على الساحة الوطنية منذ أربع سنوات للدخول إلى البورصة مع فتح رأسمالها للمستثمرين من رجال الأعمال الجزائريين بالدرجة الأولى، كما تطرق في حوار أجرته معه جريدة "النصر" بمناسبة تنظيم الشركة لقاء مع المستثمرين بقسنطينة لإغرائهم بالدخول كمساهمين في رأس مال "أليانس" إلى الآفاق المستقبلية للسوق المالية الوطنية التي لا تزال بعيدة عن مستوى ديناميكية الإقتصاد الوطني. حوار/ عمر شابي السيد خليفاتي قال أن شركة "أليانس" ستكون البارومتر الذي تعتمد عليه عدة مؤسسات ترغب في الدخول إلى بورصة الجزائر و بالتالي فخطوتها جريئة و مسؤوليتها ثقيلة، لكنها تملك الثقة في قدرات إطاراتها على تحقيق عملية طي صفحة الفشل و الإنهيارات و الفضائح المالية و الإقتصادية التي أثرت على سمعة المستثمرين الخواص من أرباب المال. النصر: بداية السيد خليفاتي ألا تعتقدون أن قراركم بالدخول إلى البورصة بداية نوفمبر 2010 و فتح رأسمال "أليانس للتأمينات" للخواص بنسبة 20 بالمئة فيه مخاطرة و خاصة بعد التجارب الفاشلة لعمليات الدخول للبورصة مثل تجربة "الرياضسطيف" و الخوف الذي صار ينتاب المستثمرين من المؤسسات المالية الخاصة بعد فضيحة بنك الخليفة؟ حسان خليفاتي: لا أرى أية مخاطرة في قرار الدخول إلى البورصة و فتح رأس مال "أليانس للتأمينات" للخواص بل نراها جرأة و مغامرة تستحق الذهاب بعيدا لأننا نريد في إستراتيجيتنا رسم ملامح جديدة للسوق المالية الجزائرية و طي صفحة الماضي القريب المتسمة بالفضائح و التجارب الفاشلة، حقيقة هناك تجارب فاشلة لكننا لو بقينا ننظر إلى الفاشلين فسوف لن نحقق شيئا إيجابيا علينا المغامرة و الحيازة على شرف السبق و قد أخذنا كل شيء بعين الإعتبار لأن العديد من أصحاب رؤوس الاموال لا يجدون مكانا لتوظيف أموالهم و نحن نمنحهم الفرصة ليكونوا شركاءنا و يتقاسموا معنا الارباح التي نحققها كل نهاية سنة و الذين سيدخلون معنا البورصة في نوفمبر القادم سينالون نصيبهم من الأرباح السنوية التي تحققها "أليانس" للسنة الحالية 2010 رغم أنهم سيكونون معنا لفترة الشهرين الأخيرين فقط من السنة، لدينا خطط إستراتيجية للعمل و دخولنا البورصة سيعطينا قوة جديدة. لماذا إخترتم رأس المال الوطني الخاص و لم تستعينوا بشركات تأمين عالمية تجلب الخبرة و التقنيات الحديثة؟ لقد كانت لدينا عروض من شركات أجنبية كبيرة و نحن بصدد إبرام إتفاق شراكة لتدخل مؤسسة تأمينات عالمية كبيرة كمساهم في رأس مال "أليانس" هي شركة "أروبي" و تقدر نسبة أسهمها ب20 بالمئة بعدما كانت ترغب في الحصول على أكثر من ذلك و لكننا رأينا انه مادامت عملية الدخول إلى البورصة تقتضي فتح 30 بالمئة من رأس المال للمساهمين الوطنيين من المكتتبين في عملية بيع الأسهم بداية من 02 نوفمبر، فإن حصة الشريك الأجنبي ستكون ضعيفة و للمساهمين الجدد مقاعدهم في مجلس الإدارة، أعود لسؤالك عن إختيار ٍاس المال الوطني الخاص نحن في الميدان منذ أربع سنوات كشركة تأمين حققت أرباحا مشجعة و لدينا معرفة بالسوق الوطنية على أساس أن مؤسسي شركة "أليانس" من المقاولين و رجال الأعمال الجزائريين و من مختلف ولايات الوطن و بالتالي لديهم معرفة بحقيقة السوق المالية الوطنية و قدراتها. و ثانيا لأن الدولة تعمل الآن على تشجيع عمليات الدخول إلى البورصة من خلال إعفاء العوائد من الضرائب و نحن نرغب في توسيع قاعدتنا المالية و رفع رأس المال من 1.4 مليار دج إلى 2.2 مليار دج. إخترتم بنك القرض الشعبي الجزائري لمرافقتكم في عملية الدخول إلى البورصة بينما كانت عملية فتح رأس مال ذات البنك للخواص قد توقفت هل قمتم بالإختيار الأنسب؟ إخترنا القرض الشعبي الجزائري لعدة أسباب منها خبرته في مرافقة شركات و مؤسسات مهمة دخلت قبلنا للبورصة مثل فندق الأوراسي الذي يمثل دخوله نجاحا بارزا و لا تكاد الآن تجد سهما من أسهم الأوراسي معروضا للبيع لأن حاملي تلك الأسهم وجدوا فيها فائدة كبيرة، و قد قام البنك بتشكيل نقابة بنوك و شركات مالية لمرافقته في القيام بعملية عرض أسهم "أليانس" للبيع عبر كامل الشبكة البنكية الوطنية، و قد عرضنا السهم الواحد بمبلغ 830 دج، كما أننا نعمل على جعل السوق المالية ذات ديناميكية متناسبة مع قوة و قدرة السوق الجزائرية، فنحن نرى إقتصاديات و أسواق اقل منا قوة تتوفر على سوق مالية نشطة و مهمة بينما لا تزال بورصة الجزائر دون المستوى و نحن نريد أن نكون السباقين لبعثها و سوف نحصل على الفائدة من سبقنا. إختارت شركات تأمين أخرى الشراكة مع الأجانب و صار تسييرها وبالا عليها، بينما ترزح الشركات العمومية للتامينات بمختلف أسمائها تحت ثقل العجز المالي المتواصل لدرجة تقديم طلب بمراجعة قيمة التأمينات، و حتى أنتم تقولون أن تامين السيارات الذي يمثل 60 بالمئة من سوق التأمينات لا يزال في الجزائر أدنى من نظرائه مغاربيا و أوروبيا هل ترافعون لصالح زيادة في قيمة التأمينات دائما؟ نطالب مثل بقية شركات التأمين في السوق الوطنية و العمومية منها خاصة برفع نسبة التعويض عن المسؤولية المدنية في عقد تأمين السيارات، هذا لا يعني شيئا كبيرا بالنسبة لأصحاب السيارات فالنسبة الحالية للتعويض عن المسؤولية المدنية تمثل أقل من 10 بالمئة من عقد التأمين و شركات التأمين تحصل على دينار واحد من القيمة بينما تدفع 2.5 دج و هو ما أوقعها في عجز دائم و قد طالبت جمعية شركات التأمين بمراجعة هذه النقطة فقط التي لو زادت بنسبة 100 بالمئة فسيكون تأثيرها على المؤمن زيادة 10 دنانير فقط و تصير من 100 دج إلى110 دج، و هناك دراسة على مستوى مديرية التأمينات بوزارة المالية في هذا الشأن و سوف تكون النتيجة لصالح الجميع. أما شركات التأمين الخاصة التي إرتبطت بشركات أجنبية فلها إستراتيجياتها الخاصة بها و نحن نعرض خدماتنا المناسبة و لدينا خدمة مساعدة السيارات التي قدمناها لمئة ألف مؤمن لديناو هي الأولى من نوعها في الجزائر و قد حاول البعض من شركات التأمين تقليدنا بعرضها على الزبائن و هذا دليل نجاحها كما نعرض حزمة تأمين للحرفيين و الخواص من المهنيين في سبيل تنويع منتجات شركة "أليانس" و لدينا انطباعات إيجابية من خلال لقاءاتنا بالمستثمرين و رجال الأعمال و ممثلي البنوك.