تلاميذ يمزقون كراريسهم و يرقصون على أغاني و أهازيج الملاعب حوّل التلاميذ محيط بعض المؤسسات التربوية بقسنطينة هذه الأيام إلى فضاء للغناء و الرقص، حيث لم يتوان البعض عن إحضار الآلات الإيقاعية و بشكل خاص الدربوكة و صنعوا أجواء أقرب بأجواء الملاعب، كما أصبح مشهد الكراريس الممزقة و المآزر الحاملة لتوقيعات و أمنيات الزملاء و كذا التهافت على التقاط الصور التذكارية أمام مداخل المتوسطات و الثانويات يتكرّر مع كل نهاية موسم دراسي. و بعد أن كانت حفلات نهاية السنة تنظم داخل المؤسسات و بين تلاميذ القسم الواحد، تجاوزت اليوم أسوار المدارس، مما حوّل محيط المؤسسات التربوية إلى فضاء ترفيهي يجتمع فيه الراغبون في التعبير عن فرحتهم بوصول العطلة و تحرّرهم من قيود الانضباط و إن كان هذا العنصر شبه غائب طوال السنة بالكثير من المرافق التعليمية ،حسب تأكيد أغلب الأساتذة و التربويين.تلاميذ يرقصون على إيقاعات صاخبة سواء كانت منبعثة من الهواتف النقالة أو أجهزة أم بي 4 أو الأيباد.. و غيرها من الأدوات التي كثر رواجها في أوساط التلاميذ في مختلف الأطوار، و آخرون يرافقون عازف الطبل بالأغاني و الأهازيج الكروية و يصفقون أو يرمون محفظاتهم عاليا في الهواء و يتركونها تهوي بما فيها من أدوات تتبعثر على طول الطريق، فيما يفضل آخرون التخلص بكل ما يربطهم بالدراسة بمجرّد وضع نقطة النهاية أمام جواب آخر سؤال في آخر امتحان من الثلاثي الأخير.حي الاستقلال على سبيل المثال سجل نهاية الأسبوع المنصرم تناثر كثيف لأوراق الكراريس و الكتب المدرسية الممزّقة في صورة أثارت استياء بعض الأساتذة و التربويين الذين وجدوا في الظاهرة ما يعكس تراجع الرغبة في التعلّم و تدهور علاقة التلميذ بالمدرسة. استغرب أحد الأساتذة بمتوسطة خديجة أم المؤمنين و هو يرى التلاميذ يرقصون بمحاذاة ثانوية فضيلة سعدان المجاورة للمؤسسة التي يعمل بها، و قال للنصر بأن تلاميذ اليوم يستبقون الأحداث و يفرحون قبل رؤية نتائج الامتحانات، مؤكدا بأن من بينهم من هو مهدد بالطرد و منهم من سيعيد السنة.و ذكرت زميلة له بأن ظاهرة الرقص و الغناء لم تعد بالجديدة بالمحيط المدرسي، لأنها تسجل على مدار السنة و بداخل المدرسة و نفس الشيء بالنسبة لتمزيق الكتب و الكراريس التي اعتبرتها إهانة للعلم و عدم ارتباط التلميذ بالعلم و الدراسة، كما كان الطلبة في الماضي، حيث كانوا يحتفظون بكتبهم و كراريسهم لسنوات أو يقدمونها لإخوتهم أو جيرانهم أو أصدقائهم للاستعانة بها في تحضير الدروس، غير أن الأمور اليوم تغيّرت و أصبح التخلص من الأدوات المدرسية بشتى أنواعها، طريقة للتعبير عن تخلص التلميذ من التوتر و القلق الذي ارتبط للأسف بالدراسة مصدر تلقي المعرفة، والقيم والمهارات.أحد التلاميذ الذين سألناهم عن سبب تمزيقهم للكراريس و المآزر أو الرسم عليها و رمي المحافظ قال بصوت يطبعه الحماس"تحيا العطلة" و علّق آخر "يحيا النوم"، فيما ذكر البعض بأنهم لا يريدون ترك أي شيء يذكرهم بتعب الدراسة و الضغط الذي يمارسه عليهم الآباء طيلة فترة الامتحانات.و ذكر أحد الكناسين بأنه و زملاءه يجمعون أطنانا من الأوراق مع نهاية كل سنة دراسية، مما يزيد من أعبائهم، مشبها الأحياء السكنية بحظائر للأوراق المتطايرة و بقايا المآزر و المحافظ الممزقة.