الخضر يغادرون المونديال مرفوعي الرؤوس توقفت مغامرة الخضر سهرة أمس في نهائيات مونديال البرازيل، حيث خرجوا من ملعب بورتو أليغري مرفوعي الرأس وتحت تصفيقات كل الجمهور الحاضر، بمن فيهم أنصار المنتخب الألماني المنافس الذي عانى الأمرين قبل أن يتمكن من الفوز واقتطاع تأشيرة التأهل، ليثأر بذلك من الخضر وبنفس نتيجة مونديال (82)معترفا بالأداء البطولي لأشبال حليلوزيتش، والذين خانتهم اللياقة البدنية في هذه المباراة البطولية، والتي سيحتفظ بها تاريخ المونديال. الخضر خرجوا من مونديال البرازيل، بعدما تألقوا وحققوا الإنجاز التاريخي الذي كان مسطرا لهم، ومروا إلى الدور الثاني، لينالوا الشرف بصفتهم الممثل الوحيد للعرب في هذا المحفل الكروي العالمي. إذا كان التحذير الأول من الألمان، فإن الخطر الحقيقي جاء عن طريق الهداف سليماني، والذي كاد يفاجئ الحارس الألماني نويير (د:10)، بعد تلقيه كرة في العمق من زميله ماندي، ولو رد الفعل السريع للحارس الألماني الذي اضطر للتدخل خارج منطقة العمليات. رد فعل أشبال جواكي لوو جاء سريعا، وذلك عن طريق الصاروخية التي أطلقها شفينشتايغر، والتي تصدى لها مبولحي بطريقة أكدت ثقته بالنفس، وهو ما جعل زملاءه على مستوى خط الدفاع يزدادون ثقة بالنفس، ويساهمون في الحملات الهجومية المعاكسة، على غرار فتحة ماندي تجاه سليماني الذي هز شباك الألمان برأسية جميلة (د:16)، إلا أن الحكم البرازيلي رفض الهدف بحجة التسلل، وقبله كاد فيغولي يفتتح مجال التهديف، بعد أن تمكن من تجاوز عقبة ثنائي محور الدفاع، لكن قذفته كانت خارج الإطار بسبب التسرع وقلة التركيز. الرسم التكتيكي الذي وضعه حليلوزيتش، والذي يرتكز أساسا على تدعيم خط الوسط، مع مشاركة الظهيرين في الحملات الهجومية المعاكسة، وهو ما سمح لسوداني من اقتحام منطقة العمليات بعد لعبة ثنائية، إلا أن كرته تجاه القائم الثاني كانت تنقصها الدقة والتركيز. خطة فاجأ بها حليلوزيتش الألمان وكل المتتبعين، وهو ما أربك الدفاع الألماني، حيث اضطر حارسه على التدخل مرة أخرى أمام سليماني بعيدا عن منطقة العمليات، كما سجلنا قبل ذلك (د:24) تدخل مبولحي لإبعاد كرة ساقطة خطيرة، كما تصدى عند الدقيقة (42) لكرة قوية للخطير مولر، والذي رد عليه سريعا مهدي مصطفى بقذفة قوية من خارج منطقة العمليات، جانبت الإطار، ليتألق مبولحي مرة أخرى قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول، وعلى مرتين أمام أوزيل الذي فشل في مغالطته، رغم انفراده به على الجهة اليمنى. بعد الاستراحة سجلنا عودة قوية للمنتخب الألماني، والذي تمكن من تهديد مرمى مبولحي، والذي ظل محافظا على رئاسة منطقته، بدليل تصديه (د:49) لرأسي بواتينغ الذي كان بدون مراقبة على مستوى محور الدفاع، قبل أن يرد عليه سليماني بهجوم سريع، لكن تردده فوت الفرصة على زميله سوداني. بعدها كاد فيليب لام يفتح مجال التهديف بصاروخية من خارج المنطقة أبعدها مبولحي بأطراف أصابعه، ليتواصل ضغط الألمانيين لكن دون جدوى، بفعل الدفاع المتين الذي تحمل العبء طيلة ربع الساعة الأول، لكن بمساعدة عناصر خط الوسط، وحتى الهجوم، أين سجلنا تواجد سليماني وسوداني بمنطقة مبولحي، وإبعاد سليماني لبعض الكرات العالية، وكذا تدخل أمام أوزيل. هذا وتواصلت معاناة الحارس الألماني مع سليماني والذي اضطر مرة أخرى للتدخل خارج منطقته، وكاد يتلقى هدفا من فيغولي ثم سليماني الذي انتهت كرته بين احضان الحارس نويير، كما كان بإمكان سوداني فتح مجال التهديف، لولا تردده بين القذف والتمرير إلى سليماني، فيما كانت أخطر محاولة من شفينشتايغر في مناسبتين (د:70 و 72)، لكن مبولحي دائما بالمرصاد، بعد فتحة من البديل خضيرة دخول براهيمي مكن الخضر من التحكم أكثر في المنطقة الاستراتيجية، ولكن ذلك لم يثن من عزيمة رفقاء لام الذين واصلوا ضغطهم، ولو لا براعة قلب الأسد مبولحي لاهتزت شباك عدة مرات، خاصة أمام الرأسيات الخطيرة لشفيشتايغر، ما جعل المباراة تنتهي في وقتها الرسمي بالتعادل الأبيض. الألمان تمكنوا من افتتاح باب التسجيل بعد دقيقتين فقط من انطلاق الشوط الإضافي الأول، عن طريق رأس الحربة البديل شوورلو، وهذا بسبب خطا من ماندي و تردد حليش في غلق الجهة اليمنى. هدف على البارد لم ينل من معنويات زملاء فيغولي، الذي كاد يعدل بكرة مقوسة من الجهة اليسر ى للحارس الألماني، ثم مهدي مصطفى الذي جانبت كرته القائم الأيمن. الشوط الإضافي الثاني رمى فيه الخضر بكل ثقلهم في الهجوم، لكن دون التمكن من فك شفرة الدفاع الألماني، لتبدأ آثار التعب تظهر على اللاعبين، بدليل معاناتهم من الشد العضلي، وهو ما حاول استغلاله المنافس، الذي هدد مرمى مبولحي في العديد من المرات، قبل أن يفلح أوزيل في إضافة الهدف الثاني (د:118)، ليرد عليه سليماني بعد دقيقة واحدة بعد لعبة ثنائية بين براهيمي وفغولي، وفتحة الأخير الميليميترية، ليعلن الحكم البرازيلي عن نهاية المباراة بفوز الألمان، الذين تمكنوا من الثأر من الخضروبنفس نتيجة مونديال (82). حميد بنمرابط * تصوير: الشريف قليب أغلب اللاعبين خاضوا اللقاء صائمين أصر غالبية لاعبي الخضر أمس على اللعب صائمين، حيث رفضوا الإفطار وفق الفتوى التي منحت لهم، وهو ما تاكد في لحظة الإحماء، أين لم يتناولوا الماء على غرار لاعبي المانشافت الذين استهلكوا كميات معتبرة قبل بداية اللقاء، والجميل أن الأنصار رفعوا الأذان بحلول الدقيقة 36 من المباراة (وقت أذان المغرب بمدينة بورتو أليغري) وقد دوت عبارة الله اكبر جنبات الملعب، وفيما سادت روح أخوية عالية فوق المدرجات، بتقاسمهم وجبة الإفطار وأفطر كثير منهم على الشوكلاطة والماء، كان من جانب اللاعبين العربي هلال سوداني أول من أفطر عند الدقيقة الأربعين بشربه جرعات من الماء، في الوقت الذي فضل البقية انتظار نهاية الشوط الأول للإفطار.