أحلم باستغلال أبطال روايات أحلام مستغانمي في قصصي المرسومة ترى الرسامة حنان بن مديوني بأن تجربة فن المانغا في الجزائر ،شهدت رواجا متذبذبا في السنتين الأخيرتين ،عكس سنة 2010 التي سجل فيها هذا الفن تألقا ملفتا، بعث حينها تفاؤلا كبيرا لدى محترفيه. صاحبة "نور المولود"، و "العلم"،و "قويدر" و "الحرفي الصغير" ،قالت في حديث للنصر بأن مبادرة فتح أول مقهى للمانغا بالجزائر "آش بي مانغا كيسا" بقلب العاصمة ،خطوة مهمة للارتقاء بهذا الفن الذي تتسع شعبيته يوما بعد يوم في أوساط الشباب و يتضاعف عدد محترفيه من سنة إلى أخرى، يحفزه شغف المراهقين و الشباب بمتابعة كل جديد في عالم الرسوم المتحركة اليابانية، و حلمهم برؤية شخصيات تعكس محيطهم و عاداتهم ،و هو ما وجدوه لدى المواهب الجزائرية التي برزت مع بداية الألفية الثانية في هذا النوع من الشريط المرسوم، و تجتهد هي و زملاؤها لتجسيد ذلك من خلال نصوص تعبّر عن المجتمع الجزائري بكل خصوصياته. حنان بن مديوني التي فرضت نفسها في مجال المانغا الجزائرية بفضل إتقانها هذا الفن، سردت كيف أن عشقها للرسوم المتحركة اليابانية و ولعها بمتابعة كل سلسلة جديدة تبث عبر الفضائيات، ولدت لديها ميلا و قناعة بأن مستقبلها المهني لا يمكن أن يكون خارج هذا المجال، لولعها بإعادة رسومات أبطال الكثير من سلسلات الرسوم المتحركة التي تابعتها منذ طفولتها و رافقتها في صباها و ذكرت منها "دراغون بول زاد" و "نيكي لارسون"..و غيرها من السلسلات الناجحة التي وضعت أولى خطواتها على درب فن ،لم تكن متأكدة بأنها ستحترفه ذات يوم ببلادها و مع ناشرين و رسامين جزائريين. تحدثت الفنانة عن بداياتها في رسم المانغا كفنانة عصامية ،حيث اعتمدت على هوايتها التي صقلتها بفضل متابعة دروس مجانية في تلقين التشريح الفني عبر الانترنت، مشيدة بالفرصة التي حصلت عليها من خلال تعاملها مع دار النشر المتخصصة "زاد لينك"، بالإضافة إلى عملها في مجال ال"آنفوغرافيا" الذي لم يبعدها عن موهبتها و اهتماماتها بالمانغا، فراحت تكرّس جل وقتها في إبداع رسومات جديدة قالت أنها تحرص على نقل صور واضحة من المجتمع الجزائري لخدمة الثقافة الجزائرية، و ذلك من خلال المحافظة على الزي و المعالم المستوحاة من عمق المجتمع، مع تأليف قصص لا تبتعد عن يوميات أفراد العائلة الجزائرية و تسليط الضوء على مشاكل و انشغالات الطفل و الشاب بشكل خاص. اعتبرت حنان أن فن المانغا في الجزائر،لا يزال يحتاج إلى دعم أكبر للاستمرار، مشيرة إلى أن السنوات الأولى لرواجه بالجزائر هي نهاية التسعينات و بداية الألفية الثانية لكنه شهد في رأيها خلال السنتين الأخيرتين تذبذبا. و أضافت بأن المواهب موجودة و بكثرة، و أكبر دليل على ذلك ما تسجله مواقع التواصل الاجتماعي من تبادل للخبرات و الرسومات المنجزة من قبل رسامين جزائريين من مختلف الأعمار، و الذين يعبرون عن اهتماماهم بهذا الفن بنشرهم كل ما يتعلّق بالمانغا و التظاهرات الخاصة بها عبر العالم، و تبادل عناوين المواقع المتخصصة و جديد الإصدارات العربية و الغربية و بشكل خاص البلد الأصلي للمانغا اليابان، بالإضافة إلى اهتمامهم باللغة اليابانية. و في سياق الحديث عن اللغة ،قالت حنان بن مديوني بأن الإصدارات باللغة الفرنسية تلقى رواجا أكبر بالولايات الكبرى، فيما تسجل النسخ باللهجة العامية إقبالا أكبر بالمدن الصغيرة. عن طموحاتها ،أسرت حنان بأنها تحلم بإصدار سلسلات منتظمة لقصص تستنبطها من روايات مشهورة أو تستغل أسماء روائيين معروفين كأبطال لقصصها من نوع المانغا، و ذكرت على سبيل المثال ،الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي التي قالت أنها تطمح بأن تعيد نقل أبطال رواياتها الناجحة ضمن قصصها المرسومة. و استرسلت الفنانة التي درست العلوم التجارية، بأنها تطمح للمشاركة في التظاهرات و المعارض العالمية الخاصة بفن المانغا لإبراز ثقافتنا، مردفة بأن المانغا، هذه الظاهرة الاجتماعية و الفنية المثيرة، و جدت لها مكانا في الجزائر و كذلك في كل دول العالم، بفضل تميّز المواضيع التي يعالجها الرسامون و التي لا تبتعد عن الواقع و تقدمه بصورة مبسطة. مريم/ب