فتح فضاءات التعبد لليهود رسالة بأن الجزائر ليست ضدهم أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أمس الاثنين، أن القرار بإعادة فتح فضاءات التعبد لليهود رسالة من الجزائر بأنها ليست ضدهم، وأن هذا الأمر لا يحتاج للتأويلات، و قال «الجزائر متعددة في لغتها وفي ثقافتها وتقبل الآخر». وأشار الوزير إلى أنه بلغ هذه الرسالة كذلك للجالية المسيحية ولغير المسلمين بالجزائر الذين التقى وفدا عنهم يتكون من طلبة وعمال في مختلف القطاعات خاصة حقول البترول والمشاريع الكبرى. وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف على هامش زيارته التفقدية لمشروع مسجد ابن باديس بوهران، أن القانون الجزائري ينظم أماكن العبادات لغير المسلمين، حيث ينص القانون الذي صدر سنة 2006 على تنظيم عبادات غير المسلمين ويلزمهم بعدة ضوابط يجب عليهم احترامها وممارسة شعائرهم وفقها. وكان الوزير أعلن الأسبوع الماضي عن فتح أماكن العبادة لليهود بعد اتخاذ الإجراءات الأمنية لحمايتها. وبخصوص المد الشيعي بالجزائر، أكد الوزير أن الأمر لا يتعلق بالشيعة أو السلفية أو المذاهب الأحمدية، بقدر ما هو غزو نحلي الذي يعني ممارسة العبادات بطريقة منحرفة. فالمذهب الشيعي هو مذهب معتمد لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، ولكن تحويل ممارسة التشيع لحركة سياسية أو استخباراتية تسعى لتخريب البلاد والمجتمع أمر غير مقبول، وقال «طالبنا أن لا يتحول مذهبنا المالكي لنحلة نحارب به غيرنا». وأوضح أن المذاهب هي طرق نصل بها للحق الذي أراده الله، فمصدر الإسلام هو وحي السماء أي القرآن، أما طرق تطبيقه فلا يجب أن تحدث شرخا اجتماعيا. و قد أشرف الوزير على انطلاق الطبعة التاسعة للدروس المحمدية التي تمحورت حول المذاهب الإسلامية، وتحتضن هذه الدروس الزاوية البلقايدية بوهران منذ 9 سنوات، يجتمع فيها علماء وفقهاء الإسلام من عدة دول عربية وإسلامية لتدارس مواضيع مختلفة طيلة شهر رمضان. من جهة أخرى، تفقد الوزير مشروع إنجاز مسجد عبد الحميد ابن باديس بوهران، و طالب أن يكون المسجد جاهزا يوم 16 أفريل القادم تزامنا مع انطلاق فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، مقترحا أن يحتضن هذا الصرح شطرا من الفعاليات كالملتقيات تكريما للعلامة ابن باديس.