سهرة اليوم بملعب أرينا دي ساو باولو (سا: 21,00) الأرجنتين --- هولندا الطواحن تأمل في تحقيق ثأر عمره 36 عاما يحتضن سهرة اليوم الأربعاء ملعب "أرينا دي ساو باولو" في ساو باولو، قمة نارية تعد بكثير من الإثارة والتشويق بين المنتخبين الأرجنتيني والهولندي برسم الدور نصف النهائي من مونديال البرازيل 2014، وذلك بحسابات متجانسة، حيث يعي كلاهما أهمية المباراة وقيمة الفوز الذي سيعبد الطريق لتحقيق حلم ظل يراود الطرفين. فالأرجنتين لم تعانق التاج العالمي منذ 1986 وهولندا تواصل رحلة البحث عن أول كأس لها، رغم الأجيال التي تعاقبت عليها حيث سقطت ثلاث مرات، آخرها في نهائي دورة 2010 بجنوب إفريقيا حين أجهض الاسباني اندريس انييستا حلمها بهدف قاتل في الدقيقتين الأخيرتين من الشوط الإضافي الثاني. مباراة اليوم تحمل في طياتها طابعا ثأريا بالنسبة لتشكيلة المدرب لويس فان غال، والتي ستسعى لتدارك خسارتها نهائي نسخة 1978 على يد الأرجنتين الفائزة بعد الوقت الإضافي بثلاثة أهداف لماريو كامبيس (هدفان) ودانييل بيرتوني، مقابل هدف وحيد لديك نانينجا، ما يجعل منتخب الطواحين يبحث عن تحقيق ثأر عمره 36 عاما، فيما تبدو الفرصة مواتية أمام الأرجنتين التي ستفتقد لخدمات لاعبها المتألق انخل دي ماريا بسبب الإصابة على مستوى الفخذ، لبلوغ خامس نهائي لها في تاريخها، خاصة وأن عدادها توقف عند تتويجين عالميين فقط في 1978 و 1986. وما يريح مدرب الأرجنتين اليخاندرو سابيلا، استعادة المهاجم سيرخيو أجويرو في هذا الصراع اللاتينو أوروبي بعد تماثله للشفاء من إصابته بشد عضلي التي حرمته من خوض المقابلتين الأخيرتين أمام سويسرا وبلجيكا، حيث منحه الجهاز الطبي الضوء الأخضر للعودة إلى المنافسة. سابيلا اعتبر المواجهة امتحانا جادا لفريقه مبديا تفاؤلا كبيرا باجتياز عقبة التشكيلة البرتقالية:" نحن مستعدون لهذه المباراة بكل ما تستوجب من حيطة وحذر وإعداد بدني. غياب دي ماريا مؤثر لكن لدينا البدائل ونملك القدرة الكافية على ضرب موعدا للنهائي، ولو أنني أعي صعوبة المهمة وطموح المنافس. وقد تمتد المقابلة إلى الوقت الإضافي وحتى ركلات الترجيح ". وفي المقابل، فإن هولندا تطمح لفك عقدتها مع النهائيات العالمية بعد أن أخفقت في ثلاث مناسبات معانقة التاج العالمي عند وصولها النهائي(1974، 1978 و 2010). وقبل تنشيطها مباراة اليوم، دخلت هولندا مونديال البرازيل باستعراض أمام اسبانيا حاملة اللقب وثأرت منها باكتساحها (5/1)، لكنها عادت بعدها لتعاني بعض الشيء أمام استراليا (3/2) ثم التشيلي في مقابلة شكلية للمنتخبين (2/0) قبل أن تتخطى عقبة المكسيك في الدور الثاني بصعوبة كبيرة (2/1). هذا وستكون مواجهة ساو باولو الخامسة بين المنتخبين في نهائيات كأس العالم التي تسعى الأرجنتين إلى بلوغ مباراتها النهائية للمرة الخامسة(1930، 1978، 1986 و1990)، في وقت التقى المنتخبان في أربع مناسبات ودية كذلك وانتصرت هولندا مرتين ومثلها من التعادلات. ومع ذلك، فإن تفوق هولندا لا يعني بالضرورة تسيدها مواجهات الطرفين، لان ملعب "أرينا ساو باولو" هو الذي سيحسم في بطاقة الترشح للنهائي بين منتخبين يضمان في صفوفهما عددا من ألمع نجوم الكرة في العالم ك"النفاثة" اريين روبن وويسلي سنايدر والقائد روبن فان بيرسي وكاوت من الجهة الهولندية، مقابل ميسي وهيجواين وايزيكييل لافيتزي وخافيير ماسكيرانو الذي أكد بقوله:" علينا التمسك بالحلم الذي يراودنا لأننا أخذنا بيد الأرجنتين إلى مكان لم تتواجد فيه منذ فترة طويلة". أما ليونيل ميسي فقال:" هذه الفرص لا تأتي إلا قليلا، ويجب الاستثمار فيها. لم نخض هذه المباراة منذ 24 عاما ، وكنا محظوظين لنكون بين الذين حققوا هذا الانجاز، لكن بلوغنا هذه المحطة ألهب الرهانات ورفع من حجم توقعات المشجعين وضاعف درجة الضغط النفسي على اللاعبين".