يعد عبد الرزاق قسوم من المفكرين الجزائريين القلائل الذين قدموا منهجا وتفسيرا جديدين في دراستهم للفكر العربي الإسلامي ويتجلى هذا الجهد في مجالين هامين : فهو من جهة من المساهمين في إثراء هذا الفكر بوصفه مفكرا متميزا أسهم بالعديد من مؤلفاته في هذا المجال سواء تعلق الأمر بدراسته لبعض شخصياته المميزة أو بمساهماته الفكرية الواضحة. و من جهة ثانية بتحليلاته ودراساته النقدية بوصفه باحثا أكاديميا وأستاذا جامعيا بلور العديد من الأفكار وأثر في الكثير من طلبته الذين صار البعض منهم باحثين ومفكرين لا يشق لهم غبار تعدت شهرتهم الجزائر إلى العالم العربي والإسلامي. مع هذا فإنّ القلائل من يعرف قسوم بهذه الكيفية، وهذه الدراسة هي في الحقيقة محاولة للاقتراب من الرجل وفكره، هادفة إلى تسليط الأضواء على بعض الجوانب منها دون أن تدّعي أنها تغطي شخصية قسوم، وداعية في الوقت نفسه إلى الاهتمام بمفكرينا من خلال دراسة أفكارهم والتعريف بها باستخدام المنهج العلمي الذي يتطلب الحياد والموضوعية ولكن دون تحامل أو مجاملة. أ.د- موسى معيرش مراحل الفكر العربي الإسلامي: يثير عبد الرزاق قسوم في كتاباته العديدة إشكاليات معرفية ومنهجية مختلفة فيما يتعلق بالفكر الإسلامي، منها على سبيل المثال لا الحصر إشكالية التسمية ، دون أن يهمل الحديث عن إشكاليات تطوره. هذا ما يدفعنا إلى التساؤل حول طبيعة القضايا التي يطرحها قسوم ، وإذا ما كانت قد طرحت من قبل أم لا ؟ وإذا كان الأمر قد طرح من قبل فماذا أضاف قسوم لذلك أم أنه أعاد طرح الإشكالية دون أن يقدم الجديد؟. هذا ما سنحاول أن نناقشه في هذا العنصر. بداية لابد و أن نحدد المقصود بمصادر الفكر العربي الإسلامي هذا تلافيا لكل لبس خصوصا وأن بعض الباحثين لا يفرق بين المقصود بمصادر الفكر الإسلامي والمقصود بمصادر الفلسفة الإسلامية ومن ثم الخلط بين الفكر والفلسفة، وهذا يقودنا إلى أن نحدد مفهوم هذا الفكر. أما فيما يتعلق بمصادر هذا الفكر فقسوم يرى أن المقصود بها ليس مصادر محددة لمفكر معين أثناء محاولته شرح الإسلام وإنما يقصد به مجمل المصادر التي تشكلت في مختلف العصور وساهمت بل وقادت إلى إنتاج هذا الفكر بمختلف اتجاهاته. أما المهتمون بدراسة هذا الفكر ورغم تنوعهم وكثرتهم فهم لا يخرجون عن دائرتين أساسيتين حسب وجهة نظر قسوم هما: - دائرة الخطاب الديني دائرة الفكر الفلسفي إلا أن المتمعن في هذا التقسيم يتبادر إلى ذهنه السؤال التالي: هل كان استخدام قسوم مصطلح خطاب عندما تحدّث عن الدائرة الأولى ومصطلح فكر عندما حدد الدائرة الثانية مقصود أم لا؟ و إذا ماكان مقصودا فهل يعني ذلك أن هذا التميز تقتضيه ضرورة معرفية ابستمولوجية أم ضرورة منهجية؟. في محاولته تقديم قراءة جدية لزمن الفكر الإسلامي ينطلق قسوم من نقده للقراءات السابقة ، ويرى أنها في مجملها تنطلق من قراءة غربية لزمن غربي يقسم مراحل الفكر إلى فكر قديم وفكر وسيط وآخر حديث ، وهذه القراءة حسب وجهة النظر هذه وإن كانت مقبولة في الفكر والفلسفة الغربيتين فهي مرفوضة معرفيا وتاريخيا بالنسبة للفكر العربي الإسلامي،كما لا ينفي قسوم أنّ هنالك محاولات جادة لتقديم زمن مقارب لهذا الفكر كما فعل فهمي جدعان عندما قسم مراحل هذا الفكر على النحو التالي : - مرحلة التنوير الديني في بناء الحضارة. - مرحلة التوقف الحضاري والتوازن. - مرحلة اختلال التوازن والانحطاط. -مرحلة اليقظة والنهوض. رغم الجهد المبذول والتفرد الذي نظر من خلاله فهمي جدعان إلا أنه حسب قسوم لم يخرج من تحت سيطرة تأثير الزمن الغربي نتيجة لاستخدامه مصطلحاته التي لا تصلح لقراءة وتفسير الفكر العربي الإسلامي، ونتيجة لهذا يحاول قسوم أن يقدم قراءته الخاصة حيث يقول:" لقد كنا نود أن تكون مراحل الفكر العربي الإسلامي على النحو التالي: 1مرحلة الفتح والفتوحات..... 2مرحلة التحرير العقلي.... 3-مرحلة الإبداع العلمي... 4مرحلة المد والجزر الحضاريين... 5-مرحلة النهوض والصحوة... 6- مرحلة التحدي وهي المرحلة المعاصرة ً (1) . إلا أن المتمعن في هذا التقسيم يتساءل حول الجديد الذي أضافه ،وعن ما يميزه عن تقسيم فهمي جدعان الذي انتقده قسوم من قبل ماعدا الاختلاف في استخدام بعض المصطلحات علاوة على تقسيمه للمرحلة الأولى والأخيرة إلى مرحلتين مادام المضمون واحد، ومع هذا فإننا لا ننكر حق الفيلسوف في أن يكون له مفرداته الخاصة وتصنيفه المميز وهو ماكان لقسوم. ومن هذه الناحية يمكننا القول أن صاحبنا قدم تصنيفا لتاريخ الفكر الإسلامي ينسجم مع قناعاته وتصوراته و منطلقاته وهذا إذا ما طبقنا معاييره التي وضعها في كتابه مدارس الفكر العربي المعاصرة، وبهذا يكون قد حقق الهدف الذي جاء من أجله هذا التصنيف وهو محاولة التحرر من سلطة الفكر الغربي. ***** مدارس الفكر العربي الإسلامي: ينفرد عبد الرزاق قسوم بتصنيف جديد ومميز لمدارس الفكر الإسلامي المعاصر يقوم على أسس ثلاث هي على النحو التالي: أ- مدرسة المنطلق العقلي والمصب الديني: يقول عبد الرزاق قسوم في تعريفه لهذه المدرسة:"إن هذه المدرسة تضم عينات من المفكرين الذين توجهوا تحت ظروف تكوينية خارجية أو داخلية معينة، على منح العقل أولوية خالصة في الدراسة، والبحث ، واعتماد منهجية ولكنهم وجدوا أنفسهم يخدمون الفكر الديني ويجعلونه الهدف الأسمى والوحيد...و كأنهم يريدون بذلك التأكيد على أن العقل متى أحسن توجيهه وأقيم على مقدمات سليمة؛ فإنه لا محالة يقود إلى نتائج سليمة، وهل هناك نتيجة أعظم من فهم الدين فهما عقليا منطقيا"(6). ولتمثيل هذه المدرسة يقدم قسوم ثلاثة أسماء لمفكرين مصريين هم: - خالد محمد خالد. -محمد عمارة. - مصطفى محمود. دون شك فإن هذه الشخصيات تنطبق عليها القوالب التي وضعها قسوم لهذه المدرسة في كثير من نقاطها فهي شخصيات اتجهت في مرحلة ما بعد التكوين إلى الفكر العلماني فهاجمت المشتغلين بالدين أحيانا والدين في حد ذاته في أحيان أخرى لكنها سرعان ماعادت لا لتدافع عنه فحسب بل ولتكون ممثلة له : دفاعا وتنظيرا ، ومهاجمة لخصومه، إلا أن هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى أن بعض هذه الشخصيات في الأصل ذات تكوين ديني كخالد محمد خالد خريج الأزهر. إلا أن السؤال الذي يواجهنا -وكنا قد وجهناه من قبل لقسوم يتعلق بالأسباب التي دفعت قسوم إلى الاقتصار على شخصيات مصرية -بغض النظر عن قيمتها العلمية ومكانتها الفكرية التي لا يمكن التشكيك فيها حتى من قبل خصومها-ودون شك فإنّ هناك شخصيات عربية وحتى جزائرية كثيرة مثلت هذا الاتجاه ،كان من المستحسن الإشارة إليها ودراستها كمالك بن نبي مثلا. ب- مدرسة المنطلق الديني والمصب العقلي: يحاول قسوم أن يحدد الأطر العامة لهذه المدرسة معترفا بأن الأمر فيه الكثير من الصعوبة ومع هذا فإن السياق العام لهذه المدرسة:" سيتجلى لنا من خلال ظروف النشأة وعوامل التنمية وروافد الفاعلية، أنها ذات ألوان خاصة بعضها داخلي يستمد معالمه ، وبصمات هويته من داخل التراث الإسلامي الذي ينطلق منه في دراسته المنهجية ، والبعض الآخر خارجي وافد على العقل إما بحكم التكوين العقلي، أو بدافع نزعة الاستغراب، أو كرد فعل ضد الفكر الإسلامي فيكون بذلك كله قد حدد متطلبات الإرساء... فأما من حيث النشأة، فإن ما يطبع هذه المدرسة هو التكوين المزدوج الذي وإن اتخذ الدراسة الإسلامية مادة لدراساته، إلا أنه يغلب عليه التوجه الفلسفي في المنهج والتكوين والاستنتاج"(7).. ولتمثيل هذا الاتجاه الفكري يستحضر قسوم ثلاثة شخصيات علمية وفكرية هي: - حسن حنفي من مصر - محمد عابد الجابري من المغرب - ومحمود المسعدي من تونس وإن كنا لا نشك لحظة في أن هذه الشخصيات تصب في الاتجاه العقلي الخالص إلا أننا نتساءل عن منطلقاتها الدينية إذ لا يخف على أحد أن تكوين هذه الشخصيات فلسفي عقلاني إلا أنها كما يبدو اتجهت تحت ظروف عديدة إلى الاهتمام بدراسة التراث وفق منهجها العقلاني ولم يعرف عن هذه الشخصيات في يوم من الأيام انطلاقها من الفكر الديني وهذا خلافا لأنصار الاتجاه الأول الذين انطلقوا من مهاجمة الدين رغم تكوين بعضهم الديني- ومحاربة مفكريه ووصف رجاله بالتخلف ليتحولوا إلى مدافعين ومؤيدين وصولا إلى اعتبارهم ممثلين لهذا الفكر ج- مدرسة المنطلق العقلي والمصب اللاّديني: عن الكيفية التي انتقى بها قسوم ممثلي هذه المدرسة يقول:" فقد راعينا في اختيارهم التنوع اللغوي، والتلون الثقافي والتوازن الجغرافي ، مما يعطي دراستنا موضوعية أكثر، ومصداقية أشمل لهذا وقع اختيارنا على كل من الأستاذ الدكتور فؤاد زكريا من مصر، والدكتور محمد أركون من الجزائر مولدا، الفرنسي جنسية، والدكتور هشام جعيط من تونس"(8). رغم إقراره بصعوبة الجمع بين هذه الشخصيات في مدرسة واحدة، إلا أنه يقول بإمكانية ذلك وهو ما يبرزه قوله:" على أن ما يشفع لنا في الجمع بين هؤلاء المفكرين- بالرغم من اختلاف مواقعهم ومصادر تكوينهم، وتباين لغاتهم- السمات العامة، والتي هي القواسم المشتركة التي تطبع توجههم المنهجي الاديولوجي العام" (9) . أما بالنسبة للنقاط العامة التي تحدد الأطر العامة لهذه المدرسة ، وتجمع بين أتباعها فيحددها قسوم في مايلي: 1- التكوين العقلي الفلسفي. . 2-المنهج الشكي إزاء النص الديني . 3 -رفض إضفاء القداسة على النص الديني الإسلامي. 4-النزعة الانسلابية. 5-مناصبة العداء للعاملين في الحقل الديني. 6-التركيز على المبدأ النقدي. ***** بين الموقف والمنهج: يطرح عبد الرزاق قسوم في كتاباته أحد أهم الإشكاليات المتعلقة بالفكر الإسلامي بقوله:" يمكن -بكل موضوعية- الانطلاق في تحليل منهجية الفكر العربي الإسلامي من حكم قاس ، يتمثل في أزمة المنهج في دراسة هذا الفكر، فالدارس ما يزال محتارا في اختيار المنهج الأسلم للتمكن من سبر أغوار خبايا إنتاجنا الإسلامي ،وإخضاعه للتصنيفات الفكرية والفلسفية السائدة في العالم، أو صياغته ضمن منهجية خاصة بالعقل العربي الإسلامي، تكون موازية للمناهج، بل وبديلة عن القوالب الجاهزةً "(10). المتصفح للباحثين في التراث الفكري الإسلامي يلاحظ تعدد المناهج المعتمدة وقلة النتائج المستخلصة؛ فهذا منهج ماركسي يعتمد الجدل أساسا والمادية التاريخية والمادية الجدلية منطلقا ومرتكزا والتفسير المادي للتاريخ هدفا وهو ما فعله حسين مروة في كتاباته المختلفة وخصوصا في كتابه الضخم النزعات المادية في الفلسفة الإسلامية. بينما اعتمد البعض الآخر منهج كلود ليفي ستروس المعروف بالبنيوية وبشّر به كمذهب وحيد غير قابل للنقد ، دون أن ننسى أن هناك من جعل من الوجودية فلسفة ومنهجا كعبد الرحمان بدوي في فترة هامة من حياته، أما زكي نجيب محمود فاعتمد على الوضعية المنطقية وباختصار فالعديد من الفلاسفة والمفكرين العرب المحدثين منهم والمعاصرين اقتبسوا مناهج غربية و حاولوا تطبيقها على الفكر العربي الإسلامي قديما وحديثا ليعود بعضهم عنها فيما بعد .فكيف تعامل قسوم في كتابه مدارس الفكر العربي الإسلامي المعاصرة مع إشكالية المنهج؟ ويبدو هذا السؤال مبررا عندما نعرف أنه يتعرض لمدارس متناقضة في منطلقاتها ومصابها ومختلفة في أهدافها من جهة ، كما أنه من جهة أخرى مفكر ينتمي إلى مدرسة لها منطلق ومصب، ومن هنا تكمن صعوبة التعامل مع المناهج والمواقف ويأتي السؤال الذي طرحناه . للإجابة عن ذلك نجد التزام قسوم بالموضوعية والحياد في مناقشة خصومه بصورة تجعلنا نتذكر الباحث الأكاديمي العقلاني الجاد في شخصية قسوم التي تمارس النقد والتحليل لا من أجل التسلية والتلاعب بالألفاظ وإبراز القدرة على التحكم في آليات المعرفة ، وإنما بحثا للوصول إلى الموقف الذي يتطلبه الأمر. وهذا ما نستشفه بوضوح من خلال حديثه عن الكيفية التي سيتعرض بها للحديث ومناقشة ممثلي مدرسة المنطلق العقلي والمصب اللاديني حيث يقول:" أما ما نلتزم به فهو أننا سنعمل على محاورة كل مفكر من منطقه العقلي ، ولكن حسب تحديدنا الخاص لمدلول المنهج العقلي، والذي لا نعتقد أن يختلف معنا فيه كل ذي عقل سليم.فإن فهمنا للعقل يتخذ مدلولا شموليا بحيث لا يقصي النص الديني من دائرته ، بالأصح أن يكون العقل هو دعامة النص الديني، وبالتالي يكون التمازج والتكامل بين النص الديني والمنهج العقلي"(11). وهذا دون أن ينسى أن الهدف الأساسي من كل ذلك يكمن في خدمة الفكر توجيها للباحثين. كما لا يختلف في محاوراته لبقية المدارس عند تعامله مع ما وضعه هنا منتقدا القوالب الجاهزة التي اعتمد عليها أنصار المنطلق الديني والمصب العقلي والمقولات التي ألزموا بها أنفسهم والمستمدة من الاتجاهات الفكرية الأوروبية بشكل عام والفرنسية بوجه خاص. أما موقفه من الاتجاه الأول فيبدو أنه لا يخفي على أحد تعاطفه معه دون أن ينسيه هذا التعاطف مكانته كباحث ينشد الوصول إلى:" الحقيقة ما أمكننا ذلك ، والعمل على بلوغ أوفر قسط منها في حدود ما يسمح به ضعف وسائلنا المتاحة. و ما تمكننا به ذاتيتنا البشرية بميولها ، وانفعالاتها وقناعاتها الخاصة"(13). هنا نصل إلى مرحلة هامة في دراستنا لقسوم فأين نصنفه؟ أنصنفه ضمن المدرسة الأولى ، الثانية أم الثالثة؟ بحسب الملامح العامة التي وضعها نستبعد تصنيفه ضمن المدرستين الأخيرتين ، فهو لا يعادي الدين ولا رجاله كما فعل أنصار الاتجاه الثالث، في الوقت الذي يعمل على التحرر من القوالب الغربية التي وضع فيها أنفسهم أنصار الاتجاه الثاني. فهل معنى هذا أنه يمكننا تصنيفه ضمن الاتجاه الأول؟ . مرة أخرى نصطدم بصعوبة ابستمولوجية أخرى فرغم أنه مدافع عن الدين مستخدما العقل للدفاع عنه إلا أنه مثل أبي حامد الغزالي ذا تكوين ديني ولم يعرف عنه مهاجمته للدين في مرحلة من مراحل حياته ، وهذا ما يقودنا إلى القول أن قسوم لا يجد نفسه ضمن التصانيف التي وضعها وإنما خارجها و هو ما يجعلنا نكاد نجزم أن قسوم سيعمل على إثراء تصنيفه هذا بإضافة منطلق و مصب جديدين من شأنهما أن يستوعبا الكم الهائل من المفكرين الذين لم يجدوا أنفسهم في هذا التصنيف. ومع هذا فقد ظل قسوم وفيا للمنهج الذي وضعه مع خصومه الذين يختلف معهم شكلا ومضمونا حيث لم يكتف بالعودة إلى بعض مصادرهم بل أنه عاد إلى أغلب تلك المصادر التي أنتجوها كما لم يتوقف عن نعتهم بالفرسان الذين يجب احترامهم وتقديرهم بغض النظر عن اختلافنا معهم، وهو ما فعله مع أنصاره أو قل الذين يتعاطف معهم ، إذ رغم التعاطف الذي يفهم ضمنا فإن ذلك لم يمنعه من أن يحاورهم محاورة الأكاديمي الناقد الباحث عن الحق والحقيقة وهو ما عملنا على الالتزام به في هذه الدراسة . ولنا أن نقول أننا نقف هنا أمام شخصية متكاملة ومفكر متزن وملتزم إذا ما قال فله ما يقول، و إذا انتقد فسيكون منصفا، فيلسوف صاحب موقف ولسنا أمام مقلد متبع باختصار نحن أمام شخصية علمية وفكرية متميزة. قلما نجد نظيرا لها. *****