الوضع في غزة يطغى على أجواء عيد الجزائريين احتفل الجزائريون بعيد الفطر في أجواء تقليدية تزاور فيها الأقارب و تبادل الجيران التهاني، و أبرزوا خلال المناسبة علامات التآزر و التآخي، لكن عيد الفطر كان بمسحة حزن هذه السنة بالنظر لما يعانيه الشعب الفلسطيني من اعتداء همجي إسرائيلي قتل الأطفال و النساء و شرد أسرا بأكملها، و هو ما عكسته تصريحات الفئات المختلفة من الجزائريين في وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعي، و تطرقت إليه خطبة العيد في شتى مساجد الجمهورية. و قد أدى السادة عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة ومحمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني وعبد المالك سلال الوزير الأول صلاة عيد الفطر المبارك صباح الإثنين بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة في جو من الخشوع والسكينة وسط جمع من المواطنين. وقد أدى صلاة عيد الفطر أيضا بنفس الجامع أعضاء الحكومة وإطارات من الدولة وممثلين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي العربي و الاسلامي المعتمد بالجزائر. حيث ذكر الخطيب بأن الشعب الجزائري يعد من أكثر الأمم احساسا بالإبادة الممنهجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الاسرائيلي، داعيا في نفس الوقت المسلمين الى جمع صفوفهم وتوحيد كلمتهم وتجنب الفتن. كما أشاد بموقف القيادة الجزائرية في سعيها لوقف المأساة الإنسانية التي أصابت الشعب الفلسطيني الجريح. و كانت تمنيات الأطفال الجزائريين بالمناسبة كثيرة و أغلبها موجه لأطفال فلسطين الذين قضوا العيد تحت وابل القصف الاسرائيلي، و قد عبر أبناء الشعب بمختلف شرائحهم عن تضامنهم و إحساسهم بما يعانيه الفلسطينيون، دون ان ينسوا بقية المظلومين و المستضعفين في بقية أنحاء العام. خطيب الجامع الكبير بالعاصمة تطرق في خطبته إلى خصال الدين الحنيف التي ينبغي أن يتحلى بها المسلمون، قائلا أن المؤمنين في هذا اليوم المبارك تتجلى على سماتهم "الطهارة الروحية والأخلاق الرفيعة" من خلال السلوكات الحميدة التي تتميز "بالتكافل والتضامن وإصلاح العلاقات فيما بينهم بعيدا عن نقل الفتن والنعرات الجهوية". وعقب الصلاة تلقى السادة بن صالح و ولد خليفة وسلال التهاني من قبل المصلين. وفي خطبتي الصلاة أوضح الامام أنه ينبغي على المؤمنين أن يطهروا نفوسهم في يوم العيد من "الأحقاد والغل والتحلي بالتصالح والتضامن فيما بينهم امتثالا لتعاليم الدين الإسلامي