حمدي بناني وكمال بودة يسترجعان أجواء الأندلس الضائعة تميزت السهرة الرابعة من فعاليات المهرجان الوطني للمالوف في طبعته الثامنة المقامة بقصر أحمد باي باسترجاع أجواء قصور الأندلس الضائعة فنيا ، حيث أدى كل من الفنان حمدي بناني من عنابة و الفنان القسنطيني كمال بودة مقاطع غنائية تغازل الزمن الجميل و تشيد بروعة الحياة في الأندلس ،فتصف قصوره وجمال نسائه ، بأداء مميز جعل السهرة تستمر الى غاية منتصف الليل بحضور مكثف لجمهور وفي و متذوق للفن الأندلسي فتابعه إلى آخر اللحظات من عمر السهرة الفنية. العرض الفني الأول في هذه السهرة كان من تقديم جمعية المطربية القادمة من مدينة الورود البليدة، حيث أدت نوبة السيكا ملتزمة بطابع المالوف المحض، وذلك في أول محاولة لها في تأدية هذا الطابع الغنائي القسنطيني، حيث اعتادت الفرقة على أداء طبوع غنائية عاصمية على غرار الطابع العروبي والصنعة بالإضافة لأدائها للطابع التلمساني. نور الدين تريفي رئيس جمعية المطربية قال للنصر، بأن فرقته خاضت مغامرة جديدة بغنائها للمالوف، مضيفا بأن المالوف غني بموازينه الموسيقية وهو ما يعتبره أمرا صعبا للذين لم يعتادوا على أدائه، خاصة فيما يتعلق بالألحان و الآلات الموسيقية و استعمالاتها المتعددة، إذ يسمح المالوف لتلميذ الموسيقى الأندلسية أن يمتلك ناصية الغناء إذا برع في أداء المالوف كمرحلة أولى. الفنان حمدي بناني اعتلى منصة العرض تحت تصفيقات حارة من الجمهور الذي توافد بكثرة في الليلة الرابعة من فعاليات المهرجان، حيث بدأ فقرته بطابع المزموم ثم أدى أغنية "جادك الغيث" والتي أعادت أجواء الأندلس الضائعة لقصر أحمد باي ،حيث تفاعل الجمهور معها بتكرار كلماتها المعروفة، وقد استمتعت العائلات والشباب الذين غصت بهم القاعة بأغان من طابع المالوف الأصيل أداها صاحب الكمان الأبيض على غرار "نسيم الهريج العبق" و"محموتي طلت بالحلي والحوللي" و "ما ساب عقلي الا سحر الجفون" ليختتم بخلاص "لقيت حبيبي". وقد تواصل الحفل إلى ساعات متأخرة من الليل، بعد اعتلاء الفنان كمال بودة الذي استرجع بدوره أجواء الأندلس الغنائية ،حيث قام بأداء قطعة جميلة من موشح سبق و أن أداه الفنانون الأندلسيون بقصر الحمراء حول المعتمد تحت عنوان "دمعي جرى"، فوصف حالة الحب والوله في قصور الأندلس. كمال بودة قال للنصر ، بأن قصر أحمد باي مكان جميل لاسترجاع تاريخ الأندلس في قسنطينة، خاصة وأن الحضور من متذوقي المالوف لهذا أدى القصيدة الأندلسية كاملة إرضاء لهم.