من المرتقب أن يحقق المنتخب الوطني إنجازا غير مسبوق في تصنيف الفيفا الخاص بشهر أكتوبر الجاري، والذي سيتم الإعلان عنه الخميس القادم، حيث ينتظر أن يقفز الخضر إلى الصف 15 عالميا، لأول مرة منذ بداية اعتماد التصنيف الشهري للفيفا سنة 1993. هذه القفزة تتزامن وسلسلة النتائج الإيجابية التي ما فتئ يحققها الخضر منذ مارس 2013، خاصة وأن التألق في مونديال البرازيل وبلوغ ثمن النهائي أعقبه النجاح في إحراز 4 إنتصارات متتالية في إطار التصفيات المؤهلة إلى «كان 2015»، ما جعلهم المنتخب الوحيد الذي يضمن تأهله إلى هذه المنافسة القارية مبكرا، و لو أن اللجنة التقنية التابعة للفيفا ستأخذ في الحسبان في تصنيفها الخاص بالشهر الحالي نتائج لقائي الجزائر مع مالاوي، حيث كان الفوز حليف النخبة الوطنية ذهابا و إيابا، وعليه فإن الانتصار المحقق في بلانتير مكن التشكيلة الوطنية من الحصول على تنقيط 650 نقطة، وهو نفس التنقيط الذي تم اعتماده في مباراة العودة، على اعتبار أن منتخب مالاوي مصنف في المستوى الرابع قاريا، ما قلص من معدل التنقيط، رغم أن اللجنة المختصة ستراعي أيضا سلسلة الإنتصارات المحققة تواليا في المقابلات الرسمية، لأن المنتخب الوطني واصل تألقه منذ الفوز على البنين في مارس 2013، لكن الفوز في كل اللقاءات التي تندرج في إطار تصفيات «كان 2015» يبقى المرحلة الأبرز في هذه الفترة. وانطلاقا من هذه المعطيات فإن رصيد النخبة الوطنية مرشح للارتفاع إلى 989 نقطة، ما يضع الخضر على عتبة النقطة الألف، والذي لم يسبق للمنتخب الوطني بلوغه على مدار تاريخ التصنيف العالمي، لكن المجال مفتوح على مصراعيه أمام المدرب كريستيان غوركوف وأشباله لدخول التاريخ، مادام الفوز في اللقاء المقبل على إثيوبيا بالجزائر قد يعبد الطريق لحصد هذا الرصيد التاريخي. على صعيد آخر فإن رصيد 989 نقطة الذي سيبلغه الخضر في اللائحة التي سيتم الإعلان عنها يوم الخميس المقبل، سيمكنهم من تجاوز عقبة 5 منتخبات مونديالية، يتقدمها المنتخب الإنجليزي الذي سيتقلص رصيده إلى 919 نقطة، متأخرا عن المنتخب اليوناني ب 27 نقطة، في حين ستتفوق التشكيلة الوطنية في الترتيب الشهري العالمي على 3 منتخبات من أمريكاالشمالية و منطقة الكونكاكاف، من بينها صاحب المفاجأة المدوية في المونديال الأخير منتخب كوستاريكا الذي سيأتي وراء «الخضر» في اللائحة القادمة برصيد 974 نقطة، و كذا منخب المكسيك ( 954 نقطة)، إضافة إلى المنتخب الأمريكي الذي يواصل سقوطه الحر بتقلص رصيده إلى 862 نقطة. هذا و من المنتظر أن يعزز المنتخب الجزائري تصدره للائحتين القارية و العربية على حد سواء، و ذلك بمواصلة العزف المنفرد و تعميق الفارق الذي يفصله عن باقي المنتخبات، بدليل ان التألق في تصفيات «الكان» سيمكن «الخضر» من الإبتعاد بفارق 146 نقطة عن ملاحقهم المباشر في اللائحة الإفريقية منتخب كوت ديفوار الذي سيتقلص رصيده إلى 842 نقطة بعد هزيمته المفاجئة في عقر الديار أمام الكونغو الديمقراطية، لأن «الفيلة» تعد المنتخب الوحيد الذي كان يهدد الجزائر في الصدارة، مادام أن صاحب المركز الثالث منتخب تونس يتأخر عن التشكيلة الوطنية بنحو 209 نقاط، و بالتالي فإن الصدارة العربية ستبقى جزائرية لفترة أطول. بالموازاة مع ذلك فإن إقتراب «الخضر» من عتبة النقطة الألف يضعهم على مرمى حجر من دخول «التوب 10» في اللائحة العالمية و التواجد ضمن قائمة أحسن 10 منتخبات في العالم، و هو الإنجاز الذي بالإمكان تحقيقه في حال مواصلة مشوار التصفيات القارية بنفس «الديناميكية» على وقع الإنتصارات المتتالية في اللقائين المتبقيين ضد كل من إثيوبيا و مالي في نوفمبر القادم، قبل دخول «الكان»، سيما و أن منتخبات باقي القارات ستركن إلى الراحة الإجبارية تزامنا مع العرس الكروي الإفريقي، لأن الإرتقاء إلى المركز 11 يبقى في المتناول خلال الشهر المقبل، على إعتبار أن منتخب كرواتيا يتقدم على الجزائر ب 13 نقطة فقطّ، كما أن منتخبات سويسرا، الشيلي و إيطاليا لا تبتعد عن النخبة الوطنية إلا بقليل من النقاط، و التي لا تتعدى 75 نقطة. ص / فرطاس