الجزائر تخسر مركزين و تتدحرج إلى الصف 24 في التصنيف العالمي - خسر المنتخب الجزائري مركزين في التصنيف الشهري للفيفا الصادر أول أمس الخميس، حيث أن «الخضر» و رغم التألق في مونديال البرازيل بتأهلهم لأول مرة في التاريخ إلى ثمن النهائي و خروجهم برأس مرفوعة بعد إسالة العرق البارد للبطل ألمانيا فإن ذلك لم يكن كافيا لتحقيق قفزة نوعية في اللائحة، بل أنهم تدحرجوا إلى الصف 24 عالميا، متأخرين عن 22 منتخبا شاركوا في المونديال الأخير، إضافة إلى أوكرانيا، و ذلك بسبب نظام التنقيط المعتمد من طرف اللجنة التقنية التابعة للإتحاد الدولي، و التي تأخذ في الحسبان نتائج كل منتخب على مدار 4 سنوات متتالية، فضلا عن حجم المنافسين، لأن هذه المعايير سمحت للمنتخب الوطني بكسب 14 نقطة إضافية فقط في المونديال، الأمر الذي جعله يخسر مركزين لفائدة كوستاريكا و الإكوادور، و لو أن الجزائر كانت قد أنهت العرس العالمي المنقضي في الصف 13، لكن 9 منتخبات مونديالية تقدمت عليها في التصنيف الشهري للفيفا. و أشارت اللجنة التقنية في بيانها التفصيلي إلى أن نظام التنقيط المعتمد منح للمنتخب الجزائري معدل 37 نقطة فقط خلال سنة 2011، بإحتساب نسبة 20 بالمئة، و ذلك بسبب النتائج السلبية التي سجلها «الخضر» في تلك الفترة، سيما منها «فضيحة» مراكش، بينما بلغت نسبة 30 بالمئة من رصيد سنة 2012 نحو 114 نقطة، على خلفية الغياب عن «الكان»، في الوقت الذي قارب فيه المعدل الخاص بسنة 2013 عتبة 200 نقطة، لتبقى السنة الحالية الأحسن من حيث التنقيط بفضل النتائج الإيجابية المحققة، بدليل أن المعدل المرتبط بهذه الفترة إرتفع إلى 520 نقطة، و هو ما سمح للمنتخب الجزائري برفع رصيده الإجمالي ب 14 نقطة و بلوغ مجموع 872 نقطة. تنقيط الفيفا يقزم الفوز «المونديالي « على كوريا الجنوبية من جهة أخرى فإن الفيفا توزع المنتخبات حسب القارات في أهمية المباريات الرسمية، الأمر الذي «قزم» إنجاز «الخضر» في مونديال البرازيل لدى اللجنة التقنية، على إعتبار أن الجزائر حققت فوزا وحيدا في نهائيات كأس العالم الأخيرة، و كان على حساب كوريا الجنوبية، و هو خصم من القارة الأسياوية، مصنف في المستوى الرابع، و معامل تنقيطه 0.86، كما أنة تواجده في مرتبة متأخرة في التصنيف العالمي جعل درجته لا تتجاوز 143 ، و هي الأضعف في المونديال، الأمر الذي قلص معدل «الخضر» عقب هذا الفوز إلى 1476 نقطة، في حين أن الإنتصار على منتخب أوروبي قوي في الدور الأول من نهائيات كاس العالم يضخ في رصيد المنتخب الفائز ما لا يقل عن 2400 نقطة. جر بطل العالم إلى الوقت الإضافي "اللاحدث " لدى الفيفا على صعيد آخر فإن منتخب روسيا مصنف في المستوى الثالث على الصعيد الأوروبي و درجته تبلغ 181، بينما يقدر معامله ب 0.93، و عليه فإن التعادل مع هذا المنافس سمح للمنتخب الجزائري بالحصول على معدل 673 نقطة، في حين أن المنتخب البلجيكي مصنف في المستوى الثاني أوروبيا بدرجة 189، و هزيمة الجزائر أمامه حرمته من الحصول على أية نقطة، بينما لم تأخذ اللجنة التقنية التابعة للفيفا بعين الإعتبار التعادل السلبي الذي إنتهى عليه الوقت الرسمي من لقاء الجزائر و ألمانيا و راعت في تنقيطها إفرازات الوقت الإضافي، من دون أن تمنح «الخضر « أية نقطة، أمام منافس مصنف في المستوى الأول، درجته 198، الأمر الذي إنعكس بصورة مباشرة على حصاد الجزائر من النقاط في هذه التظاهرة، كما أن النظام المعتمد لا يراعي النجاح في التأهل من دور إلى آخر. «الخضر» كسبوا مع حليلوزيش 28 مركزا و 297 نقطة في 3 سنوات هذا و قد أخذت ذات اللجنة في الحسبان نتيجة المباراة الودية التي أجراها «الخضر « ضد رومانيا، لكن الطابع الودي و حجم المنافس قلص الدرجة إلى 171، و جعل تنقيط النخبة الوطنية نظير الفوز المحقق لا يتعدى 477 نقطة، و عليه فإن المعدل العام للمنتخب الوطني إرتفع من 858 إلى 872 نقطة، مع تضييع مركزين و التدحرج إلى الصف 24 عالميا، ليكون بذلك المدرب وحيد حليلوزيتش قد نجح في ترك بصمته على مكانة «الخضر» في اللائحة العالمية خلال الفترة التي قاد فيها المنتخب، لأنه و لما باشر مهامه في جويلية 2011 وجد النخبة الوطنية في المركز 52 عالميا و التاسع على الصعيد القاري برصيد 575 نقطة، لكنه و بفضل سلسلة الإنتصارات المسجلة كسب 297 نقطة إضافية، إرتقى بفضلها ب 28 مركزا، مع إعتلائه الصدارة الإفريقية. المحافظة على الصدارة الإفريقية و العربية بالموازاة مع ذلك فإن المنتخب الجزائري الذي كان أفضل سفير للكرتين الإفريقية و العربية في مونديال البرازيل حافظ على صدارة اللائحة القارية، مع تقدمه بمركز واحد عن المنتخب الإيفواري الذي يتأخر عن «الخضر « ب 22 نقطة، بينما تأتي نيجيريا في الصف الثالث قاريا، و بعدها مصر التي تسبق منتخبي غانا و الكاميرون بعد مشاركتهما المخيبة للآمال في مونديال البرازيل. إلى ذلك فإن الجزائر حافظت على صدارة اللائحة العربية متقدمة على المنتخب المصري المتواجد في المركز 36 عالميا برصيد 645 نقطة، في حين تحتل تونس الصف الثالث عربيا، و بعدها المنتخب الأردني الذي يتصدر لائحة «عرب آسيا»، ثم ليبيا، الإمارات العربية، عمان و السعودية، فالمنتخب المغربي المتدحرج إلى المركز التاسع عربيا، في حين إرتقى منتخب فلسطين إلى الصف 85 عالميا بكسبه 9 مراكز عقب تأهله التاريخي إلى كاس آسيا. مالي أقوى منافس للخضر في تصفيات «الكان « أما بخصوص منافسي «الخضر» في التصفيات المؤهلة إلى «كان 2015» فإن منتخب مالي يعد أقوى خصم للنخبة الوطنية، رغم أنه خسر 3 مراكز و تدحرج إلى المرتبة 60 عالميا و العاشرة قاريا برصيد 483 نقطة، حاله حال منتخب إثيوبيا الذي فقد 3 مراكز و تراجع إلى الصف 110 في اللائحة العالمية و 31 في القارة السمراء بمجموع 273 نقطة، كما أن المنتخب البنيني تقهقر ب 4 مراكز، و أصبح يحتل المرتبة 111 عالميا و 22 قاريا برصيد 345 نقطة، بينما يعد منتخب مالاوي الوحيد الذي حسن وضعيته و كسب مركزا إرتقى بفضله إلى الصف 121 عالميا و 38 في إفريقيا برصيد 234 نقطة، مما يعني بأن المنتخب الجزائري الذي سيدخل التصفيات في ثوب «المونديالي» يبقى المرشح الأبرز للظفر بأولى تأشيرتي التأهل إلى «الكان « القادم بالمغرب عبر بوابة الفوج التصفوي الثالث، بالنظر إلى تواضع باقي المنتخبات. ألمانيا في الصدارة بعد 20 سنة و اللائحة القادمة يوم 14 أوت بالموزاة مع ذلك فقد إعتلى منتخب ألمانيا اللائحة العالمية لأول مرة منذ 20 سنة برصيد 1724، عقب تتويجه باللقب، متقدما ب 118 نقطة على وصيفه المنتخب الأرجنتيني ثم هولندا، و هو نفس ترتيب مونديال البرازيل، بينما إرتقت كولومبيا إلى المركز الرابع، و بعدها بلجيكا، مقابل تقهقر إسبانيا إلى الصف الثامن، بعد إحتكارها الصدارة لمدة 4 سنوات، و لو أن الملفت للإنتباه أن منتخبات لم تكن معنية بتنشيط المونديال و ركنت على الرحة لكنها حققت قفزة نوعية في اللائحة أمثال قطر، أنغولا و السينغال التي كسبت 14 مركزا إضافيا. هذا و ستكشف الفيفا عن اللائحة المقبلة يوم 14 أوت القادم، و هو الذي من المرتقب أن يعرف إستقرارا كبيرا في المراكز بسبب ركون جل المنتخبات إلى الراحة.