تهميش رسامي المونغا في الجزائر دفعهم لنشر أعمالهم في الخارج يسعى الشاب سفيان بوخيط المتخصص في مجال الرسوم المتحركة ، و رسم الكارتون، إلى إصدار رسوماته الفنية ،على شكل كتاب موجه لمتتبعي المونغا في العالم، معتبرا ذلك صعبا في الجزائر خلال المرحلة الراهنة لعدم وجود إمكانيات مادية كبيرة تساهم في طبعه في بلادنا. المونغا التي يرسمها ابن مدينة قسنطينة ،تعتمد على الخيال في إبداع شخصيات جديدة، حيث يركز على إيجاد حبكة مثيرة في الحكاية التي يرسمها، معتبرا المونغا من أهم المحفزات لتوسيع الخيال والإدراك لدى الطفل أو الشاب. ويسعى هذا الشاب الذي يتابع دراسته في مدرسة الفنون الجميلة بقسنطينة ،إلى إصدار سلسلة مصورة تهتم بشخصيات خيالية جديدة، لكنه يرى بأن الجو العام في الجزائر، لا يسمح بالنجاح في هذا الميدان، إذ لا توجد صناعة حقيقية لمؤلفات المونغا في بلادنا ،مضيفا بأن الكثير من الأشخاص يشعرون بالحرج من هذا الفن ،لاعتقادهم بأنه يروج للثقافة اليابانية ويدعو لديانات أخرى. الرسام الشاب أعرب عن احباطه بخصوص الوضع العام الذي يعيشه رسام المونغا في الجزائر، لكنه استدرك بأن الفن سيفرض نفسه رغم ما يمكن أن يقال عنه، لأنه يخاطب روحا شبابية ،راغبة في المغامرة عبر الاستعانة بحكايات جديدة ومشوقة. عن إصدار كتاب لرسوماته في الجزائر ، قال بأن الأمر يكاد يكون مستحيلا في الوقت الراهن، نظرا لعدم توفر استوديوهات متخصصة ،مع ملاحظة غياب الاحترافية في العمل، فطريقة عمل البعض غير ملائمة للشخصيات التي تحتاج عناية خاصة من حيث تقنيات الرسم، في حين يرغب هو في تسويقها عبر كتب تستلزم معايير عالية في الدقة، و بصورة مختلفة عما هو سائد حاليا في الجزائر. أرجع الفنان سبب صعوبة ذلك لغياب الإمكانيات المادية والتكنولوجية التي تسوق لشخصيات المونغا مثلما هو حاصل في بلدان عديدة على غرار اليابان وفرنسا، كما أعرب عن انزعاجه من عدم وجود تشجيعات لرسامي المونغا في الجزئر ،وهو ما دفع العديد من الرسامين لبيع رسوماتهم لمجلات متخصصة في الخارج. تأسف الرسام الشاب لعدم وعي الكثيرين بقدرة الصورة على تغيير الذهنيات، داعيا في الوقت ذاته لابتكار شخصيات جزائرية تتوجه للطفل الجزائري، من أجل تمرير رسائل مستمدة من الثقافة المحلية مع انفتاحها على التطور التكنولوجي.