دعوات لتحيين خريطة الفيضانات و حصر مواقع الخطر بمدن و قرى ولاية قالمة دعا المتدخلون في لقاء حول الكوارث الطبيعية بقالمة أمس الثلاثاء إلى مراجعة قاعدة البيانات و تحيين الخارطة المحلية الخاصة بمواقع الأخطار الناجمة عن الفيضانات لمواجهة التحديات المستقبلية في ظل تغيرات مناخية يشهدها العالم و الجزائر باستمرار منذ 20 سنة تقريبا. و قال المندوب الوطني للمخاطر الكبرى بوزارة الداخلية السيد مليزي محمد الطاهر بأن كل ولايات الوطن معرضة لخطر الفيضان و منها ولاية قالمة أين وقعت عدة فيضانات مدمرة و خلفت خسائر في الأرواح و الممتلكات العمومية و الخاصة. و طلب المندوب من مدراء الري و الطرقات و التهيئة العمرانية و الحماية المدنية تقديم عروض حول مخاطر الفيضانات بالولاية و حصر المواقع المهددة و تقديم حلول و مقترحات عملية جادة يتم التكفل بها على المستويين المحلي و المركزي بالتنسيق مع كل القطاعات المعنية بمخطط مواجهة الكوارث الطبيعية. و قال والي قالمة العربي مرزوق بأن مواقع الخطر بقالمة معروفة و تخضع للمعالجة من خلال مشاريع قطاعية سنوية في مجالات الري و الطرقات و التهيئة الحضرية،مضيفا بأن مشروع نهر وادي الزناتي الكبير يعد واحدا من أهم العمليات الخاصة بحماية مدن و قرى قالمة من الفيضانات، إلى جانب مشاريع أخرى تم إنجازها منها بناء جسور جديدة و تأهيل شبكة الطرقات المحلية و حمايتها من أخطار الفيضانات الموسمية. و حسب ممثل مديرية الأشغال العمومية فقد تمت معالجة 8 مواقع سوداء على الطرقات المحلية من بين 10 مواقع تم إحصاؤها عبر مختلف مناطق الولاية. و طرح رؤساء بلديات عدة انشغالات بخصوص مخاطر الفيضانات و طلبوا مزيدا من الدعم لحماية المدن و القرى الوقعة قرب الوديان و الشعاب. و تعبر قالمة أودية كبرى تسببت في كوارث مدمرة السنوات الماضية كما حدث بمدينة وادي الزناتي في شتاء 2011 عندما فاض النهر الكبير و غمر عدة أحياء سكنية ليلا و قتل 3 أشخاص بحي كعاص. و من أهم الأودية العابرة لإقليم الولاية وادي سيبوس الكبير، وادي الزناتي، وادي بوحمدان، وادي الشارف، وادي المالح، وادي حمام النبائل، وادي ربيبة، إلى جانب حوض هيدروغرافي كبير تفوق مساحته 6 آلاف كلم2. و تعرضت قالمة لعدة فيضانات مدمرة مازالت آثارها إلى اليوم ببعض المواقع منها فيضان جارف و قع في 2 جانفي 1985 و دمر جسرين كبيرين على نهر سيبوس، و فيضان وادي حلية ببلدية بومهرة أحمد في أكتوبر 1995، و فيضانات أوت 2002 ببلديات حمام النبائل، الدهوارة، بوحشانة و عين صندل مخلفة خسائر مادية كبيرة، و فيضانات أفريل 2003 ببلديات الفجوج، بوعاتي محمود، بوحمدان، وادي فراغة، بلخير و قالمة و فيضان ديسمبر 2004 بسهل الجنوب و فيضان 03 فيفري 2011 بمدينة وادي الزناتي. و حسب المندوب الوطني للمخاطر الكبرى فإن الجهود منصبة حاليا على تحيين الخارطة الوطني للكوارث الناجمة عن الفيضانات تشمل كل الولايات، و تحيين المعطيات القديمة و إنجاز قاعدة بيانات جديدة تسمح بوضع نظام إنذار مبكر يسمح بالوقاية و التدخل الفعال عند حدوث الفيضانات الموسمية الكبرى.